loading

فؤاد الشوبكي: الجد يتذوق الحرية

هيئة التحرير

عانق فؤاد الشوبكي الحرية بعد ١٧ عامًا من الاعتقال، قضاها في زنازين الاحتلال وسجونه، بعيدًا عن عائلته وأحفاده الذين كبروا دون أن يروا وجه جدهم.

شيخ الأسرى هكذا يلقب فؤاد الشوبكي صاحب ال”٨٣ عامًا” أكبر الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، سنوات طويلة قضاها في سجون الاحتلال فقد فيها زوجته دون أن يتمكن من وداعها، وعانى فيها من أمراض كثيرة وصلت لحد اعتماده على الأسرى في قضاء احتياجاته

وقال عيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى والمعتقلين في حديث ل ” بالغراف” أنه في البداية الحمد لله على سلامة الأسير الشوبكي الذي كان الأكبر سنًا في سجون الاحتلال، وكان يعاني من أمراضٍ كثيرة داخل السجن، وتعرض لسياسة الإهمال الطبي والمماطلة، مضيفاً أن يكون أسيراً وكبيرًا في السن ومريضًا داخل السجن، فهذا يزيد من حجم المعاناة التي يتكبدها

وأكد أن سلطات الاحتلال رفضت كافة المطالبات والالتماسات التي تقدمت بها مؤسسات حقوق الإنسان للإفراج عنه بسبب مرضه وكبر سنه، مؤكداً أن هذا يدل على مدى العنصرية والفاشية الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى حتى في الجانب الإنساني

وتابع قراقع أن الشوبكي تَحَمّل كل هذه الأوضاع حتى نهاية حكمه السبعة عشر عامًا، مبينًا أن الشوبكي بعد الإفراج عنه يحمل رسالة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الذين بدأوا في خطوات تمرد وعصيان على إدارة السجون بسبب قوانين بن غفير وإجراءاته المشددة التي بدأ بتطبيقها على المعتقلين

وأضاف أن الأسرى أعلنوا بدئهم في الإضراب المفتوح عن الطعام في بداية شهر رمضان، فالشوبكي يحمل رسالة هؤلاء المعتقلين للشعب الفلسطيني وللمؤسسات وكافة التنظيمات، وذلك من أجل والمساندة والوقوف إلى جانب ملحمة المعتقلين وإضرابهم المتوقع أن يبدأ مع بداية شهر رمضان 

ولفت قراقع إلى أن الشوبكي يمثل كافة الأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون، حيث يمثل المرضى وكبار السن ويمثل الأسرى الذين يقضون سنوات طويلة في الأسر ويمثل معاناتهم،  مبيناً أنهم يقفون اليوم في استقباله أمام ضريح الشهيد أبو عمار رفقة كافة المؤسسات والأسرى المحررين، وذلك كتحية له على بطولته وصموده، إضافة إلى أنها رسالة للإسرائيليين أن الشعب الفلسطيني يقدس الحرية ويقدس رموز الحرية الأسرى داخل السجون، ولا يمكن للشعب أن يترك الأسرى لوحدهم أو أن يتخلى عن قضية الحرية لأنها أساس المشروع الوطني وهو التخلص من المعاناة وقيود الاحتلال

وشدد قراقع على أنهم لا يريدون أن يبقوا الأسرى سنوات طويلة في السجون، ويجب على الشعب أن يتوحد وأن يقفوا إلى جانب خيرة أبناء الشعب داخل السجون، فالوضع أصبح سيء جداً وقاس في ظل الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة التي وضعت الأسرى عنوانًا لأهدافها من خلال قوانين وتشريعات خطيرة جدًا، وبالتالي فإن نصرة المعتقلين هي واجب وطني وأخلاقي يجب الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم

عن شيخ الأسرى 

وقال نادي الأسير في بيان له أن شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي وُلد في ١٢ مارس ١٩٤٠ في غزة في حي التّفاح، وحاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة، وهو سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء وأحد أعضاء حركة فتح، وتنقل معها إلى سوريا ولبنان وتونس والأردن.

وبين النادي أنه بتاريخ  ٣يناير ٢٠٠٢، نفّذ جيش الاحتلال عملية عسكرية أسماها عملية سفينة نوح بهدف إيقاف والسيطرة على سفينة “كارين A” في البحر الأحمر، وادّعت أن السفينة تحمل معدّات عسكرية للفلسطينيين، واتّهم الاحتلال الشوبكي مدير المالية العسكرية في السلطة الوطنية الفلسطينية في حينه؛ بالمسؤولية المباشرة واعتبرته العقل المُدبّر في تمويل، وتهريب سفينة الأسلحة.

وأضاف أنه بتاريخ ١٤ مارس ٢٠٠٦، اعتقلت قوات الاحتلال الشوبكي عقب اقتحام سجن أريحا، مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إضافة إلى “عاهد أبو غلمي، وحمدي قرعان وباسل أسمر، ومجدي الريماوي، وياسر أبو تركي”، وعقب الاعتقال حكمت عليه المحكمة العسكرية للاحتلال بالسّجن لـ”٢٠ عاماً”، ولاحقاً تمّ تخفيضها إلى “١٧عاماً”

ولفت النادي إلى أن  الشوبكي عانى في الأسر من العديد من المشاكل الصحية المزمنة في القلب وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى مشاكل في عينيه، وفي السنوات الماضية أصبح يعتمد بشكل أكبر على رفاقه الأسرى في تلبية احتياجاته، علمًا أنّه كان يقبع اليوم في سجن “عسقلان”

وفي العام ٢٠١١ توفيت زوجته وحرم من وداعها، وله ٦ أبناء، و٩ أحفاد لا يعرف غالبيتهم

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة