loading

عدي التميمي وساما في تخريج بيرزيت

هيئة التحرير

في لفتة ليست غريبة على “جامعة الشهداء”، لم ينسَ طلبة جامعة بيرزيت الشهيد عدي التميمي، في حفل تخرجهم للدورة الصيفية، إذ زينوا صورته على زي تخرجهم، حينما وقفوا لأداء النشيد الوطني، ليكون عدي حاضرًا معهم.

هذه الفكرة خرجت من نادي الإدارة العامة بجامعة بيرزيت، وجاءت بحسب الخريجة وعضو النادي، بلقيس حوشية، في حديث لـ”بالغراف”، بأن عدي كان حالة منفردة واستثنائية، رغم أن هناك عديد حالات المقاومة التي يستبسل بها الفلسطينيون خلال المواجهات أو الاشتباكات.

تقول حوشية: “إن عدي كان حالة مختلفة، فهو أربك الاحتلال، فتوقيت ومكان عمليته كان مناسبًا، ثم بعدها لم يستطيعوا الوصول إليه حتى ظهر هو، فحاصرهم وطاردهم هو وليس العكس، إضافة إلى حالة الإرباك التي نفذها الشبان بحلق شعر رؤوسهم على الصفر أو تسمية أسمائهم باسم عدي  سببت إرباكًا للاحتلال”.

أصرت بلقيس حوشية على عدم التخرج من الجامعة دون أن ترك بصمة، وأن يكون هنالك نشاط وطني ثقافي تفعله بهذا اليوم، فكانت هذه الفكرة بأن يكون وسام عدي على زي تخرج الطلبة.

تشدد بلقيس على أن ذكر بطولات الشهداء أمر هام، وتقول: “مهما فعلنا لن نستيطع إيفاء الشهداء حقهم بالبطولات والتضحيات التي قدموها، فالجميع توحد بشكل عدي التميمي، وشعر رأسه على الصفر، والتوحد كذلك باسمه، فما الضير أن يضع الخريجن صورته على زيهم”.

وبحسب بلقيس، فإن هذه اللفتة لاقت ردة فعل إيجابية لدى الطلبة، الذين لم يتوانوا عن ارتداء الصورة بكل فخر وابتسامة، وتأكيدهم بأنهم يرتدون ويعلقون أي شيء يختص بالوطن.

الطالب أمير قراعين يؤكد في حديث لـ”بالغراف” أنها مبادرة جميلة من نادي الإدارة العامة، وهي لفتة تعزز الشعور بالفخر، ويقول: “إن شعوري لحظة استلامي صورة الشهيد عدي أمر جميل جدًا، وعزز الشعور لدي بالفخر والبطولة والشجاعة، وهي لفتت جعلت الحضور جميعًا يشعرون بالاعتزاز والفخر بطلبة الجامعة، على حسهم الوطني والعمل الجماعي”.

تخريج الدورة الصيفية

وكانت جامعة بيرزيت احتفلت بتخريج ما يزيد عن 240 طالباً وطالبة من طلبة الدورة الصيفية، وذلك استكمالاً لاحتفالات تخريج الفوج 47، وبحضور رئيس الجامعة د. بشارة دوماني، وأعضاء مجلس الجامعة والطلبة الخريجين، وذويهم.

وفي كلمته، هنأ د. دوماني الطلبة قائلاً: ” نفتخرُ بإنجازاتكم، وتحديداً وصولكم اليومَ لهذه المنصةِ رغم تحدياتِ التعليم عن بُعد بسبب جائحةِ كورونا، وانتهاكاتِ الاحتلالِ الممنهجةِ بحقِهم وحقِنا، والأزماتِ الداخليةِ التي تمكّنّا من تخطيها بروحِ جامعةِ بيرزيت. ونحن اذ نقف اليوم فرحين بتخرجكم متفائلين بما ستقدمونه لمجتمعنا من خبرة وتقدم، فإننا نفتخر أيضا بما يسطره أبناء شعبنا الفلسطيني من ملاحم للبطولة والوحدة، ووقوفهم في وجه المحتل الغاصب مدافعين عن الوطن وكرامة أبنائه، ونحن إذ ننعى الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم للدفاع عن حريتهم، نؤكد أن إجراءات الاحتلال وسياسة القتل والاغتيال والتدمير لن تزيد شعبنا إلا وحدة وإصرارا على نيل حريته وحقوقه المشروعة.”

وأضاف: ” إن ما يميز جامعة بيرزيت هو قدرتُها على إعادةِ إنتاجِ نفسِها وبناءِ المعرفةِ التي تتناسبُ والمتغيراتِ المحيطة، إضافة لتقديمِ المعرفة والعلم ضمن تجربةَ الشاملةَ للطلبةِ في جامعةِ تفتخرُ بأنها حاضنةٌ للفكرِ والعملِ الوطنيِ الديمقراطيِ التعددي، وخلقَ البيئةِ الملائمةِ لهذه التجربةِ مهمةٌ في غايةِ الدقةِ والحساسية، خاصةً في ظلِ الظروفِ المعقدةِ التي تعصفُ بالمجتمعِ الفلسطيني. ولدينا اليوم فرصةٌ عظيمةٌ للمساهمةِ في أن نصبحَ مصدراً منتجاً للمعرفةِ بدل أن نبقى مستهلكين لها، الأمر الذي يتطلب الحوار الداخلي كوسيلة لتكريسِ العملِ المشتركِ حتى نستطيعَ جميعُنا أن نُجَدِّفَ في نفسِ الاتجاه، والتشبيكَ داخليّاً وخارجيّاً من خلال دراسات بينية، والاستفادة من تجاربِ الأجيال السابقة وشعوبٍ أخرى في العالم.”

وقال: ” لقد نجحت جامعة بيرزيت بالبقاء والتجذّر، وانتصرت على التحديات الوجودية الكثيرة، بالاستناد إلى مكامن قوتها التي يجب البناء عليها وتعزيزها، وهي تمسكها برسائلها الأساسية من تميز أكاديمي وخدمة مجتمعية والتزام وطني، وكلي أمل أن نحافظ على حياة جامعية زاخرة بالتفاعل البنّاء وبالعطاء العلمي والمجتمعي والوطني.”

وألقت الطالبة رانية حرفوش من كلية الأعمال والاقتصاد كلمة التخريج أعربت فيها عن اعتزاز الخريجين وسعادتهم بالتخرج من جامعة بيرزيت، واثنت على ارادة وابداع شعبنا القوية رغم الظروف الصعبة التي يعانيها في ظل الاحتلال وجرائمه.

وفي نهاية الحفل، تم توزيع الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. طلال شهوان.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة