هيئة التحرير
“كان شعوراً مثيراً للأفكار والتأملات والتخيلات الوصول إلى فلسطين”، هكذا عبر مدير دار “صفصافة” المصرية للنشر، محمد البعلي، عن شعوره بالتواجد في فلسطين، ومشاركته بمعرض فلسطين الدولي للكتاب الذي أقيم بنسخته الثانية عشرة، في مقر المكتبة الوطنية شمال رام الله.
في دورته الثانية عشر استضاف العديد معرض فلسطين الدولي للكتاب دور النشر العربية التي يشارك بعضها للمرة الأولى، وبعضها يكرر مشاركاته السابقة والمستمرة كل دورة، والمعرض نُظم برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية.
تجربة مميزة.. ومعرض مهم عربيًا
يؤكد البعلي أن المصريين جميعًا يحلمون بدخول فلسطين ويناديون بحريتها، وبالنسبة له، فإنه يؤكد على جمالية المدن الفلسطينية وخاصة القديمة منها، يصف زيارته الأولى لفلسطين للمشاركة في معرض فلسطين الدولي للكتاب بالتجربة المميزة، رغم التحديات التي واجهتهم بالحصول على التصريحات للدخول، شاكراً وزارة الثقافة وجمعية الناشرين الفلسطينية الذي سهلوا دخولهم.
يؤكد البعلي في حديث لـ”بالغراف”، أهمية كبيرة للمشاركة في المعرض، لما له من أهمية للقومية العربية وأيضاً التجارية، وهذه المشاركة تساهم في إنجاح المعرض، والبعلي سعيد بالوجود بالمعرض، حيث كان أفضل من التوقعات من ناحية الحجم خاصة، مؤكدًا على نيتهم الاستمرار بالمشاركة بالمعارض القادمة.
وتنوعت المشاركة المصرية في المعرض ما بين “دور أكاديمية، وعامة، والكتاب الديني، والعريقة، والشابة، و التقدمية”، وهي تشكل مختلف مناحي النشر المصري متأملًا زيادتها في المشاركات القادمة.
فلسطين والحب الذي لا يوصف
هذه المشاركة السادسة لدار الرسالة للنشر والتوزيع المصرية، والتي يؤكد مديرها علاء سرحان في حديث لـ”بالغراف” أنها مشاركة مهمة بالنسبة لهم، ففلسطين هي أرضهم الثانية، وحبها لا يُوصف والمجيء إليها شيء محبب دوماً بالنسبة لهم.
يعبر سرحان عن سعادته الكبيرة بمشاركته في المعرض، إضافة لحبه لفلسطين وشعبها الجميل ومدنها المختلفة الجميلة بطبيعتها الخلابة، “فهي كالجنة، وهي أجمل بلاد الشام بالنسبة له”.
تختص دار الرسالة بتحقيق التراث الإسلامي والعربي، بجميع المخطوطات والتراث الإسلامي وَطبع ما هو غير مطبوع منه، فما طبع من مخطوطات التراث الإسلامي لا يمثل 20% من التراث الإسلامي، وفق سرحان.
ويؤكد سرحان أن الشعب الفلسطيني شعب مثقف وواعٍ، وهو ما انعكس على الإقبال المميز على المعرض، نتيجة للتنظيم المميز، شاكرًا وزارة الثقافة على متابعتها ومساهمتها في إنجاحه، مؤكداً على حرصهم على نجاحه، فنجاح المعرض من نجاحهم.
وهناك العديد من دور النشر المصرية التي تود المشاركة، ولكن بسبب الإجراءات لا تستطيع، فهذا العام تقدمت ستين دار نشر للمشاركة، ولكن تم السماح لعشرة فقط بالمشاركة والحصول على التصاريح، إضافة إلى صعوبة شحن الكتب ووصولها، وفق سرحان.
رغم كل تلك العقبات، يؤكد سرحان على الإصرار على المشاركة المتواصلة في المعرض، لأن فلسطين بلد جميلة ويحبون التواجد بها والمشاركة في هذا العرس الثقافي، ويكفيهم أن يروا الشعب الفلسطيني والثقافة الفلسطينية، وأن يتعاملوا مع القراء والكتاب ورواد المعرض.
أي إنسان عربي يتمنى دخول فلسطين، فهي زرعت في الأنفس منذ الصغر، وزيارة القدس شكل الأثر المبهر في النفسية وأحدث انقلاباً عظيماً في المشاعر، فهي مدينة عظيمة مقدسة بحسب ما يصفه الكاتب والصحفي الأردني أحمد الطراونة في حديثه لـ “بالغراف”.
الحديث عن فلسطين، بحسب الطراونة، تسبقه المشاعر الجياشة، فلم يجد فرقًا كبيرًا بين عمان ورام الله، فالأمكان متشابهة، وهناك علاقة تقافية تربط عمان برام الله، وفلسطين والأردن، فالناس هم أنفسهم في شرق النهر وغربه.
يمثل الطراونة دار “الناشرون والموزعون”، والتي تهتم بالمنشورات الثقافية، والرواية والشعر والدراسات الثقافية، وهذه هي المشاركة الأولى لهم بالمعرض، والزيارة الأولى له لفلسطين، فيما يؤكد الطراونة أن هناك العديد من المؤلفات التي تجذب انتباه الناس.
المعرض.. نافذة للعناوين المهمة
المعرض بالنسبة للطراونة، هو منجز حقيقي يحترم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين، وكذلك فيه حضور من دور النشر تحترم، والمعرض مهم، ونافذة حقيقية، وهو فرصة لعرض العديد من العناوين المهمة فيه، فيما يؤكد أن المعرض حاز على إعجابه والكثير من المشاركين، كما أن وزارة الثقافة قامت بالمساهمة الكبيرة والمساعدة في إنجاحه.
الإقبال على المعرض كان كبيرًا، بغض النظر عن حركة الشراء، فهناك إقبال من المدارس عظيم، وفكرة أن ترى طالبًا يأتي للمعرض حتى وإن لم يشترِ، فهو حمل رسالة المعرض وهي أن تشتري كتابًا، ما يعني أن تشتري وعيًا وثقافة، وفق الطراونة.
“هذه هي فلسطين العظيمة التي يعرفها الجميع بثقافتها وماضيها ومنجزها الثقافي، وهي حاضرة بالمشهد الثقافي العربي، ونحن نقف دومًا مع فلسطين مهما كانت الظروف”، يؤكد الطراونة.
وللطراونة العديد من المؤلفات الروائية، منها: وادي “الصفصافة” الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية عام 2009، والتي تحولت لعمل مسرحي، ورواية “خبز وشاي” والتي حازت على اهتمام جامعة ميتشغين وترجمت للغة الإنجليزية وهي في إطار تحويلها لعمل تلفزيوني، إضافة إلى رواية “عمل بنات لوط” والتي هي قيد التحضير”.
معرض عظيم.. لكنه بعيد
شعور التواجد في فلسطين لا يوصف، والمشاركة في هذا المعرض تعني لهم الكثير فهدفها الأول يكون زيارة فلسطين ومن ثم التجارة، فالتواجد بالمعرض وبأحياء فلسطين يعني الكثير فهي الدم والحياة، ففلسطين كالجنة، يوضح الناشر الأردني عماد القرنة في حديث لـ “بالغراف”.
هذه المرة الرابعة التي يشارك بها القرنة بكتب منوعة في المعرض، منها: “الرياضية، وعلم النفس والإدارة، والاقتصاد وغيرها من الكتب المنوعة”، لكن القرنة يؤكد أن الإقبال على لمعرض “ضعيف”، وذلك لبعد مكان تنظيمه وصعوبة الوصول إليه.
أما عبد الرحمن الحميدي مدير دار الجنان الأردنية للنشر، فيصف شعوره بالتواجد في فلسطين في حديث لـ”بالغراف” كالشخص الذي يذهب لرؤية قبر الرسول لأول مرة، ويقول: “إن فلسطين ذو منظر تقشعر له الأبدان، وشعور زيارة الأقصى لا يُوصف، إن فلسطين والأردن هي بلد واحدة”.
دار “الجنان” الأردنية للنشر تختص بالكتب “الثقافية، والعلمية، والسياسية، ولكتب القضية الفلسطينية حيزًا كبيرًا، وبها تنوع كُّتابي من الجزائر وفلسطين وغيرها من الدول”، وهذه المشاركة السابعة للدار، ولكنها الزيارة الثانية للحميدي إلى فلسطين.
لكن الحميدي، يشدد على تميز المعرض هذا العام، فتنظيمه مميز ومختلف، وهو من المعارض الناجحة مقارنة بمعارض الدول الأخرى، مؤكداً على شعورهم بالرضا عنه ونيتهم الاستمرار في المشاركة به، لما يمثله من أهمية لهم التواجد في فلسطين، لافتًا إلى أن الإقبال على المعرض هذا العام متنوع الفئات من الأطفال والشباب وكبار السن وهذا يدلل على الثقافة.
ومعرض فلسطين الدولي للكتاب عاد هذا العام، بعد توقف لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، حيث انطلق في الرابع عشر من الشهر الجاري، على أرض المكتبة الوطنية في بلدة سردا شمال رام الله، في دورته الثانية عشر، وانتهى اليوم السبت.
وشارك بالمعرض 350 دار نشر فلسطينية وعربية، وكذلك شارك به العديد من الكتاب والروائيين الفلسطينيين والعرب، فيما أقيم بالمعرض العديد من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية، وتوقيع العديد من الكتب والروايات الأدبية والثقافية.
