loading

قبرٌ مفتوح منذ ثلاث سنوات

هيئة التحرير

منذ ثلاث سنوات، يزور الفلسطيني عبد المنعم والد الشهيد محمد عبد الفتاح من خربة قيس في سلفيت، قبرًا حفر لابنه الشهيد رغم احتجاز جثمانه في ثلاجات الاحتلال، فيواظب الأب على تنظيف القبر، على أمل تسليم جثمان محمد المحتجز عقب استشهاده عام 2019.

“على أمل أنني أودعه، فش عند ربنا اشي بعيد”، هذه كلمات والد الشهيد الذي ينتظر برفقة والدته التي تستيقظ وتنام وهي متأملة صوره ومتمعنة في تفاصيله على أمل تحرير جثمان ابنها، فحملات عدة شارك فيها الأهالي من أجل أن يحظوا بحضن أخير، لكن الاحتلال يصر على حتجاز جثامين أبنائهم، ما يزيد من معاناتهم.

ثلاث سنوات بانتظار قبلة الوداع

يتأمل الوالد صورة فلذة كبده محمد منذ ثلاث سنوات، وهو ينتظر على أحر من الجمر اتصال هاتفي أو رسالة “ستسلم جثمان ابنك” لعله يحتضن جسده للمرة الأخيرة، ويطبع قبلة الوداع، يبكيه متأملاً تفاصيله للمرة الأخيرة قبل الدفن.

الشهيد محمد عبد المنعم عبد الفتاح كان عمره ثلاثة وعشرين عاماً حينما ارتقى برصاصات مستوطن على مفرق بلدة بيتا جنوب نابلس، بتهمة رشق الاحتلال بالحجارة، ومحاولته تنفيذ عملية طعن.

والد الشهيد محمد يقول بلوعة الأب المشتاق لابنه الشهيد، في حديث لـ”بالغراف”: “نحن ننتظر منذ ثلاث سنوات على أمل أن نستطيع تحرير جثمان ابننا من ثلاجات الاحتلال، فهو مات مرتين أولها عقب إطلاق الرصاصات عليه، وثانيها متجمداً في ثلاجات الموت، فابني ليس رقماً وله اسم، ومن حقنا أن نراه للمرة الأخيرة ونحتضنه”.

لاعب كرة القدم شهيداً

كان محمد عاشقاً لكرة القدم ولاعباً، فستشتاق له الكرة، وسيشتاق له الحجر الذي كان يمضي وقت فراغه بالنقش عليه، فرصاصات الاحتلال حرمته الاستمرار في موهبته وعمله، حيث كان يعمل بأحد المحاجر في المنطقة.

ويبين والد الشهيد أن منظمة “بيتسيليم” قدمت قبل أكثر من شهر دعوى وطالبت باسترداد جثمان ابنه الشهيد محمد، ويقول: “نحن ننتظر التقرير الطبي والإفراج عن جثمان ابننا، لا بد للمؤسسات الحقوقية بالضغط على الاحتلال من أجل استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لديه”.

حرموه طفتله الوحيدة

لم يحظىَ الشهيد محمد بأن يشارك طفلته الوحيدة “جوان” عيد ميلادها الأول، فمحمد متزوج وأنجب وزوجته طفلتهما الوحيدة، والتي كانت تبلغ من العمر سبعة شهور حين استشهاده.

حرم الاحتلال محمد مشاركة ابنته “جوان” لحظاتها وهي تكبر، ولكنها ووالدتها يتمنون أن يروه لو للحظة وأن يفرج الاحتلال عن جثمانه.

وكان مستوطن أطلق النار صوب الشاب محمد عبد الفتاح وقام بإعدامه، وأصاب شاباً آخر بزعم محاولتهم تنفيذ عملية طعن على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس في الثالث من أبريل\ نيسان 2019.

وبحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فإن الاحتلال يحتجز 110 جثامين، أقدمها للشهيد عبد الحميد سرور من مخيم عايدة شمال بيت لحم والذي ارتقى عام 2016، وأحدثهم الشهيد خالد عنبر من مخيم الجلزون وسلامة شرايعة من بلدة بيرزيت شمال رام الله اللذان ارتقيا في الثالث من أكتوبر\ تشرين أول 2022.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة