loading

اسم سيغيب عن منصات التتويج .. أحمد عاطف

هيئة التحرير

“علّقت على هدفٍ سجّله الأسطورة، سجّله الشّهيد، المقاتل، البطل، أحمد عاطف دراغمة”، هكذا عبر الصحفي والمعلق الرياضي خليل جاد الله، لن يعود زملاؤه لرؤية تألق أحمد عندما يسجل الأهداف، لن يصيحو بأن الملاعب الفلسطينية تشهد ولادة نجم جديد، لأن الاحتلال اغتاله فصار نجمة.

وعن سماعه نبأ استشهاد اللاعب أحمد دراغمة، وعن التفاصيل واللحظات الأولى لخبر استشهاد دراغمة، يقول جاد الله في حديث لموقع “بالغراف” :” بالأمس كنت في بث مباشر على موقع الفيس بوك وكنت مستضيف متابعين، وتصادف معي أحد المتابعين وكنا نتكلم عن الكرة الفلسطينية واجوائها وتوقعات الدوري، وأثناء ذلك كان المتابعين ينقلون خبر استشهاد أحمد دراغمة وقرأت الخبر، لم استوعب في البداية وصدمت لأن أحمد دراغمة بخير، لاعب صغير مقاتل لم نعرفه إلا وهو يركض ويسجل هدف إلا وهو فرحان كونه مهاجم يسجل الكثير من الأهداف”.

أثناء تواجده على البث المباشر نقل جاد الله خبر استشهاد دراغمة بصدمة وعدم استيعاب “نزف لكم خبر استشهاد اللاعب أحمد دراغمة”، كان الخبر مؤلما وصادما  ولا زال حتى اللحظة، ولم يتخيل جاد الله أنه سيعلق على مباراة لثقافي طولكرم دون تواجد اللاعب صاحب القميص رقم ٧٧.

علق جاد الله على العديد من المباريات التي أحرز فيها الشهيد دراغمة، ولكن هدفاً واحداً بقي عالقاً في ذهنه، حينما أحرز الشهيد دراغمة هدفه في مرمى بلاطة مع طوباس، كان طوباس يتصدر في الدوري من جديد، وتعرف على أحمد دراغمة من خلال تلك المباراة   كلاعب بديل، ودخل بديل في آخر ثلاث دقائق وسجل هدفا على بلاطة وكان فريق طوباس صاعدا لدوري المحترفين الجديد وينتصر على حامل اللقب الثالث ويعمل مفاجئة وصاحب الهدف كان أحمد دراغمة بعدما مر بصورة جميلة من دفاعات نادي بلاطة وأسكن الكرة الشباك وهذا الهدف لم ينساه جاد الله.

استطاع دراغمة أن يثبت نفسه بعد هذا الهدف، وأصبح لاعبا أساسي في طوباس، ثم لاعبا أساسيا وأساسي جداً مع ثقافي طولكرم ويلعب في مركز لم يعتد عليه، بدأ لاعب وسط ثم انتقل كمهاجم، ويتذكر جاد الله الشهيد دراغمة بأنه الولد المقاتل الشقي الذي كان يلعب في أكثر من مركز ويلعب كرة القدم وتسريحة شعر مختلفة وصار مهاجم هداف وكأنه تحرر من القيود التي عليه لاعب طيب ولم يسمع صوته إلا بتسجيل الأهداف وكان خلوق وعلاقته جميلة مع اللاعبين.

“يا لفخرنا لم نكن نعلم أننا كنا معجبين بأهداف شهيد وكنا نتابع خطوات شهيد ونعلق لشهيد وانسان مختلف، وسنكرر دوماً في كل هدف يشبه أهدافه  بأنه سُجِل على طريقة الشهيد أحمد دراغمة”، بهذه الكلمات ختم جاد الله حديثه مؤكداً على ضرورة حجب رقم ٧٧ رقم اللاعب الشهيد دراغمة الذي كان يحمله في ثقافي طولكرم، وأن لا يستخدم من جديد وسيحجز تاريخياً باسمه لتتذكر الأجيال القادمة أن سبب عدم وجود هذا الرقم في الفريق أنه قد حمله أسطورة سابقة وأصبح شهيداً.

اللاعب الشهد

اللاعب الشهيد الذي ترك أثراً وصدى كبيراً لكل فلسطيني، وليس على المستوى الرياضي فقط، ولكن المعلقين الرياضيين ومن اعتاد لسانهم على ذكر اسم الشهيد خلال الدوري الرياضي سيفتقدون هذا الاسم، وسيبقى ذكرى فقط.

ويعبر المعلق الرياضي سامي أبو سنينة في حديث ل”بالغراف” عن صدمته بخبر استشهاد اللاعب دراغمة، ويقول كان من أبرز اللاعبين في دوري المحترفين الفلسطينيين خصوصاً في مرحلة الذهاب، وكان لاعبا ممتازا جداً على المستوى الفني، وكان قد تصدر هدافي دوري المحترفين في مرحلة الذهاب لفترة معينة لعدة جولات، ولكن أصبح اليوم أحد شهداء فلسطين في هذه الفترة ما قبل أيام من فترة الإياب.

ويتابع أبو سنينة، كان دراغمة على مستوى أخلاقي كلاعب كرة قدم في قمة الرقي، والأخلاق العالية، ولم نشاهد منه إلا كل الخير، وكل اللاعبين والمنافسين كانوا يحبونه ويحترمونه.

في اللحظة التي سمع فيها أبو سنينة نبأ استشهاد اللاعب دراغمة، كان يجهز ويبحث عن اللاعبين من أجل التعليق على مرحلة الإياب في دوري المحترفين الفلسطيني، كان يجهز الأرقام والأسماء والاحصائيات، ومن بين الأسماء التي كان يبحث عنها ويحاول اعطاؤها الأحقية الكاملة في التعليق ويجهز المعلومات التي سيقولها في المرحلة القادمة هو الشهيد دراغمة.

والان لن يجهز كلمات ومعلومات عن الأمور الفنية للشهيد دراغمة كلاعب كرة قدم، بل سيجهز له الرثاء بحقه وبحق ما قدمه الفترة الماضية، لاعب اشتهر كثيراً في الدوري الفلسطيني بفترة وجيزة جداً لما لمسه على أرضية الملعب، لاعب بامتيازات كبيرة ومهاجم من الطراز الرفيع، ولعب في عدة مراكز في دوري المحترفين الفلسطيني، وسبق له أن مثل ناديه الأم، ووضع بصمة كبيرة في فريق ثقافي طولكرم وقدم مردود فني جداً جعل من الثقافي أن يبتعد أكثر عن مناطق الهبوط في دوري المحترفين الفلسطيني.

يتذكر أبو سنينة خلال تعليقه على المباريات التي كان يلعب فيها اللاعب الشهيد، ولكنه لم يصدف أن علق على هدفاً له ولكنه علق على عدة مباريات خاضها في دوري المحترفين الفلسطيني، ويقول:” أداءه في أرضية الملعب كان دائماً يصنع الخطورة الكبيرة لكافة المنافسين من الأندية التي ينافسها، دائماً ما كانت الفرق المنافسة تشعر بخطورة هذا اللاعب والرقابة اللصيقة على هذا اللاعب لكل ما كان يمتلكه اللاعب من إمكانيات على المستوى الفني، وكان يشكل إضافة كبيرة في أرضية الميدان”.

” كان لي الشرف أن أكون من الأشخاص الذين علقوا على اللاعب بقيمة دراغمة، أصبح في النهاية قمراً من أقمار فلسطين ورمزاً من الرموز الفلسطينية، اللاعب الشهيد الذي يجب ذكره في كل المباريات القادمة”، بألم وصدمة الغياب ختم المعلق أبو سنينة كلماته في الحديث عن اللاعب الشهيد.

أهداف خالدة

وبدوره وضح المعلق الرياضي مهند قفيشة في حديث ل”بالغراف” مدى صدمته عند سماع الخبر وقال: “كيف حصل؟ لم‏  أستوعب الخبر صراحة لأنه شخص علقت على أهدافه في مرحلة ذهاب الدوري لم يعد موجوداً في مرحلة الإياب ولن نذكره في تشكيلة فريقه ثقافي طولكرم مرة “.أخرى

أحمد لم يكن لاعباً عادياً، أحمد كان لاعب واعد وحلمه يلعب مع منتخب فلسطين في كأس آسيا القادمة في قطر ٢٠٢٣ ولكن هذا الحلم تبخر بسبب الاحتلال.

وعن آخر مباراة علق عليها قفيشة للشهيد دراغمة يقول:” كانت المباراة ثقافي طولكرم أمام الأمعري يومها الشهيد دراغمة سجل هدفين للثقافي، كان الأمعري متقدم في النتيجة على ملعب فيصل الحسيني، وبعد الهدفين صار فريقه متقدم ٢-١ على الأمعري يومها علقت على أهداف الشهيد بحماس كبير وبمشاعر كبيرة لأنه لاعب صغير ويكون دائمًا سعيد، لاعب صغير نجح وسجل أهداف، على الرغم من أن الشهيد يومها كان عائد من إصابة حرمته يلعب بعض المباريات ولكنه استطاع أن يثبت أنه مهاجم كبير ومميز”.

كانت المباراة في الأسبوع التاسع من الدوري، ويكمل قفيشة يوم تسجيل أحمد الأهداف كان سعيد جدًا وطائر من الفرحة كأنه كان عنده تحدي وهدف يريد أن يثبته للناس وهو أنه لاعب كبير وسوف يكون رقم صعب في الدوري على مدافعين وحراس الفرق المنافسة.

وعلى الرغم من أن الشهيد خرج من الملعب حزين لأن الأمعري عادل النتيجة في آخر دقيقة ولكن من داخله كان سعيد لأنه سجل هدفين، هذا الموسم الأول الذي استطاع فيه الشهيد دراغمة أن يسجل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد.

يتذكر قفيشة الشهيد بأول هدف سجله في دوري المحترفين كان أمام بلاطة على ملعب الجامعة العربية الأمريكية في جنين قبل موسمين في الدقيقة ٩٦ من المباراة والوقت بدل من الضائع وأهدى الانتصار لطوباس يومها أحمد كان حديث الشارع الرياضي الفلسطيني والكل يتكلم عنه.

اليوم أحمد صار شهيدا، الاحتلال سرق حلمه وقتل هدفه وشغفه أحمد لن يكون في تشكيلة ثقافي طولكرم في مرحلة إياب الدوري لأنه ارتقى الى جنان الخلد.

كوكبة من شهداء الحركة الرياضية

لم يكن الشهيد رياضياً فقط بل كان مقاوماً، رغم حبه للكرة أحب فلسطين أكثر ولم يكن الشهيد الأول في مجال الرياضة وممن احترفوا وأحبوا كرة القدم، ففي خلال انتفاضة الأقصى قدر عدد الشهداء الرياضيين نحو ٣٠٠ شهيد معظمهم لاعبي كرة قدم، بينهم الشهيد سعيد عودة ١٦ عاماً من قرية أودلا في نابلس، كان سعيد متدرباً في أكاديمية لكرة القدم وشارك في بطولات في الأردن وتركيا وكان يستعد لبطولة في مصر ولكن رصاصات الاحتلال كانت أسرع.

والشهيد عاهد زقوت ٤٩ عاماً من غزة الذي ارتقى في حرب ٢٠١٤، كان لاعباً ومدرباً ومحللاً رياضياً، أسس أول مدرسة كروية للناشئين في فلسطين، ولعب في المنتخب الفلسطيني في مباراة ودية مع نجوم فرنسا.

والشهيد محمد أبو هشهش ١٧ عاماً من مدينة الخليل، ارتقى عام ٢٠١٦ كان يلعب في فريق الفوار كلاعب أساسي ولكن رصاصات الاحتلال أنهت حلمه في الوصول للنجومية والشهرة في مجال كرة القدم، وغيرهم الكثير من شهداء الرياضة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة