علي عبيدات
بأساليب كثيرة وبأشكال متنوعة، ومتنكرين بأزياء عربية ويتحدثون اللغة بطلاقة وبنفس اللهجة، ويستخدمون مركبات متنوعة فتارة تراهم يدخلون بسيارة خضار وتارة بشاحنات وتارة بسيارات عادية، هكذا تقتحم وحدات المستعربين المدن الفلسطينية وتنفذ مهماتها الموكلة إليها من اغتيال أو اعتقال، فما هي هذه الوحدة وما هو عملها؟
يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” إن وحدة المستعربين هي وحدة مهمتها قائمة على التمويه على دخول واقتحامات الجيش لتنفيذ مهمات قد تطول لفترات للاندماج في مناطق عربية على شكل عرب، وهي أقيمت ما قبل قيام اسرائيل.
وأضاف أنه في عام ١٩٤٦ قام اسحاق نافون رئيس الشين بيت في حينها ” الشاباك الآن” بإقامة هذه الوحدة وهي أول وحدة أقامها، وكانت تدخل للمناطق العربية وتتنكر وتجمع معلومات وتنفذ مهمات لها علاقة بجمع المعلومات، إضافة إلى تنفيذ مهمات خاصة وأحياناً تخريب وتسميم آبار المياه.
وتابع منصور أنه عبر الزمن تطور دور هذه الوحدات وأصبحت تنفذ عمليات هجومية والفكرة من كلمة المستعربين هي التنكر كعرب، ومن خلال هذا التنكر والاستناد لمعلومة استخباراتية يقومون بتنفيذ عمليات اعتقالات أو اغتيالات، كما أن هذه الوحدات تعمل في المناطق التي لا يوجد بها جيش أو أحياناً في مناطق يكون بها خطورة لدخول مباشر لقوات الاحتلال.
وشدد على أن هذه الوحدة لا تقوم بعمليات اعتقال أو اغتيال فقط، فهي من الممكن أن تعيش لفترة طويلة في المناطق العربية، فمثلاً في غزة تم اكتشافهم بعد عام حيث كان لهم أكثر من عام في غزة يعيشون على أنهم عرب، ولذلك فهي تلعب دوراً مركزياً في تنفيذ مهمات من هذا النوع.
وأوضح منصور أن وحدات المستعربين مختلفة فهناك وحدات مستغربين للجيش ووحدات مستعربين للشرطة وللشاباك فهي ليست وحدة واحدة، فكل جهاز أمني له وحدة مستعربين خاصة به، بحيث يكون لهن نفس المهمات ولكن كل وحدة تتبع للجهاز الذي لها.
المستعربون وارتفاع وتيرتهم
ارتفعت في الفترة الأخيرة وتيرة عمليات وحدة المستعربين من خلال في تنفيذ عمليات اغتيال وتحديداً في مدينتي نابلس وجنين، وخاصة في وضح النهار.
وحول ذلك يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد إن ارتفاع وتيرة عملها في الفترة الأخيرة أن اسرائيل تعتقد أن استخدام وحدات المستعربين والوحدات الخاصة في داخل المدن الفلسطينية، من الممكن أن يؤدي إلى نجاح العملية بطريقة أفضل بكثير من دخول سيارات عسكرية مكشوفة كسيارات الجيش، لأنه في حال تم اكتشافها فإنها ستؤدي إلى اختباء أو هروب المطاردين أو الشباب الذي دخلوا لأجلهم.
وشدد على أن الاقتحامات تكون في وضح النهار وتكون في عتمة الليل، وتستخدم الكثير من الأساليب والأشكال، مبيناً أن هذا ليس بالجديد فالوحدات الخاصة استخدمتها الحركة الصهيونية منذ الثلاثينيات، حيث تم تفجير مقر القوات البريطانية في فندق الملك داوود باستخدام سيارة توزيع الحليب، فهذا الأسلوب ليس بالجديد فالحركة الصهيونية استخدمته قبل مئة عام
بدوره يقول عصمت منصور أنه في الفترة الأخيرة زاد الاعتماد عليها وذلك بسبب طبيعة المهمات التي يقوم بها الجيش في مواجهة ” كتيبة جنين، وعرين الأسود، وغيرها من التشكيلات العسكرية” فهذا النوع من التشكيلات ليس لها بنية تحتية قوية وتستند على عناصر، والدخول إليها والوصول لها، لا يحتاج إلى قوات كبيرة ودبابات، فهو يحتاج قوات خفيفة سريعة التنقل وتعمل بشكل سري وتصل للهدف بشكل مباغت، وأخف وأمهر من يُجيد ذلك هم وحدات المستعربين.
تحقيق لقوة ردع واستسهال لاستخدام الوحدة
وأكد عادل شديد أن إسرائيل تعتقد أن دخولهم بهذه الطريقة وبهذا الشكل المرعب والمخيف واغتيالهم لهؤلاء الشباب في قلب مدينة جنين ومن بين آلاف الشبان من الممكن أن يعزز الردع، وأن يُخيف الشعب من الجيش، مبينًا أيضاً أن إسرائيل تريد أن تُعيد قوة الردع لوحداتها الخاصة وللجيش، وأن يخاف الشعب وبالتالي أن يتراجعوا وأن يفكروا قبل أن يقوموا بتنفيذ العمليات
فيما يرى عصمت منصور أن الاحتلال أصبح يستسهل استخدام الوحدات الخاصة في تنفيذ المهمات، لأنه من السهل دخولها لمناطق ضيقة وبها كثافة، حيث تتنكر وتحقق عامل المباغتة والمفاجأة، إضافة إلى طبيعة الملاحقة اليوم فالاحتلال لا يحاول هد بنية تحتية لتنظيم أو يقتحم أو يحرر مناطق، إنما يستهدف أشخاص متحصنين ومتواجدين بين الناس