أزمة الدجاج: بين المزارع والمواطن ورقيب مشافش حاجة

حلوة عاروري

من جديد عاد الدجاج لمن يستطيع إليه سبيلا، غلاء كبير ومواطنون يشتكون هذا الارتفاع ويرجعونه لاقتراب شهر رمضان الذي لطالما شهد ارتفاعًا كبيرا في كافة أسعار المنتجات الغذائية، وتجار يقولون إن السبب ليس منهم، ومزارعون يشتكون خسائرهم الكبيرة ونفوق آلاف الدواجن من مزارعهم، وما بين السببين، عادت الدجاجة لتتربع وكأن فوق رأسها ريشة فمن هو الذي يستطيع الوصول اليها ومن يطولها.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية راسم سلامة في حديث ل” بالغراف” إن سبب غلاء أسعار الدجاج خلال الفترة الحالية يعود لعدة أسباب أهمها، ارتفاع سعر الدواجن في ” اسرائيل” وهذا أدى إلى وقف عملية التهريب والتي يعاني منها أصحاب المزارع في فلسطين، حيث أصبح التهريب غير مجدي بالنسبة لهم، مبينًا أن هذه المشكلة يعانون منها منذ سنين وقد تواصلوا مع الجهات المختصة لايجاد حل لهذه المشكلة ولكن لغاية الآن لم يتم إيجاد حل لها، مبينًا أنهم يقومون بتهريب الدواجن والتي يحصلون عليها بسعر منخفض وتكون قليلة الجودة وبعضها غير صالح للاستخدام الآدمي ومع ذلك يقومون ببيعها في الأسواق الفلسطينية.

وأضاف أن السبب الآخر أنه في ” اسرائيل” هناك عدة أمراض أدت إلى قلة عدد “الصوص بعمر اليوم”، بمعنى أن بيض التفريخ  لديهم قليل وبالتالي هناك قلة في الإنتاج، مضيفًا أن هناك عدة أمراض “منها الكبد الوبائي، والكوكسيديا في الشتاء، وهناك الكثير من الأمراض الفيروسية” التي أصابت المزارع وأدت إلى نفوق عدد كبير من الطيور.

 وبين سلامة أنه من الأسباب الأخرى هي زيادة تكلفة الإنتاج حيث ارتفاع أسعار الحبوب بشكل خيالي كان في ظل وجود الحرب الأوكرانية، بحيث تعدى سعر طن العلف الثلاثة آلاف شيقل ما سبب هذا الارتفاع، غير أنه في فصل الشتاء الحالي تزداد نسبة التكلفة في التربية حيث التدفئة وغيرها من مستلزمات التربية، فهذه العوامل مجتمعة ساهمت في ارتفاع أسعار الدجاج.

من جهته أرجع  المحاسب في الجمعية التعاونية سائد مشارقة أسباب ارتفاع الدواجن إلى نقص الدواجن في المزارع، ومع تأخر دخول الشتاء انتشرت الكثير من الأمراض بين الدواجن منها “التهاب الكبد الوبائي”، الذي أدى إلى نفوق الدواجن بشكل كامل من عدة مزارع وتعرضهم لخسائر كبيرة، مبينًا أن المرض انتشر منذ شهر ونصف وما زال مستمر.

وبين أن سعر الدجاج الحالي 18 شيقل للكيلو الواحد متوقعًا أن يستمر هذا الارتفاع إلى بداية شهر رمضان، ما سيؤدي إلى انخفاض الإقبال على شراء الدواجن من قبل المواطنين، فيما يرى سلامة أنه لا يمكن الجزم باستمرار ارتفاع الدجاج لحين شهر رمضان، ولكن هذا يرتبط بارتفاع أو انخفاض سعر الدواجن بالداخل المحتل فإن استمر ارتفاعه بالداخل، فمن المتوقع أن يستمر ارتفاعه لحين شهر رمضان.

أمراض الدواجن

وأكد راسم سلامة وهو طبيب بيطري أن هناك “أمراضًا طفيلية، وأمراضًا فيروسية، وأمراضًا بكتيرية” تُصيب الدواجن، فهناك الأمراض الفيروسية ليس لها علاج نوعي يُعطى عادة لها، ولكن يُعطى لها بعض العلاجات وذلك من أجل تقليل العدوى الثانوية الموجودة، كي لا تنشط أمراضًا أخرى، ولكن هناك بعض الأمراض التي لها لُقاحات خاصة بها من الممكن أن تُعطى لها، مبينًا أنه من الممكن أن يحدث طفرات باللقاح، فإن قمت بإعطاء اللقاح لها فإنه من الممكن أن لا يعطي نتيجة مئة بالمئة.

ولفت إلى أن الدواجن خلال فترة الشهرين الماضيين كانت قد تعرضت لخسائر فادحة، حيث المزارع  تعرض لخسائر كبيرة ولم تكن المزرعة قادرة على إخراج مصاريفها، ما أدى الى عزوف العديد من المزارعين على التربية.

وأشار سلامة إلى أن السوق يحتاج شهريًا إلى ما يقرب من ستة ملايين دجاجة، ويرى أن المتوفر حاليًا من الدجاج يكفي لحاجة السوق، وبما أننا مقبلون على شهر رمضان فهناك العديد من المزارعين أعادوا تشغيل مزارعهم استعدادًا لهذا الشهر، ومتوقعًا أن يترواح سعر الدجاج خلال هذا الشهر ما بين 10_12 شيقل وذلك حسب حجم التربية المطروح.

المزارع متضرر أيضًا

المزارع وأحد المتضررين من نفوق الدواجن في مزرعته سليم العاروري يقول في حديث ل” بالغراف” أنه تعرض لخسارة في دورته الحالية وصلت إلى 22 ألف شيقل، وذلك بسبب أن الصوص لديهم لم يكن سليمًا وذو حجم صغير، وكان يأكل علفًا أكثر من اللازم حيث وصل إلى 6 طن من العلف، إضافة إلى أن الوفيات كانت كبيرة لديه، مبينًا أنه ومنذ اليوم الأول كان يقوم بمعالجتهم بالأدوية ولكن الأمر لم ينجح.

وبين أن عدد الوفيات لديه وصل الى ألف ومئة دجاجة، وهي المرة الأولى التي يحصل معه هكذا، فهو مُزراع منذ عشرة أعوام ولديه مزرعته المجهزة بشكل كامل،  ولم يتعرض لهذا النوع من الخسارة سابقًا، حيث خسر في الدورة الأولى 12 الف شيقل إضافة إلى خسارته هذه في الدورة الثانية، مشددًا على أن هذه الخسارات أثرت بشكل كبير عليه فأصبح مديونًا لعدد من الجهات نتيجة شرائه المستلزمات الحاصة بالتربية من علف وغاز للتدفئة وغيرها.

وشدد العاروري على أنه لا يوجد حماية للمزارعين ولا يوجد من يهتم لأمرهم، فأسعار العلف يعاني من ارتفاع  والغاز المستخدم في التدفئة أيضًا مرتفع، وهذا يزيد من خساراتهم حين ينفق الدجاج، متمنيًا من الحكومة توحيد أسعار الدجاج وهذا لا يسبب الخسارة لا للمزارع ولا للمواطن.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة