قيل إن العيد فرحة وهو كذلك، العيد صلة رحم وتواصل وزيارات، العيد تذكر الفقير وزيارة أسر الشهداء والأسرى، العيد فرحة للكبار والصغار، بهجة للنساء والرجال، كيف لا وهو في الاسلام أصلاً بمثابة جائزة للمسلمين على صيامهم وصبرهم وقيامهم وعبادتهم طوال شهر رمضان الفضيل.
لم يأتي العيد ليكون عبئاً على أحد، فيه الكثير من العادات المحببة في المجتمع الفلسطيني، لعل أبرزها العيدية لمن استطاع لها سبيلاً، تقدم من الرجال للأطفال وللنساء، ومن النساء للأطفال.
الأخصائية الإجتماعية عروب أبو زعرور في حديثها ل “بالغراف” ترى أن العيدية عادة محببة لدى الأطفال وتضفي البهجة على قلوبهم، كما أنها تمثل شيئاً جميلاً بالنسبة للمرأة تحمل في طياتها كل معاني الحب.
وتضيف:” هذه قضية جميلة جداً بالمسبة للناس اللي بيتلقوا العيديات، سواء كانوا أطفال أو نساء أمهات، كل من يتلقى العيدية يراها شيء جميل جداً، لإنها رمز لمحبة ومودة وعطاء شيء كثير حلو، وتترك أثر كبير للناس، وتعمل علاقات جميلة لإن العطاء شيء جميل جداً يعمل تواصل مع الآخر، يعني صحيح العيدية لها أثر كبير ولكن الأثر الأكبر للكلام الطيب والإحساس الدافي، والاهتمام الذي نظره للأحباب”.
أبو زعرور ترد على من يدعي بأن العيدية فيها امتهان للمرأة بالقول:” أبداً ما بتنفهم هيك، لما الأب بده يعيد بنته عم بيهين بنته! ما هو مين بيصرف عليها، حتى العم أو الخال أو الأقارب مين بيعيد غير الأقارب، ما في حدا غريب يجي يعطي وحدة فلوس ويحكيلها هاي عيدية مني، أكيد لا، ومن يعطي العيدية هم الأهل والأقارب والناس القريبة على قلوبنا ومن يحبنا ونحبهم، والعيدية بعيدة كل البعد عن الإهانة لا سمح الله، هي ثقافة تربينا عليها منذ الصغر والكبير يعيد الصغير، حتى أحياناً الأخت الكبيرة اذا كانت تعمل تعيد أخوتها الصغار هذا متعارف عليه كثقافة، اياكم تحولوا هذه القضايا لقضايا فعلاً سلبية وسيئة، خلينا ماشيين بهذه الثقافة الجميلة بهذه العادات والتقاليد الحلوة، هذه عادات جميلة وليست عادات بالية وسيئة، بالعكس شيء رائع وان شاء الله بنستمر في المحافظة على هذا الشيء الحلو”.
وعن الرأي الشرعي في العيدية يتحدث مفتي بيت لحم الشيخ عبد المجيد عمارنة ل “بالغراف” :” نحن في أبناء شعبنا يعتبروا هذه العيدية نوع من أنواع الصدقات التي تجوز على الأغنياء والفقراء، وليس بالضرورة أن تكون لفقير، لأن هذه نوع من تبادل الهدايا، فالرسول عليه السلام قال” تهادوا تحابوا” يقدمها صدقة أو هدية ويكسب عليها ثواب وأجر من الله، ولكن بشرط أن يكون هذا العمل يقصد به وجه الله والأجر والثواب، وألا أن تكون عادة يتبادل فيها الناس الهدايا، أو أن يكون الإنسان مكره فهذا ربما يأثم ولا يستفيد من هديته شيئاً”.
الشيخ عمارنة يقول إن عدم المقدرة على تقديم العيدية يجب أن لا يكون ذريعة للرجل لعدم قيامه بزيارة أقاربه من النساء:” ثانياً الأخوات كثير منهن والأرحام يقولوا تعالوا زورونا بدون عيديات، اذا كان صعب تقدموا عيدية يعني أهلاً وسهلاً فيكم بدون عيدية، المهم دخلتكم علي يوم العيد، ولا نعمل عدم توفر العيدية سبب من الأسباب وذريعة لأن يقطع الواحد رحمه، أو ما يروح يعيد عليها بالعكس ابتسامته وكلمته الطيبة حتى لو قال اعذريني إمكانيتي محدودة هذا العيد، فعليه أن يقدم معذرته بأي طريقة جميلة، وهي تتقبل هذا العذر بصدر رحب، وكل نساء فلسطين تحب أن يدخل عليها المنزل يوم العيد شقيقها أو قريبها حتى لو لم يوفر عيدية”.