loading

وليد دقة: دقو جدران الخزان

هيئة التحرير

نَهَشَ السجن جسده القابع فيه منذ ٣٧ عامًا، فعلى جسده خُطَت أعتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، الذي لم يؤثر في روحه الكثير، ولكن دك المرض جسده ونال منه، الأسير وليد دقة ابن مدينة الباقة الغربية بالداخل المحتل يواجه اليوم وضعًا صحيًا صعبًا عقب إصابته بسرطان نادر، وسط تعرضه لإهمال طبي من قبل قوات الاحتلال

خلال الأشهر الماضية شُخِصَ الأسير وليد دقة بسرطان نادر يُعرف (بـ التليف النقوي)، فيما كان قد أُعلن عام ٢٠١٥ عن إصابته بسرطان الدم، وهو بحاجة لرعاية طبية مختصة، إلا وأنه نتيجة للإهمال الطبي أصيب بالتهاب رئوي أدى إلى تضرر رئته اليمين بشكل كبير، أدت إلى استئصال جزء كبير منها

وحول الحالة الصحية الأخيرة للأسير وليد تقول زوجته سناء دقة في حديث ل” بالغراف” أنه تم إعادة الأسير وليد إلى مستشفى سجن الرملة، وذلك بعد نقله يوم الخميس إلى مستشفى  ” أساف هروفيه” بسبب تعرضه لحالة طارئة ومن ثم إلى مستشفى ” برزلاي” وهو المستشفى الذي أُجريت له به العملية الجراحية، ومكث في هذا المستشفى فقط يومًا ونصف قبل إعادته إلى مستشفى سجن الرملة قبل يومين

وأكدت أنهم منذ تلك اللحظة لا علم لهم بوضعه الصحي لأنه يتواجد في مستشفى سجن الرملة ولا يتمكنون من رؤيته إلا في وقت الزيارة ومعرفة وضعه الصحي، مبينة أنه حتى المحامي لم يتمكن لغاية الآن من رؤيته وربما من المتوقع أن يتمكن من زيارته يوم الأربعاء المقبل، مشددة على أنهم لا يملكون معلومات دقيقة حول وضعه الصحي

ولفتت إلى أنه عندما نُقِلَ يوم الخميس فإن الأطباء قدروا ما يجري معه بأنه مضاعفات ما بعد العملية الجراحية التي خضع لها، وَعُولِجَ باستخدام المضادات الحيوية، مبينة أنهم طالبوا بإبقاءه بالمستشفى لبضعة أيام حتى يعلم الأطباء مدى تجاوب جسده مع المضادات الحيوية، حتى لا يتطور الأمر إلى شيء أخطر كما حصل في المرة الماضية وتعرض للالتهاب الذي على إثره تضررت رئته اليمين بشكل كبير وقام الأطباء باستئصال جزء كبير منها

وأشارت دقة إلى أن الأطباء قدروا ما حصل معه بالتهاب نتيجة لمضاعفات العملية الجراحية التي أُجريت له، مشددة على أنهم لا يعلمون تمامًا ما هو الوضع الصحي الدقيق للأسير وليد، لأنه لم يتمكن أحد من زيارته لغاية الآن

الحملة الوطنية لإطلاق سراح الأسير وليد

خلال الأيام الماضية انطلقت حملة شعبية للمطالبة بإطلاق سراح الأسير وليد، وذلك من خلال تنظيم وقفات اسنادية في مختلف مناطق الوطن، إضافة إلى وقفات في دول العالم العربية والدولية، وأيضًا تنظيم حملات مناصرة على وسائل التواصل الاجتماعي

وحول ذلك أكدت سناء دقة أن الحملة التي أُطلقت لإطلاق سراح الأسير وليد تتفاعل، فهناك ضغط وتنظيم وقفات ونشاطات وحملات مناصرة في كل مكان، مضيفة أن هناك تجاوب للحملة في العالم العربي وتجاوب دولي وَنُظِمت وقفات في عدة دول أوروبية لدعم الأسير وليد، إضافة إلى حملات المناصرة على وسائل التواصل الاجتماعي

ودعت دقة إلى زيادة هذه النشاطات والوقفات الداعمة له لتمتد لمناطق أوسع وأشمل فهذا من شأنه أن يعود بالمنفعة على الحملة وعلى قضية الأسير وليد وتعميمها في كل مكان، لأنه دائمًا هناك حاجة للمزيد وخلق حالة من الضغط الحقيقية على الاحتلال حتى لا يحدث للأسير وليد ما حصل لأسرى آخرين، وأن تنجح الحملة في إطلاق سراحه في الوقت المناسب وقبل فوات الوقت والآوان

ولفتت أيضاً لوجود مبادرات من الأسرى والأسرى المحررين لدعم ونصرة الأسير وليد، مبينة أن هذه الأمور تتفاعل مع بعضها ومتأملة أن تكون نتيجتها الإفراج عنه كي يستطيع أن يتلقى العلاج دون قيد

وطالبت دقة المستوى السياسي بأخذ دوره وأن يقوم بواجبه السياسي والوطني والأخلاقي تجاه الأسير وليد والأسرى المرضى أيضاً، داعية إلى ضرورة الضغط لإطلاق سراح الأسير وليد، مبينة أنهم هم أعلم بالطريقة والوسيلة للضغط على الاحتلال، ومناشدة بضرورة أخذهم لدورهم الفعال وليس دوراً كنوع من بذل الجهد فقط، مشددة على أهمية وجود الجهد المستمر والحثيث والضاغط من أجل تحقيق شيء فعلي للأسير وليد

وأردفت دقة بأن الهبة الشعبية والنشاطات الشعبية لن يكون لها الأثر الكبير دون دعم المستوى السياسي، لأنه هو من يمنحها الزخم والقوة والدعم كي تصل لكل مكان وتشكل فعلياً ضغط على الاحتلال

تحري الدقة قبل النشر

وطالبت دقة بضرورة تحري الدقة في نشر الأخبار المتعلقة بصحة الأسير وليد، مشيرة إلى أنهم يُحَدِثون حالته الصحية باستمرار على صفحتها الشخصية أو على صفحة الحملة، مبينة أن قضية الشائعات التي تُنشَر والتي لا أساس لها من الصحة مُرهِقة وضاغطة جداً ويجدون أنفسهم كل يومين ينفون شائعات لا أساس لها من الصحة وصعبة وغير مهنية، مجددة على دعوتها بضرورة تحري الدقة في النشر

وناشدت دقة المستوى السياسي والشعب الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بضرورة بذل الجهود الفعالة والمستمرة من أجل إطلاق سراح الأسير وليد، وأنه بجهود هذه الجهات جميعها يمكن أن تأتي بالنهاية بتوفير أفق حرية للأسير ليتلقى العلاج دون قيد

عن الأسير وليد دقة

ولد الأسير وليد نمر دقّة عام 1962 في مدينة باقة الغربية في الداخل المحتلّ، واعتقل عام ١٩٨٦ وحُكِمَ بالسجن ل٣٧ عامًا قضاها كاملة قبل أن يضيف إليه الاحتلال عامين ليصبح موعد تحرره عام ٢٠٢٥

عام ١٩٩٩ ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط من العام ٢٠٢٠ رُزق الأسير دقة وزوجته بطفلتهما “ميلاد” عبر النطف المهربة

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: “الزمن الموازي”، “ويوميات المقاومة في مخيم جنين”، “وصهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”

وتعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة