نور شلو
“عند النافذة يقف مذهولاً يُلقي بأحلامه، تطفئ الرياح شمعةً داخلية، تنزع أشلاء روحه، تتطاير أفكاره، تكب ترسبات دماغه من ضربة إعصار خارقة، يلتف بداخلها بشكل عجيب، يضع نفسه في بالونة، يصعد بها إلى الأعلى، يشحن روحه ببعض من نسمات الرياح، يسجل في رأسه صوت العصافير ليسمعه عند المساء بدلاً من العود، يرى السماء في المساء فيضع قلبه داخل النجوم.”.
بمواهب فطرية منحها الخالق لخلقه، أبحر شغف الكتابة في عقله منذ نعومة أظافره، فشق الفتى هشام قلالوة البالغ من العمر ١٧ عاماً طريقه نحو الكتابة القصصية والروائية والشعرية، والتي دونها بقلمه بطريقته الخاصة، موهبة فطرية أصبحت صديقة قلالوة، إضافة لإبداعه في المجال التكنولوجي..
العلم في الصغر كالنقش على الحجر
“ولدت وفي يدي كتاب” بهذه الكلمات بدأ قلالوة حديثه ل” بالغراف”, فمنذ نعومة أظافره وفي سن الخامسة، دخل هشام إلى عالم الأدب وقراءة الكتب وحب المطالعة، وبدأت موهبة هشام تظهر، ومنذ ذلك الوقت دأب على تطوير ذاته بالقراءة، حيث يقرأ يومياُ لمدة تصل الى خمس ساعات، ليستطيع الوصول إلى ما هو عليه اليوم..
وفي حديث لموقع “بالغراف” يقول قلالوة إن القراءة طورت من شخصيتيه وحققت ذاته، مضيفاً أنه ليس غريباً على من يقرأ كثيراً أن يصبح لديه مخزون لغوي وثقافي كبير، مبينًا أنه بدأ الكتابة من الصف السابع وشارك في العديد من المسابقات والأمسيات، من ضمنها الملتقى الطلابي الثقافي الأول في جامعة الاستقلال، مضيفاً أنه تلقى الدعم من والديه، فوالده حاصلًا على درجة الماجستير في اللغة العربية ودعمه كثيراً، إضافة إلى تشجيع والدته له
لم ينس الدعم والدور الكبير لمدرسته، فيبين أنه عرض كتاباته على أساتذته ولقيت إعجاباً كبيراً لديهم، وبتشجيع من رئيس النشاط الطلابي في مديرية قباطية الأستاذ حسني الأعرج، ومسؤول النشاط الثقافي الأستاذ عمر الشايب، ومدير عام الأنشطة الطلابية الأستاذ عبد الحكيم أبو جاموس، حتى وصلت إلى الوزارة ومن خلالها وصلت الأديب زياد خداش.”
وعلى الرغم من التشجيع والدعم الذي فاز به قلالوة في كتاباته الروائية والقصصية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً له في كتابة الشعر، ونظرًا لحبه الشديد للشعر قرر دعم نفسه بنفسه، مبينًا أن أول شاعر قرأ له الشاعر المصري هشام الجخ، وأيضاً قرأ للمتنبي وقرر أن يصبح مثله، مضيفاً أن أول مسابقة شارك فيها للشعر وفاز فيها كانت على أسلوب كتابة وحبكة شعر المتنبي.
وبكلماته الإبداعية وأشعاره المميزة، حصل هشام على المركز الأول على فلسطين في كتابة الشعر، والأول على مديرية قباطية في فن الخطابة والإلقاء والتكلم باللغة العربية الفصحى، إضافة لعضويته في اللجنة الثقافية لمحافظة جنين، وعضو الكتاب الفلسطينين في وزارة الثقافة..
كتابات قلالوة
كتب قلالوة ثلاث روايات “أحلام تلوح في الأفق، على بعد ثانية، وقود المحطة”، إضافة إلى روايته الرابعة والتي تحاكي الواقع وحال الشباب “سينما البؤساء” والتي يتمنى أن تنشر قبل بداية العام الجديد، إلى جانب الروايات كتب هشام ١١٥ قصيدة، “٥٠ قصة قصيرة، ٢٠٠ خاطرة، ١٠ مقالات وأغلبها ذاتية”.
لم يكتف بموهبة القراءة والكتابة، بل لجأ إلى الجانب العلمي التكنولوجي، مستثمراً وقته في فترة الكورونا والإغلاقات، حيث كان في الصف السابع، “فتعلم جميع لغات البرمجة، وتصميم الروبرتات والدارات، وإنشاء المواقع والتطبيقات” دون أن يلقى دعماً من أحد، وذلك من خلال متابعته منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت النتيجة الخروج بثلاثة مشاريع بأفكار إبداعية، وهن “الروبوت المنقذ المنزلي، عدسة عمى الألوان، تطبيق الأعشاب.”.
قلالوة يؤكد أن تنظيم الوقت أساس النجاح، ولا بد من محطات إخفاق وتعثرات للوصول للقمة فلكل شخص شمعة عليه أن يعتني بها ليصل إلى النور والنجاح، والكاتب الناجح تكمن قدرته على إيصال رسالة شخص بطريقة أدبية وبلاغية بحت، وبمفردات لغوية واضحة ومفهومة تعطي القارئ الدافع للاستمرار في الكتابة وليس النفور منها..
يطمح بأن يصبح كاتباً مشهوراً له بصمته الخاصة في كتاباته الروائية والشعرية، وأن تنشر بلغات عديدة لتصل إلى أكبر عدد من القراء، إضافة إلى طموحه بأن ينهي الثانوية العامة بامتياز ليلتحق بكلية الطب، ويكون في يوماً من الأيام طبيباً جراحا.ً.