هيئة التحرير
المباراة إلها طابع خاص، وخاصة أن خصمي هو أخوي، وبلعب ضده، بعد ما كنا لفترة طويلة بنفس الفريق، بتعرف كيف بتكون المشاعر!”، صدامات أخوية على المستطيل الأخضر، شقيقان في المنزل خصمان في الملعب، يقف الشقيقان سامح ومحمد “حمادة” مراعبة في الملعب، ولكن كخصمان يحاربان كلٌ من أجل فريقه.
قد يطلق عليها “كلاسيكو الأشقاء”، أجواء حماسية وتنافسية سادت “ديربي القدس” على أرض استاد فيصل الحسيني ببلدة الرام شمال القدس يوم الأحد، بين فريقي “جبل المكبر” و”هلال القدس”، في الجولة الأولى من دوري أوريدو للمحترفين.
خصوم وأهداف
التقى الشقيقان سامح ومحمد مراعبة كخصوم على استاد فيصل الحسيني أمس الأحد، فأحرز كل منهما هدفاً لفريقه.
محمد مراعبة (28 عاماً) لاعب فريق “هلال القدس”، يلعب كرة القدم منذ أن كان يبلغ عشرة أعوام، لقد أحرز هدفًا لصالح فريقه في مرمى فريق المكبر، ويقول لـ”بالغراف”: “كان هدفاً خاصاً ومميزاً، وهذا بتوفيق رب العالمين، ومن ثم مساعدة اللاعبين والجهاز الفني”.
كان شعورًا جميلًا لمحمد أن يلعب ضد شقيقه، أو يلعب ضد لاعب يعتبره قدوته، ويقول محمد: “طبعا هذا يعطيني حافزًا أن أقدم كل شيء عندي في الملعب”.
اللاعب سامح مراعبة ابن الثلاثين عاماً وهو من مدينة قلقيلية، احترف لعب كرة القدم منذ أن كان صغيراً، وانضم إلى الفئات العمرية، وبعدها انتقل للمنتخب، وانضم للعديد من الأندية كان آخرها “نادي جبل المكبر”، الذي ينافس بقوة على الدوري.
بالنسبة لسامح مراعبة، فإن فريق جبل المكبر “كبير، ومنافس”، وأي لاعب يتمنى أن يكون ضمنه، خاصة أنه يضم إدارة على مستوى عالٍ من الاحتراف، ومدرب يحمل صفات المدير الفني الكبير، يؤكد سامح في حديث لـ”بالغراف”.
فخر كبير لسامح بأنه ينتمي لفريق جبل المكبر، والموسم الحالي يتوقعه مراعبة بأن يكون موسماً صعباً، خاصة أن هنالك محاولات لكثير من الفرق المتقدمة أن تقدم مستوى عالٍ، وتنافسًا على بطولة دوري المحترفين، و”المكبر سيكون من الفرق المنافسة بقوة في هذا الدوري”، يقول سامح.
ويضيف سامح عن الهدف الذي أحرزه بمرمى “هلال القدس”: “حينما سجلت الهدف كان هناك تفاعل كبير من الجمهور مما زادني حماساً، فكان هناك تفاعل من قبل الجمهور أثر بي كثيراً، وخاصة أنها المباراة الأولى لي مع فريق جبل المكبر، وأول موسم لي في هذا الدوري، فتسجيل هدف هو شعور كبير ومتميز جداً”.
“شعور جميل أن تكون المنافسة شريفة ولها طابع خاص، خاصة حينما يكون اللعب لأول مرة ضد شقيقي بالملعب، ولست معه بنفس الفريق، كان هناك بعض اللقطات فيها مداعبة حين انتهت المباراة، كان هناك بعض المزاح بيننا، حتى الجماهير كانت متفاعلة لهذه الروح الرياضية بيننا، فخرجنا بود ومحبة من المباراة وحققنا المطلوب”، يقول سامح.
ويتابع سامح، “لقد كانت الأخوة حاضرة سواء في التنافس الشريف أو عند تسجيل الأهداف، صحيح أن أخي حمادة خرج خاسرًا، ولكن لحسن الحظ الهدف الوحيد لهلال القدس كان هو قد سجله”.
خصمان التقيا بمحبة
على حافة النقيض كخصم محب، يؤكد محمد مراعبة شقيق سامح وخصمه في اللعب، في حديث لـ”بالغراف”، أن أجواء فريق “هلال القدس”، الذي ينتمي له كانت إيجابية وعائلية بين اللاعبين على أرض استاد فيصل الحسيني ببلدة الرام شمال القدس.
يقول محمد: “هناك تجانس وتناغم كبير بيننا، وهذا يحسب للجهاز الفني الذي استطاع جلب اللاعبين المناسبين لمنظومة الهلال”.
الدوري لهذا العام، وفق محمد مراعبة، سيكون صعباً، نظراً لاستعدادات النوادي مبكراً، وتم التعزيز بصفقات، وبدء التحضير مبكراً لهم، وسوف يكون هناك منافسة من أكثر من نادي على لقب دوري المحترفين هذا الموسم.
حينما تمتزج أجواء التنافس بعاطفة الوالدين!
حتى على المستوى العائلي كان هناك إنصاف بين الشقيقين، “لقد سجلنا الاثنين أهدافاً بغض النظر عن الفريق الفائز”، هذه الكلمات والمشاعر التي وصف فيها اللاعب سامح وجودهما كأشقاء وخصوم في الوقت ذاته.
لم يكونوا خصوماً في الملعب فقط، بل وانقسمت آراء والديهما، فوالدتهما تشجع نادي “جبل المكبر” كون ابنها سامح ينضم إليه، ووالدهما شجع نادي “هلال القدس” كون محمد ينتمي إليه.
تقول والدة سامح ومحمد في حديث لموقع “بالغراف” : “على الرغم من أنني كنت أتمنى أن يكون الشقيقان في فريق واحد، إلا أنه انتابني شعور جميل أن أرى التنافس الجميل بينهما، وأنهما قدوة لبعضهما”.
وتضيف الوالدة، “صحيح أن نادي المكبر فاز، ولكن كان الهلال وضعه ممتازًا بالمباراة، فكنا نشجعهما ونتابعهما من المنزل، أحدنا يشجع فريق المكبر والآخر هلال القدس، ولقد سررت كثيرًا كونهما سجلا أهدافاً مع فريقيهما، فعلى الرغم من أنني شجعت المكبر إلا أنني سعدت جداً لأن حمادة سجل هدفاً لصالح هلال القدس”.
أما والدهما فكان يشجع “هلال القدس”، وكان يرغب بفوزهما، إلا أنه سعد لأن أبناءه بالفريقين، ومستواهما الاثنين كان رائعًا، ويقول الوالد لـ”بالغراف”: “لم نفوت لهما مباراة، وسنكون داعمين لهما”.
“ديربي القدس”
كل عام يخلق “ديربي القدس” أجواءً من اللهفة والتنافس، “فله طعم خاص ومميز ومضاعف، والوضع كان مميزاً وحماسي، لأن الجمهور كان علامة فارقة بالأمس”، وفق ما يؤكده سامح مراعبة.
ويقول سامح: “لقد كان مشجعو الفريقين، حاضرين، وكانوا رقماً صعباً في الملعب، وهذا الشيء انعكس على أدائنا في الملعب”.
أما محمد، فإنه يؤكد، “بصراحة الديربي دائماً له طابع خاص في الدوري بالعالم، وكان أكثر من رائع بسبب تواجد الجماهير من ناحية الهلال ومن ناحية المكبر، وهذا أعطى رونقاً خاصاً، وأعطى دافعًا للاعبي الفريق، لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب”.
يذكر أن الشقيقين مراعبة انطلقا معاً من إسلامي قلقيلية وانتقلوا إلى عدة فرق، وتواجهوا مسبقا في الدوري الفلسطيني للمحترفين، حيث انتقل حماده من الإسلامي إلى الخضر ومن ثم إلى الثقافي ومن ثم إلى أهلي الخليل وبعدها إلى الأمعري وبعدها عاد إلى الإسلامي وانتقل منه إلى هلال القدس، بينما انتقل سامح من الإسلامي إلى يطا ومن ثم إلى الخضر ومن ثم إلى الثقافي والأهلي والشباب والأمعري وأخيرا إلى جبل المكبر.