هيئة التحرير
“مش راح أبيع الماعز حتى لو دفعولي فيها مال الدنيا”، هكذا قال ابن الثامنة من عمره قسام عيسى الذي رفض بيع ماعزه الشامي بمبلغ ٢١ ألف دينار أردني، تلك الماعز التي يمتلكها منذ صغره، ويهتم بها لتكون هوايته المحببة.
ولماعزه هذه محبة ورعاية خاصة، لأنها وُلِدَت لديهم، إذ يهتم بنظافتها ونظافة مكانها بشكل دائم، ويهتم بطعامها وبصحتها أيضاً، فتربية وامتلاك الماعز هوايته المفضلة، ويقول في حديثه لموقع “بالغراف”: “إن الماعز وتربيته عمل والدي، فتعلقت بها منذ صغري، وأصبحت أحبها، وأهتم بها، وأشرف على رعايتها، ولها مميزاتها التي تجعل منها طفرة بين الماعز”.
الطفرة الكريوتية هكذا يحب أن يُطلِق عليها عيسى وذلك لندرتها، إذ إنها من دمٍ صافٍ، ومن سلالة صافية، وبها من الجمال والحلاوة النادرة في كل فلسطين، كما يقول قسام المصمم على امتلاكها، وعدم بيعها، حتى لو دُفِع له بها مال الدنيا، فهو يريد الاهتمام بها لتنتج المزيد من الماعز النادرة ذات الدم الصافي.
المزاد الأغلى
١٢٠ ألف شيقل وصل سعر الماعز الشامي في المزاد أو المهرجان الذي أقيم في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، في دورته الثالثة، حيث نُظِم للمرة الأولى في مارس\ آذار ٢٠١٩، في بلدة سلواد شرق رام الله، ثم في أغسطس\ آب من العام نفسه، في بلدة رمون شرق رام الله، وبحسب، مدير ومنظم المزاد زاهي زهير في حديث لـ “بالغراف”، فإن المزاد الذي نُظِم للماعز الشامي في فلسطين، هو للهواة ومربي الماعز.
وهذا المزاد في بلدة ترمسعيا، الذي ينظم للمرة الثالثة بعد مزادي رمون وسلواد بعد انقطاع لمدة ثلاث أعوام، يتميز فيه بأن الماعز يزداد جمالًا في كل سنة عن السنة التي قبلها، وهذا العام أفضل من أي عام آخر.
ليس كل الماعز سعرها مرتفع، لكن هنالك ماعز مميزة ونادرة ولذلك سعرها مرتفع، بحسب زهير، ويقول: “إن الماعز لها مواصفاتها وجمالها المختلف، فيكون لها منديل، ولها خشم خارجي، وفم قصير، ولها ذَنَب واقف، فتكون أحلى وبسعر أغلى، وكل سلالة تختلف عن الأخرى”.
ووفق زهير، فإن أغلى رأس ماعز بِيَعَ بالمزاد بـ ٧٥ ألف شيقل، فيما رفض أحد المربين بيع ماعزه بـ ٢١ ألف دينار، ورفض آخر بيع ثلاثة لديه ب ١٥٠ ألف شيقل، وهناك من رفض أن يبيع بـ ٣٠ ألف دولار.
١٢٠ ألف شيقل هو السعر الذي فُصلت به الماعز الكريوتية التي يملكها زهير والتي رفض بيعها، موضحًا أن سبب رفضه بيعها، ” أنها حبة نادرة، وليس كل يوم يخرج مثلها، فأمها ماعز مميزة لا ينقصها أي شيء من الجمال، ووالدها كان يسمى بالوديع من سلالة أصيلة، وكان لديها أخ بيع قبل ما يقارب السنة بـعشرين ألف دينار، وإذا تم وأنجبت سخلتين منها فهذا يأتي بثمنها، فهذه الماعز تتميز بجمالها النادر الذي به منديل يصل إلى سبعة سم، وبها دفعة رأس قوية، وبها خد عريض ذو وجه خشن فخم، وهي عريضة ذو رقبة طويلة، تختلف عن مواصفات الماعز الأخرى”.
ولا يقتصر مربو الماعز الشامي على دورات المزاد الثلاث التي نظمت، بل إن هناك مزاد ينظم بين مربي الماعز الشامي كل فترة وأخرى، فهم ينظمون هذه المزادات في بيوتهم، ويعرضون ما لديهم من ماعز على المربين الذين يصل عددهم إلى ٤٠ أو ٥٠ ويتم البيع بعد ذلك.
ويتواجد مربو الماعز الشامية في كافة مناطق الضفة الغربية “في رام الله وقراها، والخليل، وبيت لحم، ونابلس” بحسب ما يقوله زاهي زهير، مشددًا على أن تربية الماعز الشامي هي هواية كغيرها من الهوايات، التي تكون سبباً بالتعرف على أشخاص آخرين، ذو خلفيات مهنية مختلفة، فرواد المزاد هم من مربين الماعز وأيضًا من هواة تربية الماعز الشامي، وفي المزاد يتباهى كل منهم بالماعز التي يمتلكها، مؤكداً استمرارهم في إقامة هذا المزاد بشكل مستمر.
عن جمال الماعز وندرته
يتميز الماعز الشامي الموجود في فلسطين عن غيره في دول عربية، حيث يوضح زهير، أن الماعز الحالي الموجود في فلسطين يُضاهي في تميزه الموجود بدول الخليج والأردن، فهو ماعز لا يحتاج إلى رعاية خاصة، فرعايته مشابهة لرعاية الماعز العادي من الاهتمام بنظافته ونظافة مكانه.
وما يميز الماعز البلدي عن الماعز الشامي أن البلدي يكون رأسه طبيعي وطويل أما الشامي يكون لديه خشم برأس قوي والفم يكون قصير ناعم.
عام ١٩٩٢ كان هناك ماعز صُدِرَ إلى الأردن ومن الأردن إلى الخليج، حيث قاموا بالاعتناء بها، وأدخلوا عليها عدة دم وأصبح لديهم ماعز مميزة، وعام ٢٠٠٣، قاموا بإدخال الماعز من الأردن إلى فلسطين وقاموا بالاعتناء بها والخروج بماعز مميزة. ويوضح أزهير ن الماعز الشامي بتصنيفاته الثلاثة “النادر، والحلو، والوسط”، وخاصة النادرة، فإن “والديها من دم صافٍ وزريعة سُلالة، وتكون ذو عين بيضاء وخشم طويل وفم قصير، ولها ذيل وبلح وحليبها در، وعندما يكون لونها كامل تكون أحلى، فهناك ذو لون أبيض أو أسمر أو دجلي أو ازرق، وهناك تفاوت درجات بينها