loading

الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت.. كابوس يؤرق الاحتلال

آية العطاري

لا يزال الحراك الفاعل للحركة الطلابية الفلسطينية وتحديدًا الحركة الطلّابية في جامعة بيرزيت، يشكل كابوسًا للاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الميادين كافّة بحراكاتها الشعبية والثورية ضد الاحتلال كان محرِّكها الأول والأساسي “الحركات الطلّابية” في الجامعات.

وشكلت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت حالة نضالية هامة في محطات النضال الفلسطيني، فكان بينهم الشهداء والجرحى والأسرى، على مدار سني الاحتلال الإسرائيلي.

انتقام واضح

الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت باتت تؤرق الاحتلال، الذي استهدف بالفرة لأخيرة كوادر الحركة الطَلابية في تلك الجامعة، وكل من له صلة بأي عمل نقابي، فمنذ بداية 2022، اعتقلت قوّات الاحتلال عددًا من منسقين وكوادر الأطر الطلابيّة، بدايةً من إسماعيل البرغوثي، ومحمد فقهاء، وأحمد الخاروف، واعتقال منسِّق الكتلة الإسلامية أسيد القدومي، ومنسِّق حركة الشبيبة الطلّابية صالح أبو زيد.

وما يظهر الوحشية والانتقام من الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، طريقة اعتقال كوادرها، حيث يوضح منسِّق الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس في جامعة بيرزيت، إبراهيم بني عودة، في حديث لـ”بالغراف”، أنَّ الأسير أسيد القدومي الذي حولته قوات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لأربعةِ شهورٍ قابلةً للتمديد تمَّ بطريقةٍ همجية جدًا، بواسطة وحدة “مستعربين” تساندها وحدة قوّات خاصّة إسرائيلية، وتم اقتياده لجهةٍ مجهولة وضربه بشكل مبرح، وكسر نظاراتهِ الطبية، رغم معاناته بشكل كبير من ضعف النظر، وبالكاد يرى دون نظاراته.

إصرار على العمل

وتصر الكتل الطبية في جامعة بيرزيت على مواصلة عملها رغم استهدافها، ويؤكد بني عودة، أنَه في كلِّ مرةٍ يتعرَّض بها أبناء الكتلة الإسلامية للاعتقال، سواء باعتقال المنسٍّق السابق إسماعيل البرغوثي من أمام ساحات الجامعة، واعتقال سبعةَ كوادر من أبناء الكتلة الإسلامية خلال فترة الانتخابات، لا يزيد الكتلة سوى تحدٍ أكبر، وتعود الكتلة لتشكِّل قيادةً جديد للحركة وخدمة الطلبة بشكل أقوى مما سبق.

بالنسبة لبني عودة، فإنه يرى أن استهداف الاحتلال للكتلة الإسلامية يجب أن يدق ناقوسًا لباقي الحركات الطلابية، ويقول: “إنَّ أي حركة طلابية أبناؤها معرضون للاعتقال، يجب أن يتسلّحوا بالصمود والصبر، وعليهم ألّا يحيدوا عن هدفهم الأساسي، والاستمرار بخدمة الطلبة وعدم التخلي عن الميدان، ورسالتهم يجب أن تبقى ثابتة كما هي، رسالة تحدٍ وصمود”.

ويؤكد ممثَّل حركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابية لحركة فتح في جامعة بيرزيت، في حديث لـ”بالغاراف” أنَّ استهداف منسقي الحركات الطّلابية واعتقالهم لا يزيدهم سوى إصرار وتحدٍ بخدمة الطلبة الوطن.

ويقول: “نحن مستمرّون على ذاتِ النهج، الّذي كان عليه زملاؤنا، وسنكون كما كانت جامعة الشهداء منذ القِدَم، سبّاقة في كلِّ هبة شعبية، وسنقدم الغالي والنفيس لهذا الوطن”.

الحركة الطلابية بكل ما تتعرَّض له من اعتقالات وتضييقيات من الاحتلال، ماضيةً وفق من جانبه، ممثِّل القطب الطلابي الذراع لطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين معاذ بطمة، في حديث لـ”بالغراف”، على نهج النضال والمقاومة، وأنَ كل من يحاول كسر الحركة الطلابية بأيةِ طريقةٍ كانت فهو مخطئٌ.

يقول بطمة: “من المهم أن نعلنها بصوتٍ عالٍ، أنَّ لا اعتقال ولا قمع، ولا قتل ولا تنكيل يرهبنا، فالاعتقال لن يكون شبحًا، بل سنواجهه بقوةِ إيماننا الضارب بعمق قضيتنا وعدالتها”.

الحق في التعليم

ولأن الاحتلال يضيق على الطلبة ويحرمهم من إكمال مسيرتهم التعليمية، كانت حملة “الحق في التعليم”، الجسم الأساسي الّذي يوثِّق انتهاكات الاحتلال ضد مجتمع جامعة بيرزيت، حيث أكدت منسقة الحملة “سندس حمّاد” في حديث لـ”بالغراف”، أنَّ الحملة تتابع شؤون الطلبة والعاملين المعتقلين، بدايةً من الرصد والتوثيق وإبلاغ الجهات المعنية بأمر الاعتقال، إلى توفير الدعم القانوني بتوكيل المحامي “ايليا ثيودوري” لمتابعة ملفاتهم  “دون مقابل مادي” إلّا في الحالات التّي توكل بها العائلة محامي خاص من طرفها.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال أكثر من 65 طالبًا من جامعة بيرزيتفي سجونها، بينهم حوالي 19 طالبًا تحت الاعتقال الإداري.

ويمتد دور حملة “الحق في التعليم” للحشد ومناصرة المعتقلين بحقهم في التعليم، على الصعيدين المحليّ والدوليّ، من خلال نشر البيانات التّي تدين استهداف الاحتلال للجامعة بشكل عام، والطلبة المعتقلين على خلفية عملهم النقابي بشكل خاص.

الحملة، وق حمّاد لها رسالة ورؤية واضحة، وهي “الحق في التعليم كركيزة أساسية للوصول إلى باقي الحقوق الإنسانية، وهو أداة لمقاومة الاحتلال، والتحرّر منّه، وأنَّ سياسات الاحتلال المستمرة لتجريم التعليم والطلبة في فلسطين، واستهداف الحراك الطلابي لن يثنينا من استمرار مسيرتنا التعليمية، وحماية حقنا في التعليم للوصول إلى حريتنا الحتمية”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة