ولاء الداري: لوحات رُسمت بالدم والدموع

هيئة التحرير

منذ عشر سنوات شقت الشابة ولاء الداري من مدينة نابلس طريقها الفني لرواية قصص الشهداء والأسرى بالرسم، كوسيلة لإيصال رسالة وطنية مقاومة بالدفاع عن الوطن، إلى جانب عملها مُدرسة لمادة العلوم في إحدى مدارس مدينة نابلس، بعدما تخرجت من تخصص الفيزياء بجامعة النجاح الوطنية.

على وقع وصايا الشهداء، وحكايا الأسرى وآلامهم تُخلد ولاء بريشتها ملامحهم وصورهم وذكراهم، كي لا يبقوا مجرد أرقام، وليكونوا قدوة للأجيال القادمة، وتعد ما ترسمه بريشتها مقاومة بسيطة، لكنها رسالة هادفة، لتخليد ذكرهم وذكراهم.

تقول الداري لـ”بالغراف”: “إن للرسم هدف ورسالة، وفكرة رسم الأسرى والشهداء هي طريقة كي نبقى نتذكرهم، فهم من قدموا أعمارهم تضحية وفداء لأجل الوطن”.

فكرة رسم الأسرى والشهداء بالنسبة لولاء الداري، من أجل أن يبقى الناس يتذكرون هؤلاء الاشخاص، وأن لا يكونوا مجرد أرقام، أو ربما لم نسمع بهم، وتقول: “إن الرسومات أو الفيديوهات حينما نراها تجعلنا نتذكر الشهيد أو الأسير كرواية لأفعاله”.

كثيرة هي طرق خدمة الوطن، لكن ولاء اختارت الرسم وسيلة للدفاع عن وطنها وإيصال صوت ورسالة من ضحى للوطن، بتخليد أسمائهم خاصة الشهداء.

فكرة رسم الشهداء والأسرى جاءت لولاء بعدما طلب منها شخص رسم أسير وشهيد، حينما اختارت ولاء أن ترسمهما ليس  فقط بالصورة، إنما بالفيديو مدمجًا بصوت وصايا الشهداء، وتقول: “إن الناس تحفظ أولئك الأشخاص بالذاكرة أكثر حينما يرون رسوماتهم، ويعرفون من هم، ويبقون مخلدين بالذاكرة رغم مرور الوقت”.

لم تقتصر رسالة ولاء الدراي على الفلسطينيين وحدهم، بل هناك من يتابعها أيضًا من خارج فلسطين، حيث توضح ولاء، “أن كثير من المتابعين لا يكون لديهم معرفة بالشهيد أو الأسير، لكن عن طريق الرسم يعرفونه، ويصبح لديهم فضول للبحث عنه، وفي آخر الفيديوهات التي قمت بنشرها كان عليه تساؤلات من هؤلاء، فكنت أعرفهم بهم، هكذا نخلد أسماء من ضحوا للوطن وأفعالهم، ونعرف الناس على قضيتنا وعلى أسرانا وشهدائنا”.

طريقة الرسم بالنسبة لولاء الداري، فيها نوع من المواساة وجبر لخاطر أهل الشهيد أو الأسير، وتقول: “مثلاً أهل الأسير زكريا الزبيدي وأهل بعض الشهداء تواصلوا معي وشكروني على الرسومات وكتير منهم فرحوا بها”.

بالمقابل، تؤكد الداري ملاحقة رسوماتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ورغم ذلك لم تستسلم، وتقول: “لم نسلم حتى بهذه الطريقة من ملاحقة الاحتلال، فحينما بدأت أرسم الأسرى والشهداء، وأنشر فيديوهات على مواقع: التيك توك، والانستجرام في البداية، كانوا يقدموا بلاغات لحذف هذه الفيديوهات، وكانت إدارة الفيسبوك والمواقع الأخرى تستجيب وتحذفها، لاعتبارها مخالفة، ومع ذلك استمريت بالنشر ولم أستسلم، فالاحتلال يحارب المحتوى الفلسطيني حتى الفن المقاوم!”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة