رفع العلم في راهبات الوردية: بين الخطأ والخطيئة

هيئة التحرير

اعتذرت مديرة مدرسة الراهبات الوردية في القدس أستاذة لوسي عن الفهم المغلوط لما حصل الخميس في قاعات المدرسة، خلال حفل تخريج لطالبات الصف السادس الابتدائي رُفِع فيه علم الاحتلال خلال رقصة، واعترفت بأنهم أساؤوا في توصيل الرسالة.

ما دفع إدارة المدرسة لنشر بيان توضيحي بينت فيه أن المدرسة احتفلت بتخريج طالبات الصف السادس وانتقالهن للمرحلة الثانوية وكان ضمن الحفل مراسيم الافتتاح الذي تتضمن رقصة تعبيرية على أنغام الأغنية الأجنبية (The war is over now) وكلماتها تعبر عن الصراع بين السلام والحرب والشر والخير.

وأشارت إلى أن فكرة العرض كانت بخروج طالبات يحملن أعلام دول متنازعة “أمريكا وكوريا” “روسيا وأوكرانيا” “فلسطين واسرائيل” وتمثل الرقصة هذا الصراع، خلال العرض تسقط الأعلام وتتصارع أمريكا وروسيا مع بعضهم بنظرات الغضب والصراع إلى بعضهما، وتتصارع اسرائيل وفلسطين بنفس الشكل، وتنتهي الرقصة بسقوط جميع الأعلام وانتصار علم فلسطين.

أسرلة العقل..

جاء هذا الاعتذار بعد موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وأولياء أمور الطلبة.

وحول ما حدث يقول الناشط المقدسي ناصر قوس في حديث لموقع “بالغراف” :” رفع علم الاحتلال في مدرسة شرقي القدس وأمام هذا الجمهور والعائلات هو نوع من الاستخفاف، ونوع من السيطرة على التعليم في مدينة القدس”.

ويتابع قوس:” هذه المدارس التي تنادي بالوطنية وتعد نفسها وطنية ترفع علم إسرائيل في مدارسها، عن أي نزاعات وصراعات، هل يصح مقارنة ما حدث في أوكرانيا وروسيا في الصراع والاحتلال ما بين إسرائيل وفلسطين هذا ليس نزاع عادي، هذا احتلال على ماذا نتنازع معهم على الأرض أو على الأقصى أو على القيامة، نحن بيننا وبينهم احتلال، هم محتلين أرضنا ونحن ندافع عنها بكل الأساليب المتاحة”.

ويعتبر قوس أن ما حدث ليس من الأهداف التربوية، ولا من أهداف الأخلاق، ولا أهداف الحفاظ على المنهاج الفلسطيني وهذا جزء من التهويد والأسرلة للتعليم والمنهاج الفلسطيني الذين يحاولون تعزيزه أمام الطالبات والطلاب في مدينة القدس.

وبدوره اعتبر الناشط المقدسي شادي مطور أن ما حصل اليوم في مدرسة الراهبات الوردية يهدف إلى كي وعي الطلبة، وأن وضع الاحتلال كدولة أخرى في تمثيل الصراع هو الاعتراف بأن إسرائيل دولة كباقي الدول مثلها مثل أمريكا وروسيا وغيرهن.

وأفاد مطور في حديث لموقع “بالغراف” أنه عم غضب في الشارع المقدسي بعد هذه الحادثة، فهذا الفعل إن كان مقصود أو غير مقصود أرادوا أن يمرر بين الطلبة، فمديرة المدرسة نقلت أنها كانت تريد أن تسقط كل الأعلام وترفع علم فلسطين”.

 فتمرير مشهد أن علم الاحتلال يعبر عن إسرائيل كدولة مثل باقي الدول فيهدف أنها دولة ظالمة كباقي الدول، يثبت رواية الاحتلال بأنهم دولة وهذا مرفوض لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

واعتبرت إدارة المدرسة بأنهم يحملون رسالة تربوية وليس سياسية.

وأكد مطور أن هذا العلم لا يمثل دولة وهو مزيف والعلم الوحيد في هذه الأرض هو علم فلسطين من شرقها إلى غربها ومن نهرها إلى بحرها، فهذا الاحتلال يجب أن يبقى منبوذ وأن لا يمرر على أبنائنا وجيلنا، فنحن الآن في معركة الوعي والرواية على حقنا ووجودنا، ولذلك أخطأت المدرسة من غير قصد وكانت شجاعة واعتذرت عن خطأها وكانت رسالة من المقدسيين لرفضهم الدائم للاحتلال وكل محاولاته لتهويد القدس.

فكان اليوم رد ونبض الشارع المقدسي الذي رفض ما حدث شجاعاً، فمن حاول تمرير فكرة الاعتراف بوجود الاحتلال فشل، ويرى مطور أن ما حدث اليوم هو درس لكيف نصحح أخطائنا بالحوار، ونصحح ما حدث لكي لا تقع مدارس أخرى في نفس الخطأ وتمرير هذه المشاريع التي تهدف إلى كي الوعي لدى أبنائنا الطلبة.

استنكار واسع..

استكر أولياء أمور الطلبة ما جرى في مدرسة الراهبات الوردية من رفع علم الاحتلال بحفل أقامته المدرسة للصفوف الابتدائية في بيان اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس.

وتابعوا:” نحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصرف اللامسؤول وخالي عن الانتماء للوطن للمرجعية الدينية الكنسية التابعة لها المدرسة ونطالبهم فورا بالاعتذار للمقدسيين ولفلسطين”.

كما وطالبوا المرجعيات بالقدس القيام بواجبهم لصد هذا العمل الذي صدر من إدارة مدرسة الوردية، ووجهوا رسالة إلى المجلس الديني الكنسي والذي تتبعه مدرسة الوردية بالقدس وطالبوهم بإقالة الأب إبراهيم فلتس، واستقالة السستر لوسي من إدارة مدرسة الوردية فهي أصبحت غير مؤتمنة على طالباتنا بالقدس.

ومن جهته رفض التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة بشدة رفع علم الاحتلال الإسرائيلي خلال العرض الذي أقيم في مدرسة الوردية في القدس اليوم، حيث قامت طالبات المدرسة بتقديم عرض يتناول النزاعات الدولية.

وأوضح التجمع في بيان له بأنه يُشجع العروض الثقافية والفنية التي تعكس التنوع وتعزز التفاهم والحوار بين الثقافات المختلفة، ومع ذلك، فإن رفع علم الاحتلال الإسرائيلي، التي تواصل انتهاكاتها اليومية لحقوق شعبنا الفلسطيني وتستمر في الاحتلال الظالم للأراضي الفلسطينية، يعد تجاوزًا واضحًا للمبادئ الأخلاقية وتربيتنا الوطنية.

وعبر دلياني عن استغرابه الشديد لهذا الحدث المؤسف الصادر عن مؤسسة تعليمية مقدسية رائدة، خرّجت قيادات نسوية وطنية لها أثر وبصمة إيجابية على الوطن بشكل عام والقدس بشكل خاص.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة