loading
طائر المنيا

“المينا”.. طائر غازي يهدد “الدويري” الفلسطيني

لا يترك طائر يسمى “المينا” أو “المايْنا” بيوض وفراخ الطيور الصغيرة المقيمة في فلسطين بحالها، فيقضي عليها، حتى بات يهدد الكثير منها خاصة عصفور “الدويري” أو “البلدي”، بل ويهدد النباتات والمزروعات.

طائر غازي

هذا الطائر الغازي للأراضي الفلسطينية والمحيطة، أصوله من الهند وانتشر بمنطقة الشرق الأوسط بكثافة، حتى أصبح آفة تسعى الجهات المختصة لمكافحتها، بحسب ما يؤكده لـ”بالغراف” مدير جمعية “الحياة البرية” في فلسطين عماد الأطرش.

وهناك نوعان من طرق غزو طائر “المينا” لمنطقة الشرق الأوسط، أولها في فلسطين حينما جلبه اليهود معهم، خلال هجرتهم إلى فلسطين بداية ثلاثينات القرن الماضي، بأقفاص عبر البواخر، حيث كان يربى بأقفاص لأن صوته جميل وقوي جداً ويقلد أصوات الطيور، بينما انتشر في دول الخليج العربي كونها مفتوحة على القارة الهندية وكان يأتي عبر القوافل التجارية، وهو رفيق للإنسان كان يربى بالأقفاص.

قبل نحو 22 عاماً كان طائر “المينا” يعيش في “أقفاص” بالبيوت عند اليهود، ثم وصل إلى قلقيلية عام 2000، كونها قريبة من حديقة الحيوان “سفاري” في “رامات غان”، لينتشر تدريجيًا في كافة أنحاء فلسطين التاريخية، وأصبح الآلاف منه تفتك بالطيور المقيمة، حتى بات يشكل خطراً حقيقيا على البيئة، بحسب الأطرش.

ووفق الأطرش، فإن “المينا” منتشر على مستوى العالم كونه يتكاثر عدة مرات في السنة، ويعتبر من الطيور الغازية والدخيلة على فلسطين، ويتواجد بكثرة على مكبات النفايات الموجودة.

وطائر “المينا” هو أحد 3 أنواع غازية لفلسطين، وكذلك وهناك 23 نوعاً من النباتات الغازية لفلسطين، وهذا الطائر لا يشكل خطرًا بموطنه الأصلي، ولكنه يشكل خطرًا على طبيعتنا الفلسطينية، بحسب مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، عيسى عدوان، في حديث لـ”بالغراف”.

الطائر جميل الخطير!

طائر “الماينا” ذا اللون الجميل، يمتاز ريشه باللون البني الغامق، وعلى أطراف أجنحته لون أبيض، ورأسه ذات اللون الأسود، ومنقاره وتحت عينيه أصفر فاقع اللون، ولونه أبيض أسفل بطنه، وذيله لونه أسود، وحول أطراف الذيل لونها أسود، ومن بعيد يطغى عليه اللون الأسود، وحجم “الماينا” قريب من العصفور المسمى بـ”البلبل”.

و”الماينا” طائر ذكي في اختيار موقع تعشيشه، فيختار مناطق بعيدة بالنسبة له، تكون فيها فرصة وجود أعداء طبيعييين قليلة، وهو يعيش ويعشش في المدن بشكل أكثر، وكذلك في الأماكن العامة، والحقول الزراعية، فقد يعشش فوق عمود الكهرباء، وفي الجدران والأشجار، وفوق أسقف المباني، بحسب عماد الأطرش.

يهدد “الدويري”

طائر “المينا” يهدد الطيور الصغيرة الحجم ويقضي على بيوض العصافير وفراخها، وبذلك يهدد طائر “الدويري” أو “البلدي”، كما أنه يهاجم الحمام المنزلي، كما أنه يشكل خطرًا على تربية الطيور، ويأكل فراخ وبيض الدواجن، فيكسر قشرة البيضة ويشربها، أو يبتلع بيضة الطيور الصغيرة كاملة، وفق ما يؤكده الأطرش.

وبحسب الأطرش، فإن طائر “المينا” من الطيور المزعجة التي تعيش بمجموعات، ومن الممكن أن يهاجم أعداءه، بعكس الطيور التي تعيش في فلسطين فإنها وديعة، وبرغم ذلك فإن له فوائد أخرى بتنظيف البيئة، حيث أنه يهاجم القوارض والزواحف الصغيرة وينظف الطبيعية من النفايات وبقايا اللحوم والجيش، كما أنه يأكل الحشرات ويرقات الحشرات، فيما لم يثبت أنه يشكل خطورة على الإنسان.

بدوره، يؤكد عدوان، أن “المينا” أو “الماينا” منتشر في كل مناطق الضفة الغربية، وهو يشكل خطرًا على المزارع والحقول والمزارع الفلسطينية والطيور البلدية الفلسطينية، وأصبح خارج السيطرة حتى لدى “إسرائيل”، ومكافحته، تتطلب جهودًا إقليمية، وهو آفة عالمية، ويهدد الطيور المقيمة الأصغر منه، ويشكل خطرًا على وجودها، ويهددها بالانقراض.

إستراتيجية وطنية لمكافحته

يؤكد الخبراء والجهات المختصة أن خطورة “المينا” أو “الماينا”، يتطلب لذلك وضع إستراتيجية وطنية لمكافحته، كونه من الطيور الغازية، وكونه بات يشكل إزعاجًا وخطرًا بيئيًا، ومكافحته بحاجة لجهد رسمي وأهلي.

وبحسب الأطرش، يتوجب وضع خطة مدروسة للتعامل مع طائر “الماينا”، وهو طائر أصبحت تعاني منه الدول وتضع خططًا لمكافحته، وبعض الدول أصبحت تعطي جوائز تحفيزية للقضاء على “المانيا”.

ويقول مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة عيسى عدوان: “إن طائر المينا بحاجة لخطة إقليمية لمكافحته، كونه مؤذي ليس فقط لفلسطين، بل للإقليم، وأصبح خارجًا عن السيطرة، إن سلطة جودة البيئة وضعت إستراتيجية وطنية لخمس سنوات، بدأتها بدراسة مسحية للطيور والنباتات الغازية، ووضعنا برامج لتنفيذ الخطة، وهي بحاجة لتمويل وتنفيذ من قبل الجهات ذات العلاقة، وبحاجة لتعاون وشراكة من قبل المؤسسات والوزارات كافة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة