loading

السوشال ميديا: جاسوس جديد

هيئة التحرير

أعاد اغتيال الشهيد فاروق سلامة في مخيم جنين اليوم، بعد لحظات من نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحضر لحفل زفافه في أحد الملاحم، الحديث عن دور السوشال ميديا في الوصول إلى المطاردين.

ورغم أن الاحتلال لم يعترف صراحةً بدور السوال ميديا في الوصول إلى سلامة واغتياله واعتقال آخرين، إلى أن كثيرين أشاروا إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها.

وحقيقة دامغة أن الهواتف وخاصة الذكية منها هي جاسوس متنقل، في ظل تحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتكنولوجيا، وهي حقيقة يؤكد عليها إعلام الاحتلال الإسرائيلي الذي تحدث خلال الأيام الماضية، عن استخدام الاحتلال التجسس التقني للوصول إلى المقاومين، وبينها وحدة “8200” الإسرائيلية المعروفة بمراقبتها وتجسسها لصالح مخابرات الاحتلال. 

الهاتف جاسوس علينا

الهاتف الذكي جاسوس علينا، ومن الممكن أن يتم تتبعها والحصول على معلومات كاملة عنا وعن موقعنا الجغرافي بكل سهولة، والاحتلال أحد الدول المتقدمة في عمليات التتبع والقرصنة والمراقبة والسيطرة، وهي دولة تصدر الأبحاث والبرمجة والتكنولوجيا إلى العالم، يؤكد الخبير في أمن المعلومات سامي الشيخ، في حديث لـ”بالغراف”.

يقول الشيخ: “إن الشهيد عدي التميمي تمكن من الاختفاء 11 يومًا، ثم خرج للاحتلال ونفذ عملية أخرى، لأن احد تلك الأسباب أنه لم يحمل أية وسيلة اتصال أو تواصل، ولا أحد يعرف عنه شيئًا”.

وبحسب الشيخ، فإن الاحتلال لا يستهدف فقط هواتف المقاومين، بل يستهدف من يحيط بهم، فربما يتم اختراق مسجلات الصوت والكاميرات في هواتفنا، لذا فإنه يفضل إن كنت تمر بمكان فيه مقاومين أو مسيرة ولا تريد من كاميرا هاتفك التصوير، أن تضع الهاتف بجيبك، حتى لا يصبح هاتفك جهاز مراقبة.

ويشير الشيخ إلى أن الاحتلال يتابع كذلك “السوشال ميديا”، ويتم متابعة أي مادة، حيث يتم متابعة أية صورة أو فيديو أو صوت يحمل توقيع الجهاز الذي صنع بها، رغم أن هنالك طرق لإخفاء المعلومات، إلا أنه لا يعرفها سوى الخبراء.

“بيجاسوس”.. والتجسس

قبل عام تم الكشف عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لمنظومة “بيجاسوس” للتجسس رقميًا، على نشطاء فلسطينيين وحقوقيين بزرع تلك المنظومة على هواتفهم النقالة، وكانت تلك المنظومة الأقوى عالمياً في التجسس والاختراق، وكشف تلك المنظومة يعني أن لدى الاحتلال منظومة أخرى أقوى، يؤكد الشيخ.

وهذه المنظومة، وفق الشيخ، بإمكانها احتراق أي هاتف خلوي دون إرسال أي رابط أو رسالة إليه، فقط بمجرد امتلاك رقم هاتف الشخص المستهدف، من الممكن اختراقه، حيث بالإمكان الاعتماد على ثغرات معينة في أنظمة التشغيل أو بالتطبيقات أو تنظيمات الحماية.

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة في حديثه لـ”بالغراف”، أن عدم إقصاح الاحتلال عن استخداماته التكنولوجية بشكل أوضح، كاستخدام “بيغاسوس” لا يعني أنه لم يتم استخدامه، فقد تم الاستخدام مسبقًا بكل سهولة وبيعت هذه المنظومة عالميًا فكيف سيكون الأمر على المستوى الفلسطيني، بكل تأكيد تم استخدامه.

“عرين الأسود” مستهدفة تكنولوجياً

تمكنت قوات الاحتلال في أكثر من مرة الوصول إلى عناصر بمجموعة “عرين الأسود” وغيرهم من المقاومين عبر تقنيات تكنولوجية، سواء من خلال الهواتف الذكية، أو مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن إسرائيل دولة تكنولوجية متقدمة.

وتعتمد إسرائيل إضافة للعناصر البشرية “العملاء”، على التكنولوجيا في المتابعة الأمنية، واستهداف الاحتلال لمجموعة (عرين الأسود) قبل أيام، كان عبر متابعة تكنولوجية، حيث عرف الاحتلال أن مجموعة من عناصر وقيادات العرين مجتمعين في غرفة واحدة، يؤكد الشيخ.

ووفق ما تداوله إعلام الاحتلال، فإن وحدة (8200) الإسرائيلية المختصة بالتجسس التقني، تمكنت من تعطيل كاميرات المراقبة الموجودة في الغرفة والتي تراقب المنطقة والتي يستخدمها مقاومو العرين لكشف ومراقبة المكان.

ويشدد الشيخ على ضرورة أن لا يستخدم المقاومون وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، كون أي شيء مرتبط بالإنترنت يسهل مراقبتهن داعيًا المقاومين لضرورة رمي هواتفهم النقالة وعدم حملها، ويقول: “للمقاومين أمنكم يهمنا، وتخلصوا من الهاتف (الجاسوس) الذي تحملونه”.

ويشير المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة إلى أن استخدام إسرائيل التكنولوجيا للوصول إلى المقاومين أمر مهم بالنسبة لها، علاوة على أهمية استخدام الطائرات المسيرة “الزنانة”، وهي طائرة تلتقط صورًا من الميدان بجودة عالية جداً، وكذلك تستخدم لتوجيه القوات في الميدان في حال وجود أي أخطار.

ويتابع دراغمة، كما أن من بين التكنولوجيا الموجودة التعرف على هوية المقاومين عقب إطلاقهم النار أو تنفيذهم عمليات مقاومة، وينسحبون بعدها، عبر كاميرات المراقبة المنتشرة المتطورة تكنولوجيًا ولديها إمكانات الوصول إلى مسافات طويلة جدًا، والتي بإمكانها كشف الشخص بمجرد رؤية ملامح وجهه، كما حدث مع الشهيد عدي التميمي.

وحدة 8200.. هذه خطورتها!

تعد الوحدة “8200” ذراعًا قويًا للمخابرات الإسرائيلية، ويمتد عملها إلى أنحاء العالم، وهي وحدة تجسسية تقسم، بحسب الشيخ، تمارس عملها بعدة أقسام، منها: قسم يختص بحرب الإشاعة وينشط في ذروة الأحداث والعمليات العسكرية، وهناك قسم مختص بالرصد والمراقبة.

ووفق الشيخ، فإن وحدة “8200” تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحيث ترصد ما يتم تداوله من حديث مكتوب أو مسموع أو مرئي ضمن خوارزميات وكلمات معينة، فإن تم الحديث بها يعطي لدى الضابط المناوب إنذارًا أحمر، حينها يتم تسجيل الحديث، إلا أن شبان مخيم شعفاط تمكنوا من إرباك الاحتلال، وضللوا الاحتلال من خلال التحدث باسم “عدي” في كل اتصال أو تواصل يجرونه، ما سبب بضغط على أنظمة المراقبة.

ما ذهب إليه الشيخ، يؤكده كذلك، الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة، ويقول: “يتضح أن التعليمات التي أعطيت للجيش الإسرائيلي باقتحام نابلس، الأخير، الذي ارتقى فيه خمسة شبان، جاء في أعقاب معلومات جهاز (الشاباك) ووحدة (8200)”.

يقول دراغمة: “بين الحين والآخر يتم الإعلان عن اعتقال خلايا تقوم على تنفيذ عمليات، كانت على تواصل مع قطاع غزة بالاعتماد على المراقبة التكنولوجية، حيث يتم رصد المكالمات الهاتفية أو شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الاستعانة بوحدة (8200)، وقد يصل الأمر إلى مواقع التواصل، حيث يتم انتحال شخصيات تعمل بالمقاومة، لمعرفة الدافعية لدى بعض الأشخاص إن كانوا ينون القيام بعمليات مقاومة”.

ويرى دراغمة أن جمع المعلومات عن الخلايات التي تخطط للقيام بعمليات، يبين حجم التتبع الإلكتروني الموجود سواء على هواتفنا الذكية او على شبكات التواصل الاجتماعي، ما يظهر العمل المؤسسي بوجود قاعدة بيانات ضخمة عن المقاومين والناس العاديين وأي شخص من المحتمل أن ينفذ أي فعل للمقاومة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة