loading

الضفة الغربية: تصعيد المواجهة

هيئة التحرير

تشهد الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل منذ بداية العام تصاعدًا في عمليات المقاومة ضد الاحتلال بطرق متنوعة ما بين عمليات إطلاق النار ودهس وطعن،  أسفرت عن مقتل ثلاثين اسرائيليا وعشرات المصابين في أعلى إحصائية منذ سنوات، فما دلالة هذا التصاعد؟!

وفق جهاد حرب المحلل السياسي في حديث ل ” بالغراف” فإن هذا التصاعد يعود لعدة أسباب منها حالة الإحباط لدى المجتمع الفلسطيني من العملية السياسية وغياب الأمل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالطرق السياسية أو من خلال المفاوضات، إضافة إلى أن رأي أغلبية الجمهور الفلسطيني بخيار حل الدولتين لم يعد هو الخيار القائم أمام الفلسطينيين بسبب الإجراءات الإسرائيلية والاستيطان.

وأضاف  إلى أن ازدياد اعتداءات المستوطنين سواء على الأراضي أو المواطنين في الضفة، واعتداءات المستوطنين وقوات الإحتلال في مدينة القدس وتحديداً بالمسجد الأقصى، فهذه عوامل تساعد على الإنفجار في ظل أوضاع اقتصادية أيضاً صعبة تمارسها إسرائيل وإجراءات اقتصادية تمارس ضد السلطة والمواطنين.

بدوره يقول خلدون البرغوثي المختص بالإعلام العبري، إن هناك تصعيد يشهد صعود وهبوط  في عدد العمليات وتوزيعها ونجاحها، ولكن هي حالة مستمرة فقد تحدث عمليات متباعدة أو عمليات متقاربة، مؤكداً برصده للأخبار في وسائل إعلام الاحتلال فإنه كل ليلة هناك عمليات إلقاء حجارة أو زجاجات حارقة في أماكن كثيرة بالضفة المحتلة وبشكل مستمر،  يجري رصدها من قبل مواقع إسرائيلية ترصد كل الاحداث، إضافة إلى العمليات التي تستخدم فيها الأسلحة النارية أو الوسائل الأخرى تضاف للوضع القادم، ولذلك هي حالة تصعيد لكن هناك صعود وتوزيع بأعداد العمليات.

وأكد أن هذا التصعيد يدلل على رفض الوضع القائم ورفض سياسات الحكومات السابقة ومؤشر على ما قد يحدث في ظل الحكومة اليمينية المتوقعة، فإن الأمور قد تذهب الى التصعيد،  خاصة إذا ما تولت الصهيونية الدينية الوزارات المتعلقة بالأمن “وزارة الجيش، والأمن الداخلي” فإن الأمور قد تصبح قابلة للتصعيد أكثر فأكثر

وعن تصاعد عدد قتلى الاحتلال في هذه العمليات يؤكد حرب أن هذا يدلل على  استخدام وسائل أكثر عنفاً في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث هناك استخدام للسلاح وإطلاق للنار في عمليات متكررة ومتعددة خلال اقتحام الاحتلال للمدن في “جنين، ونابلس”، أو العمليات التي بادر إليها المواطنين باستخدام السلاح كما حصل في اذار الماضي بالداخل المحتل، إضافة لعمليات الدهس والطعن التي جرت خلال هذا العام بما فيها عملية سلفيت الأخيرة، وبالتالي استخدام الكفاح المسلح في عملية المواجهة سيكون لها أثمان بشرية كبيرة على الاحتلال وليست فقط خسائر مادية فقط تتعلق بالممتلكات.

فيما أكد البرغوثي أن عدد القتلى في هذه العمليات يدلل على كثافة العمليات وتنوعها وتوزيعها، مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفاً أنه يوازي ذلك تصاعد في عدد الشهداء مقارنةً بالسنوات السابقة أيضًا، إضافة إلى تصاعد في اعتداءات المستوطنين وعمليات جيش الاحتلال.

وحول إلى أين تتجه الأمور قال حرب  أن السنين السابقة شهدت موجات متعددة ومتكررة ومتتالية من المواجهة مع الاحتلال ولكن هذه المواجهة هي الأعنف في السنوات السبع الماضية، واستناداً للظروف التي يعيشها الفلسطينيون وفقدان الأمل بإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية والسياسية، فيؤكد أن الوضع أمام موجة مفتوحة من المواجهة، قد تأخذ على على سبيل المثال في مدينة جنين ونابلس بؤر للمقاومة المسلحة، وقد تأخذ في مناطق أخرى عمليات دهس وطعن كما جرى في سلفيت، وخاصة في مدينة القدس، وبالتالي ربما يكون هناك أشكال متعددة من الوسائل في عملية المواجهة قد تخبو أحياناً وقد ترتفع وتيرتها أحياناً أخرى، ولكنها ستكون أطول مما شهدناه خلال فترات المواجهة الماضية.

فيما يؤكد البرغوثي أن حالة إبقاء جيش الاحتلال في حالة تأهب قصوى أحيانًا، واستدعاء المزيد من الكتائب العسكرية لنشرها في الضفة، يؤكد على حالة التصعيد التي لم تصل إلى حالة انتفاضة، بل تصعيد ميداني متذبذب لكنه متواصل.

وأرجع حرب حالة التصاعد هذه إلى سيطرة الاحتلال العسكرية والاستيطان وممارسات المستوطنين، وممارسات الاحتلال القمعية سواء بالاعتقالات أو هدم المنازل أو توفير الحماية للمستوطنين والاقتحامات المتكررة الأقصى ومحاولاته لتعزيز التقسيم الزماني والمكاني على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي، فهذه المظاهر هي التي تثير غضب الفلسطينيين واستمرارها وتكرارها فإن الغضب يتصاعد ويتحول إلى مواجهة واسعة بأشكال متعددة ومتمنوعة تأخذ أحياناً النمط العنيف وأحيانا أخرى نمط المواجهة الشعبية الواسعة

وباستشهاد محمد صوف “١٨ عامًا” منفذ عملية الطعن والدهس اليوم في مستوطنة “أرئيل” المقامة على أراضي سلفيت، ارتفع عدد الشهداء في الوطن منذ بداية العام إلى ٢٠٢ شهيدا.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة