ايناس اخلاوي
“من أجل فلسطين خالية من البلاستيك” أطلقت ثماني نساء مبادرة ” فرصة” وذلك ضمن مشروع كأس العالم للتنمية المستدامة، وتأتي فكرة هذه المبادرة من الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة ” الاستهلاك، والإنتاج مسؤولان” الذي يشجع على الكفاءة في الموارد والطاقة، إضافة إلى استدامة البيئة الأساسية، وتوفير فرص العمل اللائق وغير المضر بالبيئة، وأيضاً تحسين جودة الحياة لصالح الجميع.
وحول هذه المبادرة تقول إحدى القائمات عليها راوية حجي في حديث ل” بالغراف” إن مبادرة فرصة ” لإعادة التدوير” انطلقت من أجل التخفيف من أعباء البلاستيك الموجود في فلسطين، حيث أن كمية البلاستيك التي تخرج من البيوت كمياتها هائلة، ولذلك يجب إعادة تدويره والاستفادة منه بطرق إيجابية تعود بالنفع على المجتمع.
وأضافت أنهم كفريق “فرصة” قاموا بعرض مبادرتهم على بلدية البيرة، وذلك للعمل على الوصول للمدارس وعرض المبادرة على الطلبة وذلك من منطلق أنهم الوسيلة الناقلة لرسالتهم “من أجل فلسطين خالية من البلاستيك ” للأهالي، ما يساهم في انتشار المبادرة بشكل أسرع، مضيفة إلى أنهم قاموا بالتواصل مع بعض النوادي الرياضية والمطاعم، اللذين استقبلوا الفكرة وتفاعلوا معها بطريقة إيجابية، فقاموا بوضع سلات من الخشب مُعاد تدويرها، وذلك من أجل تجميع العبوات البلاستيكية فيها.
ولفتت حجي إلى أنهم وبعد عمل دراسة لإعادة عملية التدوير تم البحث عن جهة ما ليقوموا بالتكفل بإعادة التدوير، وبعد الحديث معهم تبيًن إنهم يقومون بعملية إعادة التدوير في الداخل المحتل فرفضنا ذلك لإن فكرة الفريق كانت أن تتم إعادة التدوير بكافة مراحلها في مناطق الوطن
وعن الصعوبات التي واجهت فريق المبادرة أكدت أنهم واجهوا صعوبة كبيرة جدًا في العثور على جهة لإعادة التدوير وبعد محاولات بحث مستمرة وكبيرة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وجدوا طالبات من جامعة بيرزيت قائمات على مشروع “مملكة إعادة تدوير البلاستيك” والذي يهدف إلى التخلص من النفايات البلاستيكية المختلفة عن طريق إعادة تدويرها وتحويلها إلى خيوط للطابعات ثلاثية الأبعاد .
وعن طريقة عملهم فتقول حجي أنه يتم تدوير جميع النفايات البلاستيكية المجمعة بنسبة ١٠٠%، بدون أي نفايات مضرة بالبيئة خلال عملية الإنتاج، إضافة إلى أنه يتم توفير الخيوط للطابعات ثلاثية الأبعاد للسوق المحلي حسب الخصائص المطلوبة وبجودة عالية وبسعر ينافس الخيوط المستوردة، مشيرة إلى أنهم قاموا بالتواصل والتشبيك معهم وإشراكهم بالمبادرة، مشددة على أنهم بذلك حققوا هدف المبادرة في أن عملية التدوير تكون في فلسطين من الألف إلى الياء.
وشددت على أن ردود الفعل علي المبادرة كانت إيجابية، حيث كان كل من يسمع عن هذه المبادرة يقوم بجمع البلاستيك من بيوتهم وحتى شركاتهم للمشاركة بها، وذلك لإيمانهم بهذه المبادرة من أجل بيئة فلسطينية نظيفة وخالية من البلاستيك.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة أُسست ضمن برنامج كأس العالم للتنمية المستدامة ومن المقرر أن تنتهي في شهر آذار المقبل، إلا أنها تؤكد أنهم مستمرين بكل قوة وجهد في الفريق للعمل على استدامة هذه المبادرة، متمنية أن تحصل المبادرة على المساعدة في نشرها من قبل الأهالي والمجتمع، وأن تصبح هذه المبادرة ثقافة عامة بكل المناطق والمحافظات، مؤكدة على أن الشعب مثقف ومتفهّم ويحب بلده، ومؤمنة أنها ستنتشر بشكل سريع جدًا.
وأوضحت حجي أن المرأة قادرة على تربية الأجيال وتغيير الثقافات، ومن الواجب علينا أن نحمي فلسطين من البلاستك الموجود فيها لِما له من أثار سلبية على البيئة والإنسان.