loading

لينا عبد الله: من لفتا إلى العالمية

هيئة التحرير

لوحات فنية من صنع الخالق نراها بأعين فتاة وجدت شغفها الحقيقي في الغوص والتصوير تحت الماء، كائنات حية تسحر العقول بألونها البهية ولون البحر الداخلي وذلك العالم الآخر الذي أصبحنا نراه بعين الفلسطينية لينا عبد الله ابنة مدينة لفتا المهجرة والحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، وماجستير في الإدارة العامة في أمريكا، وتعمل في مجال التطوير الحضري في الأردن، قادها فضولها نحو الغوص لأعماق البحار لتصبح واحدة من الفتيات القلائل في العالم العربي الذين يمارسن الغوص والتصوير تحت الماء، وأصبحت أيضاً صاحبة الذهبيتين في المسابقة العربية للتصوير تحت الماءّ.

لم تكن العبد الله عاشقة كبيرة للمياه بل  كان لديها تخوف من الماء رح أنها تمارس السباحة، حتى ذلك اليوم الذي قررت فيه السير وراء فضولها، ذلك الفضول الذي سيفتح لها بابًا نحو عالم آخر، فقبل اثني عشر عاماً وأثناء رحلة سياحية إلى تايلند والذي تنتشر بها رياضة الغطس الترفيهي، قررت الحصول على  تدريب من مركز متخصص وكان في مسبح الفندق، ومن ثم كانت تجربتها الأولى للغوص في البحر على عمق ستة أمتار لتشعر في لحظتها أنه فُتِحَ لها عالم آخر ودنيا آخرى بحسب ما تقوله في حديث ل” بالغراف”.

إبداع في الجمال والألوان وتشعر وكأنك ضئيل جدًا أمام جبروت البحر والكائنات الحية الموجودة به هكذا تصف ما رأته في غوصها للمرة الأولى، مؤكدة أن معظم الأشخاص على الكرة الأرضية لا يعلمون شيئاً عن هذا الجمال، ومن هنا أصبح لديها نية لإعادة هذه التجربة مجددًا، ولكن ليس فقط الغوص التجريبي الذي به عمق معين وبوجود مدرب إنما الغوص بالاعتماد على النفس وبالعمق الذي تريد.

بعد عام من الغوص في تايلند، وأثناء رحلتها لشرم الشيخ في مصر قررت التدرب في مركز وحصلت على شهادتها  الأولى بعد عدة متاعب واختبارات والتي تسمح لها بالغطس برفقة مرافق لعمق ١٢ متر، ومن بعدها صممت على التطور بشكل أكبر، وفي العام ٢٠١٤ بدأت بالحصول على الشهادات المتقدمة من مركز متخصص في العقبة الأردنية فحصلت على الشهادة الثانية التي تسمح لها بالغوص في المياه المفتوحة مع مرافق لعمق ١٨ متر، ومن ثم حصلت على شهادة ثالثة في الغوص للمياه المفتوحة المتقدمة والتي تسمح بالغطس مع مرافق لعمق ٤٠ متر، ومن بعدها بدأت بالغطس باستمرار وذلك لصقل مهاراتها وفق قولها.

لم تكتف العبد الله بالغوص في البحر الأحمر فاستمعتت بالغطس في المحيط الهندي في أفريقيا وفي البحر الأبيض في لبنان وتونس، مؤكدة أن هدفها من الغوص في هذه الأماكن هو أن الرؤية تختلف عن البحر الأحمر وتكون أصعب للتحدي وهي بمثابة تدريب فالتيارات أصعب بكثير والرؤية بها قليلة، مبينة أنها مارست ١٧٠ غطسة وبعضها كان في ظروف صعبة.

شغف التصوير 

كانت لينا العبد الله تهوى التصوير منذ القِدم، وكان لديها مهارة التصوير على اليابسة وتحديدًا الأماكن الطبيعية، فقررت نقل ه‍وايتها هذه للتصوير تحت الماء وذلك في البداية لنقل ما تراه تحت الماء لعائلتها، حيث كانت تريد أن يرى والديها ما تراه هي من الجمال تحت الماء فكان هذا حافزها الأكبر، مؤكدة أن هذه المهارة تطورت لديها  بشكل أكبر تحت الماء رغم صعوبتها فهي بحاجة للكثير من الأشياء مثل “ضبط الرؤية، وغيرها من الإعدادات الأخرى”، مبينة أنها حصلت على تدريب للتصوير تحت الماء من قبل المصور عمر المومني الذي ساعدها كثيراً في التطور وفي الحصول على كاميرا مناسبة للتصوير فهي كانت تصور في كاميرا من غير شاشة وتستعير من أخيها لحين قررت شراء الكاميرا.

ذهبيتين من المشاركة الأولى

من المشاركة الأولى في مثل هذه المسابقات حصلت لينا العبد الله على ذهبيتين، رغم الخوف الذي كان يتملكها من هذه المشاركة وسط مشاركة العديد من دول العالم العربي الذين لديهم خبرات كبيرة ومعدات وتقنيات أفضل مما تملك، مبينة أن هدفها من المشاركة كان الاستفادة من خبرة المشاركين وأيضاً الاستمتاع بهذه المشاركة ولم تكن متوقعة الفوز.

أقيمت المسابقة على مدار يومين وكانت تضم أربعة فئات للتصوير وهن “الفئة الأولى هي الزاوية الواسعة، والفئة الثانية زاوية واسعة مع غواص، والفئة الثالثة هي ثيم حيث المتحف العسكري الموجود في مياه العقبة، والفئة الرابعة التصوير الدقيق جدًا”.

نافست العبد الله في ثلاثة فئات باستثناء المتحف العسكري لأنها كانت بالنسبة لها صعبة، فالرؤية بها صعبة بسبب وجود تيارات كبيرة، مشددة على متعة هذه المسابقة والروح الرياضية الكبيرة بين المتنافسين ومساعدتهم لبعضهم البعض .

شعور بالفرحة الكبيرة والفخر الشديد اعترى لينا لحظة إعلان فوزها بالذهبيتين، حيث حصلت على ذهبية في التصوير الواسع وذهبية أخرى في التصوير الواسع مع مرافق، وقاد فازت بهن  رفقة مرافقها في المسابقة حمزة المومني، مبينة أنها رغم مرور بعض الوقت إلا أنها لغاية الآن لا تكاد تصدق إنجازها هذا.

فضول في أعين المجتمع

تحظى العبد الله بدعم عائلتها بما تفعله، ولكن في المجتمع ترى الفضول والتشجيع في آن واحد، فضول حول كيف تمارس رياضة معظم ممارسيها رجال وما الذي يجعلها تمارسها، مضيفة أنه في الوقت نفسه تلقى تشجيعاً ممن يراها وهي خارجة من الغوص، مؤكدة أنه في الآونة الأخيرة زاد العنصر النسائي في ممارسة هذه الرياضة وأصبح هناك مدربات نساء، كما أنه في المسابقة كان العنصر النسائي متميز في المشاركة فكانت إحدى المنظِمات هي إمرأة إضافة إلى مشاركة فتاة آخرى في الغطس مؤكدة فخرها بهن

طموح بالتطور أكثر

تطمح العبد الله بالتطور أكثر وبالحصول على شهادات أخرى وأهمها أستاذ في الغوص، والتي بها تَعَلُّم لبعض المهارات الصعبة جداً والتي لها علاقة بالطوارئ تحت الماء، متمنية أن يكون لديها القدرة على التحديث وزيادة نجاعة المعدات التي لديها لتطوير تصويرها بشكل أكبر 

ووجهت رسالتها للمرأة بأن لا تترك أحلامها وأن تسعى لتحقيقها وأن تصبر لتحقيقها فليس كل الطموحات تتحقق بسرعة كبيرة، ومؤكدة في الوقت نفسه على أهمية الدعم والتحفيز العائلي لتحقيق الطموحات وهو ما كان لديها

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة