“آذار يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني”.. “سعد ذابح لا باب انفتح ولا كلب نابح”.
ما هي “السعودات” الأربعة، التي تعتبر من الموروث الشعبي لدى الفلسطينيين وأهل بلاد الشام؟!
بعد انتهاء مربعانية الشتاء منذ أيام، بدأت خمسينية الشتاء أو ما يعرف بـ “السعودات”، التي تعتبر من الموروث الشعبي لدى الفلسطينيين وأهل بلاد الشام منذ سنين طويلة.
وتقسم السعودات إلى أربعة، ويستمر كل واحد منها 12 يوما ونصف، وتبدأ بسعد الذابح، فسعد بلَع، ثم سعد السعود، لتنتهي بسعد الخبايا.
وارتبطت هذه السعودات بالأمثال الشعبية، فمثلا يُقال: “سعد ذابح لا باب انفتح ولا كلب نابح”، للدلالة على شدة البرودة.
ويأتي “سعد بلع” بعد الذابح، وتكون برودته أقل من سابقه. ويقول الفلاحون “في سعد بلع بتنزل النقطــة وبتنبلــع”، أي مهما هطلت أمطار سواء قوية أو ضعيفة، فإن الأرض تبتلعها، وكأن شيئا لم يحدث، وأمطار سعد بلع لتهيئة الأرض للزراعة الصيفية، فيقال أيضاً: “سعد بلع.. لازرع ولا قلع”.
وفي نهاية سعد بلع، يبدأ التحول الملموس على درجات الحرارة، فيبدأ سعد السعود، فيردد الفلاحون: “سعد السعود بتدور المي في العود”، للدلالة على أن وقت تقليم الأشجار قد حان.
وما بين سعد السعود وسعد الخبايا الذي يليه، تأتي فترة “المستقرضات” ومدتها سبعة أيام، وهي آخر أربعة أيام من شهر شباط وأول ثلاثة أيام من شهر آذار.
وتعرف هذه الأيام باسم “أيام العجوز”، لأنها تقع في عجز الشتاء أي في آخره، وقيل عن هذه الأيام: “شباط بيقول آذار يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني”.
وأخيراً، يأتي “سعد الخبايا” رابع السعودات وآخرها، ويتميز بدفئه، فتخرج الأفاعي وغيرها من الزواحف والحشرات من مخبئها تحت الأرض، حيث قال فيه كبار السن: “في سعد الخبايا بتطلع الحيايا وتتمشى الصبايا”.
وعن السعودات الأربعة تحدثت لـ بال غراف الباحثة والكاتبة في مجال الهوية الفلسطينية ناديا حسن مصطفى “أم جواد”، والتي تهتم في كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية في المجالات كافة.
أم جواد ألفت كتاباً بعنوان ” فلسطين الفصول الأربعة – عادات وتقاليد ومواسم”. ويتحدث هذا الكتاب عن موروث البيئة الفلسطينية، ويتضمن الأمثال والمصطلحات الشعبية للفصول الأربعة ومراحل وتقسيمات السنة والظروف المتوقعة في كل مرحلة من كافة النواحي.
والسيدة ناديا، مدير مركز حسن مصطفى – والدها (1914-1961)، الذي يعتبر رائد التنمية والإصلاح القروي، فتأثرت بأفكاره ومواقفه.