هيئة التحرير
تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من رعب الانتظار لرد المقاومة الفلسطينية على عملية الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء، والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة عشر فلسطينيا بينهم ثلاثة من أبرز قيادات الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
وعن عملية الاغتيال يقول المختص بالشأن “الإسرائيلي” خلدون البرغوثي في حديث ل “بالغراف” :” من الواضح أن عملية الاغتيال لقادة الجهاد جاءت في سياق تحديات يواجهها نتنياهو على المستوى الشخصي متمثلة بمحاكمته في جرائم الفساد، وفي سياق سياسي مرتبط بالشخصي عبر حاجته لائتلاف يقر قوانين قد تنهي محاكمته سواء عبر منحه الحصانة مثلاً، وهذا الأمر يتطلب ائتلافا حكومياً مستقراً، وشركاء نتنياهو في الائتلاف يدركون حاجة نتنياهو هذه لذلك يستغلونها ويبتزونه إلى أقصى درجة.
وأضاف: “شاهدنا كيف حصل ايتمار بن جفير خلال أقل من شهرين على منحه الفرصة لإنشاء ما يسمى “الحرس الوطني” مقابل سكوته عن تجميد عملية سن قوانين التعديلات القضائية، ثم وافق نتنياهو على بحث قانون إعدام الأسرى من منفذي العمليات التي قتل فيها إسرائيليون بعد أن كان هناك عقبات تتمثل في ضرورة بحث “الكابينيت” هذا القانون، مع ذلك بقي بن جفير مقاطعاً للتصويت في الكنيست لعدم رضاه عن الرد المحدود بعد التصعيد الذي جاء اثر استشهاد خضر عدنان، ووضعه عدة شروط بينها العودة إلى سياسة الاغتيالات”.
ويرى البرغوثي أن عملية الاغتيال اليوم تأتي كرشوة سياسية لبن جفير الذي أعلن حزبه رضاه وعودته إلى التصويت في الكنيست مع الائتلاف، كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي تواجهها حكومة نتنياهو بالفشل الاقتصادي والأمني والاجتماعي وتراجع فرص الفوز في أية انتخابات حسبما تظهر استطلاعات الرأي، كل هذه تدفع باتجاه هذا التصعيد في محاولة لترميم صورة نتنياهو وحكومته أمام ناخبيهم.
ومن جهته يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث ل “بالغراف” :” أن نتنياهو أراد تحقيق عدة أهداف من هذه العملية، أهداف عسكرية بأن استخباراتهم قوية وقادرة على جلب معلومات دقيقة لتنفيذ عمليات بالتزامن، وأنه لا يهاب الاغتيالات ولا يرتدع منها وأنه مستعد لإعادتها وداخلياً من خلال الحديث عن قدرته على السيطرة على ائتلافه، واستعادة بن جفير الذي هدد بعدم التصويت مع الائتلاف”.
ويؤكد منصور أن هذه العملية كانت مباغتة وفاجئت الجهاد الاسلامي، وتضع في ذلك باختبار حركة حماس هل ستكون جزء من الرد أولا، وتضع في اختبار وحدة الساحات وشعار وحدة الساحات هل سيكون الرد من أكثر من جبهة أم لا، ولكن دائماً المبادرة والمباغتة تخدم إسرائيل.
واعتبر منصور أن استهداف مدنيين هو جريمة، واستهداف عائلات كاملة بذريعة استعادة الردع هو جريمة نكراء، ويدلل على أيدي وعقلية إجرامية لدى الاحتلال، ولا يبرر ملاحقة مطلوبين أن يتم تصفية عائلاتهم أو قصف أماكن سكنية، لذلك هذا البعد مهم جداً وربما ينعكس على الرأي العام العالمي وأن يمارس ضغط على إسرائيل ويتم إدانتها من المؤسسات الدولية وهذا يؤثر على مسار العملية.
ماذا بعد الاغتيال..
ويرى منصور أن قياس النتائج مرهون بالرد الذي يمكن أن تنفذه المقاومة، بمعنى إن كان يصل الرد إلى مدن كبيرة ومركزية وأدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وحقق مخاسر بشرية واقتصادية كبيرة، وتوسعت العملية كثيراً، ربما هذا ينقلب على نتنياهو بشكل عكسي.
ويعتبر البرغوثي من جهته أن طبيعة الرد الفلسطيني من قطاع غزة هي التي ستحدد اتجاه الأمور، حجم الرد، مداه صاروخياً وزمنياً، ومن سيشارك في تنفيذه، وهذا ستتضح حسب تطورات الأحداث والمعركة عند وقوعها، في إسرائيل السؤال ليس إن كان سيكون هناك رد، بل متى سيكون وكيف.
موضحاً أن ادعاء محاولة استرجاع قوة الردع انهار مع اللحظة الأولى لإعلان حالة التأهب التي شملت وقف الحركة والدراسة والبقاء قرب الملاجئ واخلاء قاعدة عسكرية شمال القطاع وتغيير مسار الطائرات في مطار اللد، ووصول حالة التأهب إلى شمال تل أبيب، كل هذه الخطوات تشير إلى أن حالة الردع المطلوب ترميمها يزداد تآكلها أكثر فأكثر وهذا ما أثبتته سلسلة عمليات التصعيد المتتالية.