loading

مرصد شيرين: منصة معلوماتية تخليدا لذكراها

هيئة التحرير

“سنوصل الصوت، سنكمل المسيرة” بهذا الشعار يستقبل موقع “مرصد شيرين” الإلكتروني قراءه ومشاهديه.

مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، أطلق موقع “مرصد شيرين”، والذي بدأ العمل عليه بعد أيام من استشهادها.

المرصد كفكرة..

وعن الموقع يقول صاحب الفكرة المصور الصحفي سامر نزال في حديث لموقع “بالغراف” :” بدأت الفكرة منذ يوم استشهاد شيرين، لأن الحدث كان صدمة كبيرة جداً علينا كزملاء لشيرين عايشناها في الميدان لسنوات طويلة، فكان الحزن والألم كبير بالنسبة لنا، وكان القهر أبسط كلمة تصف مشاعرنا في ذلك اليوم، لأن شيرين واحدة من القامات الإعلامية الرفيعة في فلسطين وعمود أساسي من أعمدة الصحافة الفلسطينية، وبالرغم من ذلك وبكل بساطة يقوم مجرم قاتل باستهدافها وإنهاء حياتها ومسيرتها المهنية الطويلة”.

ويضيف نزال:” نحن تعودنا على أن الاحتلال دائماً يسعى لإسكات الصوت الفلسطيني، ومنع الصحفيين من فضح الجرائم والانتهاكات التي يقوم فيها بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني، وتقريباً لا يوجد صحفي فلسطيني في الميدان إلا وتعرض للإستهداف والإصابة عدة مرات، وأنا شخصياً كنت واحد منهم، وتعرضت للإصابة مرات عديدة أثناء تغطية الأحداث والانتهاكات، واستشهد زملاء صحفيين أثناء عملهم الصحفي في غزة، لكن هذه المرة كانت الصدمة مضاعفة، كوننا نعرف تماماً خبرة شيرين و حرصها و اتخاذها أقصى درجات الحذر والسلامة في الميدان، ومع ذلك، استهدفوها وقتلوها”.

ويبين نزال أنه في تلك اللحظات كان الجميع يتمنى عمل أي شيء من أجل عودة شيرين بينهم، لكن شيرين استشهدت وهذا الشيء لا يستطيعون تغييره.

موضحاً أنهم قرروا التغيير بطريقة أخرى، وهي حرمان الاحتلال من نشوة الإنتصار والفرح بإسكات أحد أهم الأصوات الإعلامية الفلسطينية.

 ومن هنا بدأ نزال وزملائه بالعمل على إنشاء مرصد يحمل اسم شيرين، يكون هدفه الأساسي الأول هو استكمال مسيرة شيرين ورسالتها المهنية التي في سبيلها قدمت حياتها، من نقل الحقائق التي تحصل في فلسطين وفضح انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، بالإضافة لتخليد اسم شيرين عرفاناً منا كفلسطينيين لما قدمته خلال مسيرتها المهنية لشعبها وقضيته.

قضايا المرصد..

وأفاد نزال بأن المرصد سوف يتخصص في توثيق ونقل البيانات والمعلومات حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وفي المرحلة الحالية سوف يغطي ويوثق بالمعلومات سبع تصنيفات رئيسية من هذه الانتهاكات، الشهداء، الجرحى والمصابين، الأسرى، هدم المنازل والمنشآت، الاستيطان، اعتداءات المستوطنين، الانتهاكات ضد الصحفيين.

آلية العمل..

في فلسطين عشرات المؤسسات المحلية والدولية، التي تعمل على توثيق وتسجيل انتهاكات الاحتلال، لكن كثير من هذه المعلومات يتم فقدانها مع مرور السنوات، وأحياناً لا يكون سهلاً الوصول للمعلومات والتقارير الصادرة عن هذه المؤسسات، وحتى لو هناك إمكانية للوصول لهذه التقارير والبيانات، يكون هناك صعوبة في فهمها واستيعابها نظراً لغياب المرجع التاريخي لمقارنتها بالفترات السابقة، أو لوجود خلل في أساليب عرض هذه البيانات.

ولذلك يؤكد نزال أنهم قرروا عدم إهمال أو تكرار جهد هذه المؤسسات الكبير في توثيق الانتهاكات، وإنما هدفهم كان جمع كل هذه البيانات في منصة واحدة وظيفتها حفظ كل هذه البيانات من مختلف المصادر وتحليلها وتوفيرها للجمهور بشكل تفاعلي وسلس وبسيط، ويدعمونها بوسائط مرئية تسهل فهمها واستيعابها مثل الرسوم البيانية والخرائط التفاعلية.

 وبالتالي هذا المرصد هو مرصد إعلامي تحت تصنيف صحافة البيانات، وليس مرصد حقوقي أو قانوني.. لذلك فإن جزء أساسي من جمهور المرصد هو الصحفيين الذين يواجهون صعوبة في الوصول لمثل هذه المعلومات بشكل سريع خلال تغطيتهم.

طاقم المرصد..

ويبين نزال بأن القائمين على المرصد هم مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين من زملاء شيرين، ومهمتهم بشكل أساسي جمع وتحديث بيانات المرصد بشكل مباشر ويومي، وتضمين أي بيانات جديدة تتوفر حول الانتهاكات التي يتابعها المرصد، علماً أن المرصد لا يتبع لأي جهة كانت، وإنما هو مبادرة تطوعية من زملاء شيرين.

 وأيضاً كصحافيين فلسطينيين رسالتهم المهنية والوطنية تتقاطع من أهداف هذا المرصد، من توثيق ونقل الحقائق بالبيانات والأرقام والمعلومات عن فداحة الانتهاكات التي تحصل بحق الشعب الفلسطيني.

ويؤكد نزال أنه رغم التكاليف والجهد الكبير الذي تم بذله لإطلاق هذا المرصد وتحديثه وتزويده بالبيانات وتطويره بشكل مستمر، إلا أن أهمية وجود هكذا مرصد دفعتهم للاستمرار وتخطي العقبات للوصول لهذه النسخة الأولية للمرصد.

فرسالتهم من المرصد هي أن يكون بذرة أولى لشيء أكبر في المستقبل، على أمل الوصول في يوم من الأيام لمرجع وطني إعلامي شامل يقدم المعلومات والحقائق للعالم عن بشاعة الحياة تحت الاحتلال.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة