loading

انا ابن امي .. ترّجل ابراهيم

هيئة التحرير

إبراهيم النابلسي، الذي تحول مع مرور الأيام والأسابيع إلى أسطورة في مدينة نابلس، خاصة بعد نجاته كل مرة من اقتحام أو حصار أو اشتباك، قال في رسالته الصوتية الأخيرة “بحبك كتير.. انا بحب إمي كتير.. انا استشهدت يا شباب.. حافظوا ع الوطن من بعدي.. بوصيكم وصية وحياة عرضكم ما تتركوا البارودة.. وشرف عرضكم.. أنا هيني هلا محاصر ورايح استشهد… ادعولنا “.

كانت أمه أول الحب حين رأى النور لأول مرة قبل ١٩ عاما، وآخر الحب حين رحل دون أن يعانقها، والبندقية وصيته الوحيدة لنا، والدعاء طلبهما الأخير منا، فكانت والدته الجبل القوي، والمرأة الصابرة المؤمنة الذي استلهم منها قوته ورباطة جأشه وإيمانه، وهي تودعه بالزغاريد والفخر، وتدعو له، وهي تقول بثبات ” طخوا إبراهيم، لكن في مئة إبراهيم، كلكم أولادي وكلكم إبراهيم، إبراهيم راح عند حبيبه إبراهيم، النبي محمد عليه السلام”، شامخة بثبات، رافعة رأسها وراية النصر “إبراهيم انتصر”.

وأمام مرآى ودموع الاف المشيعين، تقدمت والدته وحملت الجثمان على كتفيها ومشت بعزة وشموخ، مشهرة ابتسامتها امام كل الوجع، منفذة وصية أبراهيم بان لا تبكي، وممتشقة البندقية بين الجموع، التي أوصى إبراهيم بعدم التخلي عنها.

واستيقظت مدينة نابلس صباح الثلاثاء على عدوان إسرائيلي واسع، استهدف البلدة القديمة، تصدى له المقاومون وخاضوا اشتباكا مسلحا استمر ساعات، بعد محاصرة أحد المنازل.

ودفع جيش الاحتلال بعشرات الآليات ومئات الجنود في عمليته العسكرية في نابلس، التي جرى خلالها استخدام الصواريخ المحمولة على الكتف، وأسفرت عن استشهاد المطلوب رقم واحد في نابلس إبراهيم النابلسي بعد رحلة مطاردة استمرت أكثر من عام، وإسلام صبوح، وحسين جمال طه.

وعقب انتهاء العملية، توافد مئات المواطنين إلى مكان الاشتباك الذي تحول إلى ساحة حرب، وحملوا النابلسي على أكتافهم بينما كان حافي القدمين ويرتدي بزته العسكرية، ونقلوه إلى مستشفى رفيديا قبل أن يعلن عن استشهاده لاحقا.

ولد إبراهيم النابلسي عام ٢٠٠٣ في حارة الحبلة في البلدة القديمة في مدينة نابلس، وفي أزقتها القديمة نما وترعرع، وعاش طفولته على ذكريات وقع المجازر الإسرائيلية التي ارتكبها جيش الاحتلال في البلدة القديمة.

وتطارد إسرائيل النابلسي منذ أكثر من عام وتتهمه بالمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار تجاه نقاط ومواقع عسكرية في محيط نابلس وكذلك استهدفت والمستوطنين ومن بينها إصابة قائد جيش الاحتلال شمال الضفة عند “قبر يوسف” بالمدينة أواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي.

نجا النابلسي من عدة محاولات اغتيال خلال الأشهر الأخيرة، بعد مداهمة جيش الاحتلال لأماكن كان يقيم فيها، ومنها محاوله اغتياله في شهر شباط/فبراير، حينما اغتالت القوات الخاصة ثلاث من رفاقه المقاومين، وهم: أدهم مبروك الشيشاني، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، كما نجا النابلسي من عملية اغتيال خلال اقتحام حارة الياسمينة قبل ثلاثة أسابيع، والتي استشهد فيها الشابين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.

وفي مقابلة قصيرة مع فضائية النجاح، قال النابلسي فيها “أنا ماشي على درب الشهداء رفقاء دربي، وأصحابي اللي اغتالتهم القوة الإسرائيلية، ورفضت الاستسلام وما راح ياخدوني إلا اغتيال”.

وقال والده علاء النابلسي في حديث لـ ” بالغراف” إن إبراهيم كان طيب القلب ويحب الجميع وكان يحب الاطفال وهم أحبوه من العمر الصغير وحتى عمر الشباب، وكان محبوباً من الجميع من الصغير والكبير، ومحبوبًا أيضًا من كبار السن وكان يحظى بحبهم ودعائهم بشكل دائم، أحبوه لأنه كان صادقاً وصدوقا معهم، مضيفاً أنه بفضل دعاء الناس لهم ومحبتهم نجا عدة مرات..


كان لإبراهيم قطته التي يحبها والتي طلب من عائلته أن تبقى لديهم ويحافظوا عليها، فيقول والده أن إبراهيم طلب منهم إبقاء قطته لديهم وأن تبقى في البيت، مضيفاً هي من رائحته بقيت تذكرهم به.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة