loading

مدارس القدس في مهب الريح

حلا خلايلة

محاولات عديدة يخطوها الاحتلال لأسرلة التعليم في مدينة القدس، من أجل تغيير هوية التعليم التي تعتبر مخزوناً ثقافياً وتاريخياً للفلسطينيين.

أصدرت وزارة التربية والتعليم في دولة الاحتلال  مؤخراً قراراً جائراً بحق مدرستين في مدينة القدس، وهما مدرسة الايمان بفروعها الخمسة والكلية الابراهيمية، ينص القرار على سحب الترخيص الدائم لمدة عام، والتهديد بإغلاق تلك المدارس في حال لم تُدرس فيها المناهج “الاسرائيلية” وتم تداول المناهج الفلسطينية فيها.

وحول هذه القضية التي أثارت ضجة وغضب لجان أولياء الأمور في مدينة القدس  يقول رئيس اتحاد لجان أولياء أمور طلاب القدس زياد الشمالي في حديثه لموقع “بالغراف” :” القرار صدر باتجاه مدرستين وهما الابراهيمية والايمان بأقسامها الخمسة، ولكن هذا القرار سيشمل لاحقاً ما يقارب ٨٥ مدرسة أهلية وخاصة فيما لو طبق هذا القرار على تلك المدارس”.

ويتابع الشمالي:” نحن كأولياء أمور موقفنا رافض بشكل عام وخاص ولا نقبل أن يُدرس أبناؤنا منهاج فلسطيني محرف ولا المنهاج “الاسرائيلي” الذي يسعى للتهويد، ولا نقبل الا بمنهاج فلسطيني كامل شامل للتعليم في مدارسنا، واتخذنا في كافة المدارس مواقف ثابتة ورفضنا أن يكون علينا فرض من قبل وزارة المعارف “الاسرائيلية” باستثناء مدرسة الراهبات الوردية التي قبلت بفتح صفوف من أجل تدرس المنهاج “الاسرائيلي””.

وعن القرار الذي تم توزيعه على المدارس:” يقول الشمالي :” القرار الذي تم توزيعه على مدارس الايمان والابراهيمية مؤخراً يقول أنه يمنع تداول المناهج الفلسطينية التي تصدر عن طريق مكاتب السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية وفي حال تم ضبط أي كتاب من تلك الكتب الصادرة من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية سيتم اغلاق المدرسة فوراً، وستقوم لجنة بالتفتيش ابتداء من بداية العام الدراسي للعام ٢٠٢٢ على تلك المدارس الموجه لها القرار وبالتالي ستكون مُراقَبة بين الحين والآخر، هذا القرار الذي تم تسليمه من قبل وزارة المعارف” الاسرائيلية” إلى ادارات المدارس، والذي قوبل بالرفض”.

ويكمل الشمالي:” هذا القرار لا ينص على قانون شرعي، ولا حسب الاتفاقيات المبرمة ما بين وزارة المعارف “الاسرائيلية” وادارات المدارس، وتتوجه حالياً ادارات تلك المدارس بشكل قانوني للمحاكم “الاسرائيلية” لاتخاذ موقف ورفض هذا القرار”.

وعن سبب هذا القرار الذي أصدره الاحتلال يروي الشمالي:” هذا القرار هو مرحلة من مراحل تهويد وأسرلة التعليم، والجميع يعلم أن حكومة الاحتلال ووزارة المعارف التابعة لها تبني مدارس وتسمح بها تدريس المنهج “الاسرائيلي”، علماً أن طلابنا الذين يدرسون في المدارس التي تتبع للاحتلال يدرسون المنهاج الفلسطيني المحرف الذي يشكل خطراً يضاهي خطر المنهاج “الاسرائيلي”، لأنه مكتوب في جلدة الكتاب مواد جميعها تحاكي رواية الاحتلال”.

ويضيف:” هذه مرحلة من مراحل التهويد، اليوم طال القرار المدارس الخاصة، وبعد الانتهاء من تلك المدارس سيأتي الدور على مدارس الأوقاف الاسلامية في مدينة القدس، ومدارس الوكالة وبالتالي يسعى الجانب “الاسرائيلي” أن يسيطر على ٩٠% من مدارس القدس تحت مظلة “اسرائيلية” في مدينة القدس”.

والاحتلال اختار مدرستين من أكبر مدارس مدينة القدس وأقواها تعليمياً ظناً منهم أن فرضهم هذا القرار على تلك المدرستين سيهون تطبيقه على باقي المدارس الأخرى”.

واجتمع أولياء أمور الكلية الابراهيمية في مدينة القدس لتدارس القرارات الجائرة بحق الكلية وأكدوا على رفضهم المطلق التعاطي مع المنهاج المحرف أو أي منهج خارج مقرر وزارة التربية والتعليم الفلسطينية واعتبروا أن أي تهديد مباشر أو غير مباشر للكلية هو تهديد لهم. 

وقرر الأهالي اتخاذ خطوات تصعيدية استباقية قبيل بدء العام الدراسي منها تفعيل الدور القانوني والمجتمعي والاعلامي والتوعوي لمواجهة الخطر المحدق بمستقبل أولادهم، لأنهم اعتبروا أن المنهاج المحرف الذي تسعى المؤسسة “الاسرائيلية” لفرضه على الطلبة هو خطوة أولى للمزيد من الخطوات التي تسعى لأسرلة التعليم في القدس. 

ويذكر أن تلك المدارس قد تسلمت رسالة رسمية قبل اسبوعين من الاحتلال تهدد بإغلاق الكلية الابراهيمية ومدارس الايمان عن طريق سحب ترخيصها إذا لم تعتمد على المنهاج المحرف الذي هو عبارة عن نسخ للمنهاج الفلسطيني تم تشويه وازالة كافة القيم الوطنية والمجتمعية فيه واقحام أفكار وأراء ومصطلحات أو حذف فقرات أو فصول كاملة، فهناك عدد من المدارس في القدس المحتلة ماتزال ترفض المنهاج المحرّف.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة