loading
اضراب الاسرى

كَفٌ لوحّت .. فانتصرت على المِخرَز

إدارة السجون فشلت بتشتيتهم.. لهذه الأسباب انتصرت خطوات الأسرى

هيئة التحرير

انتصار جديد حققته الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، على إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، إثر إرغامها على التراجع عن الإجراءات التي تحاول فرضها على الأسرى، ليحقق الأسرى إفشال ما كانت تريده إدارة السجون بتشتيت الأسرى، وفرض التنقل المستمر على أصحاب المحكوميات العالية منهم خاصة المحكومين بالمؤبدات، وهو أمر يضع المجهر على أهم أسباب هذا الانتصار.

وقف الإجراءات

عشرة أيام من الخطوات التدريجية “التكتيكية” غير المسبوقة التي نفذها الأسرى تمهيدًا لخطوة الإضراب عن الطعام، إلا أن إدارة السجون واصلت عزمها على تنفيذ إجراءات عقابية جديدة على الأسرى، لكن الحركة الأسيرة وبعد جلسة حوار خلال اليوم الأول من الإضراب يوم الخميس، تمكنت من إجبار إدارة السجون على التراجع عن قرارها بالنقل المستمر لأصحاب المحكوميات بالسجن المؤبد، ليعلن الأسرى بعدها “إلغاء خطوة الإضراب عن الطعام”، قبل ساعات من تسليم الأسرى قائمة تضم ألف أسيرًا شرعوا بالإضراب، وبالتالي وقف كافة الخطوات التصعيدية المتبادلة.

لجنة الطوارئ العليا المنبثقة عن الحركة الأسيرة والتي تضم كافة الفصائل الفلسطينية أكدت في بيان لها، أن الاحتلال الإسرائيلي وأدواته المتمثلة بإدارة السجون أدركوا أن الأسرى جاهزون لدفع كل ثمن من أجل كرامتهم وحقوقهم؛ وأن خلفهم شعب ومقاومة مستعدة لدفع كل الأثمان من أجل نصرة مقاتليها في سجون الاحتلال، ليقرر الاحتلال بعدها وقف قراراته الظالمة وإجراءاته التعسفية بحق الأسرى والاستجابة لمطالبهم.

عوامل هامة بانتصار الأسرى

لجنة الطوارئ العليا، أكدت أنه بعدما تراجعت إدارة السجون عن قرارها بالنقل التعسفي للأسرى المؤبدات بشكل دوري، جاء قرارهم بوقف خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، ما يؤكد أن تراجع الاحتلال عن إجراءاته فإنه يدلَّ على أنه لا يتراجع عن عدوانه إلا عندما يرى صمود الأسرى ووحدتهم التي تتجسد في كل مرة داخل قلاع الأسر، متمنية أن تمتد هذه الوحدة لتتحقق في كل ساحات الوطن ومواجهة الاحتلال، فيما حيت لجنة الطوارئ الأسرى لصبرهم الطويل وجهوزيتهم الدائمة لمواجهة العدوان، والذين أبدوا أعلى درجات الاستعداد للتضحية في سبيل الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم.

ما شددت عليه لجنة الطوارئ أن هذا الانتصار جاء نتيجة وحدة الحركة الأسيرة، يؤكد عليه الصحفي والخبير بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، في حديث لـ”بالغراف”، حيث يقول: “حين تشعر إدارة السجون بجدية وترى وحدة الأسرى، وبأن لديهم الاستعداد للدخول بخطوة كهذه فهذا يحقق هدفهم”.

عوامل عدة ساعدت بتحقيق انتصار الأسرى، أمس الخميس، منها وفق منصور، “الظرف الداخلي الإسرائيلي، والحالة الأمنية بالضفة الغربية، وكلها عوامل تشير إلى أن هذا الإضراب من الممكن أن يشكل شرارة وصاعقة تفجر الأوضاع”.

وبحسب منصور، فإنه من الواضح أن الأسرى درسوا الوضع من حيث وقت التلويح بالإضراب والإعداد له، إضافة إلى إدارة الحوار بشكل متوازن، بحيث أنه كانت لديهم مطالب بحد أدنى، موضحين أنه إن تحققت فسيلغى الإضراب، وما حصل هو انتصار دون أن يتكلفوا “غرامًا واحدًا” من اللحم والجوع.

وحدة الأسرى يؤكد منصور، أنها كانت من أهم العوامل التي ساهمت بتحقيق هذا الانتصار، إذ إنه لأول مرة منذ سنوات طويلة تواجه إدارة السجون إضرابًا موحدًا للأسرى تشارك به كل الفصائل في كل السجون وبشكل متدرج، و”هذا عامل شكل قوة وزخمًا للإضراب”.

إضافة إلى ذلك، فإن الجدية التي دخل بها الأسرى من خلال خطوات تدريجية كحل الهيئات التنظيمية وارتداء ملابس السجن، إضافة إلى الاستنفار، وضع إدارة السجون تحت خيارات صعبة خاصة مع العامل الأمني الحالي بالضفة الغربية، وفق منصور، الذي يشدد على أن ذلك جعل الإدارة والمستوى السياسي والأمني الإسرائيلي يرى بأنه إن حصل الإضراب فسينعكس على الوضع الأمني، ويؤدي إلى فلتان بشكل كبير وينعكس على وضع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى قرب الانتخابات الإسرائيلية، ومن الواضح أن الاحتلال لا يريد “شوشرة” قبلها.

وكان الأسرى قد بدأوا بخطوات تصعيدية في الثاني والعشرين من أغسطس\ آب الماضي، تمثلت بإرجاع وجبات عن الطعام، والامتناع عن الخروج إلى الفحص الأمني، وحل الهيئات التنظيمية، وارتداء ملابس السجن “الشاباص” بشكل جماعي طيلة اليوم، ما يعني العصيان ضد إدارة السجون وقوانينها، قبل اللجوء إلى الإضراب عن الطعام أمس الخميس، وانتهت الخطوات التصعيدية للأسرى بانتصارهم، وتنفيذ كافة مطالبهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة