loading

شدو بعضكم يا أهل فلسطين: قصة الترويدة

هيئة التحرير
“شدوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم، ما ودعتكم رحلت فلسطين ما ودعتكم”، بتجاعيد وجهها وبصوتها الممتلئ بالشوق، بثوبها المطرز وذكرياتها، رددت الحاجة “أم العبد” هذه الأغنية من التراث الشعبي الفلسطيني في إطار برنامج تنتجه منصة سما القدس “لحظة من مخيم”، والتي تناقلها الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما أبكت الالاف من حاصرهم شوق وحنين فلسطين.

لقبها زيتونة المخيم، إنها الحاجة الثمانينية “أم العبد” حليمة الكسواني التي هجرها الاحتلال من قريتها بيت إكسا وهي قرية فلسطينية قرب القدس، وهي لاجئة في مخيم الزرقاء في الأردن.

كان مقطع الأغنية التي تداولته الحاجة أم العبد قد انتشر بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، وبحسب المحاضر نزار الوحيدي، فإنه يسرد تاريخ تلك المقاطع في حديث ل”بالغراف” ويقول:” هذه الأبيات التي أنشدتها الحاجة هي من التراث الفلسطيني من مقام دلعونة، ولكن غيرت المقام ليتناسب مع قدراتها الصوتية والطابع الحزين الذي يتلاءم مع الرسالة التي تحاول إيصالها من قلب مخيمها لأرضها التي اشتاقت لمرآها بعد التهجير”.

ويبين الوحيدي أن هناك من أنشد هذه الأبيات وهو “أبو ظريف الحرازين” حيث كانت له علاقة بالثورة عام 1936 فأصل البيت الأول كان “يا أولاد العرب شدوا بعضكم ..رحلت تركيا وما ودعتكم” بما في هذا البيت دعوة للوحدة والتكاتف، في وجه المحتل الإنجليزي.

” ع ورق صيني لأكتب بالحبر عورق صيني، يا فلسطين اللي جرالك يا فلسطين” هذا البيت الثاني الذي رددته الحاجة ما يتناسق مع الوضع الحزين الذي كان بصوتها، فيقول الوحيدي أن أصل البيت  من مأثورات ثورة 1936م الشهيرة ضد العدو الإنجليزي فمان “بالحبر الصيني لأكتب ع الورق بالحبر الصيني، ع اللي جرى لك يا فلسطيني”.

انتشر المقطع وتداوله الكثيرون، فتح جراح أهالي فلسطين في الداخل والخارج، وكانت الحاجة قد شرحت عن الأعراس الفلسطينية في القدم بعدما قدمت هذه الأبيات، وبينت أن العرس الفلسطيني كان يكون على ضوء الكمرة حيث أنه لم يكن هناك كهرباء، وكانوا يلبثون في الغناء ثمان أيام، وكانت النساء تذبح الذبائح ويطبخون العصيدة ويوزعونها على أهالي البلد كافة، وبعدها يزفون العريس ويتناولون وجبة العشاء ومن ثم زفة العروس على الفرس، لمدة ثلاث ساعات حيث كانت ترتدي الزي الشعبي حينها”.

“ما أبعد طريقه يما يا الجسر ما أبعد طريقه، وينشف ريقه يا نتنياهو” هذا البيت الذي ختمت فيه الحاجة حديثها والذي يعبر عن المسافة التي تفصلها عن أرضها بفعل الاحتلال.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة