loading

لماذا فازت حماس وخسرت فتح في النجاح وبيرزيت؟

هيئة التحرير

جاء شهر أيار لهذا العام حامي الوطيس في كبرى الجامعات الفلسطينية على صعيد انتخابات مجلس اتحاد الطلبة، ففي الـ16 من هذا الشهر جرت في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، الانتخابات لأول مرة منذ سنوات وبمشاركة طلابية واسعة، إذ أدلى 15 ألفا و480 طالباً بأصواتهم، من أصل 22169 طالباً وطالبة بنسبة وصلت 70% تقريباً، وتنافس فيها أربع كتل طلابية، هي: كتلة تحالف القطب الديمقراطي (تحالف ثلاث كتل: كتلة اتحاد الطلبة التقدمية، وكتلة القطب الديمقراطي، وكتلة نضال الطلبة)، وكتلة جبهة العمل الطلابي وهي “قائمة الشهيد أبو علي مصطفى” التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتلة حركة الشبيبة الطلابية “كتلة الشهداء” الذراع الطلابي لحركة فتح، والكتلة الإسلامية “كتلة فلسطين المسلمة” الذراع الطلابي لحركة حماس. وكانت المنافسة شرسة إذ حصلت الكتلة الإسلامية على 40 مقعدًا، مقابل 38 مقعدًا للشبيبة الفتحاوية، بينما حصل القطب الطلابي على ثلاثة مقاعد.

أما جامعة بيرزيت التي تمتاز بإجراء الانتخابات فيها بشكل دوري كل عام، فشهد الـ 24 من أيار، انتخابات لا تقل حضوراً عن انتخابات “النجاح”، والتي فازت فيها كتلة حماس “الوفاء الإسلامية” بـ25 مقعدًا، فيما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات “الشبيبة الفتحاوية” على 20 مقعدًا، والجبهة الشعبية “القطب الديمقراطي” 6 مقاعد، بنسبة مشاركة كبيرة بلغت 77%.

انتخابات شهدت اهتماماً وتفاعلاً كبيريّن في وسائل الاعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المجتمعية. ووسط كل ذلك يتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة لعل أبرزها، هل تعد هذه الانتخابات انعكاس حقيقي عام لتوجهات المجتمع الفلسطيني على الصعيد السياسي، أم أنها مجرد انتخابات يتأثر فيها صوت الطلبة في الأحداث التي تسبقها بأيام قليلة؟. والسؤال الآخر، لماذا فازت حماس في أكبر جامعات الوطن في الضفة وأقواها حضوراً؟.


 
عودة: انتخابات الجامعات تحمل أكثر مما تحتمل
الإعلامية نور عودة في حديث لـ بال غراف تقول إن الانتخابات في الجامعات الفلسطينية تحمل أكثر مما تحتمل، وذلك بسبب غياب الحياة السياسية بالتزامن مع استمرار الانقسام وعدم إجراء الانتخابات العامة بشكل دوري، وبالتالي عندما تأتي الفرصة للتنافس بين الفصائل في الجامعات، تظهر بالشكل الذي هو عليه من قوة.
وأضافت أن حركة حماس الموجودة في مربع المعارضة في الضفة الغربية تستثمر في دعايتها الانتخابية ما يتعرض له بعض أعضائها من ملاحقة سياسية، كما تستثمر كل الأخطاء السياسية التي تقع بها حركة فتح، مشيرة إلى أن الشبيبة تدفع ثمن كل الأخطاء التي ترتكبها الحركة خارج أسوار الجامعات، موضحة أن النقاش بين الكتل المتنافسة بعيد عن القضايا التي تهم الطلبة.

البشتاوي: حماس تتميز بالتماسك الداخلي
 وفي حديثه لـ بال غراف يرى د. عماد البشتاوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، أن إجراء الانتخابات في جامعة بيرزيت بشكل دوري، يجعل طلبتها في حالة وعي وتقييم دائميّن، وأضاف أنه تابع المناظرة الانتخابية في جامعة بيرزيت التي غلب عليه الطابع السياسي.
وقال إن انتهاكات الاحتلال اليومية، وضعف السلطة الفلسطينية في التعامل مع تلك الانتهاكات وعدم فاعليتها في أية أحداث ميدانية تجري في القدس أو الضفة أو غزة، أمر ينعكس على وجهة نظر الطلبة بعدم التصويت للشبيبة.
وتطرق إلى حالة التماسك الداخلي التي تتمتع بها حركة حماس وذراعها الطلابي في الجامعات، بعكس حركة فتح التي يوجد فيها عدة تيارات وصراعات داخلية تؤدي إلى صراعات داخل الشبيبة أيضاً، وبالتالي حالة من الضعف في صفوفها.
وأوضح أن ما سبق ذكره ينطبق على جامعتي بيرزيت والنجاح، باستثناء دورية الانتخابات التي تتميز بها جامعة بيرزيت.



العمري: ما يجري هو معاقبة فتح أكثر من كونه التفاف حول حركة حماس
فيما أكدت الإعلامية ريم العمري في حديثها لـ بال غراف أن نتائج الانتخابات في الجامعات انعكاس للواقع السياسي الفلسطيني، فالسياسات التي تتبعها الحكومة في الضفة الغربية تمثل حركة فتح بطريقة أو بأخرى، فالمواطن الفلسطيني يرى أنه لا فرق بين فتح من جهة والسلطة والحكومة من جهة أخرى، رغم تصريحات قيادات فتحاوية التي تحاول نفي ذلك.
وتضيف، “بالتالي هذه السياسيات التي لا تحظى برضا المواطن الفلسطيني تنعكس في صندوق الاقتراع داخل الجامعات على مراحل وبالتدريج، فعلي سبيل المثال إذا ما تم مقارنة نتائج انتخابات عام 2022 في جامعة بيرزيت والتي جاءت بعد شهور من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومعركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة هناك، فانعكس هذا الأمر على نتائج انتخابات جامعة بيرزيت فوصل الفرق لـ 10 مقاعد بين كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحماس والشبيبة الفتحاوية، الأمر الذي اختلف في انتخابات هذا العام والتي جاءت بعد العدوان الإسرائيلي على غزة ومعركة ثأر الأحرار التي قادتها حركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي أثر على أصوات الطلبة لتتراجع كتلة الوفاء ويصبح الفرق 5 مقاعد”.
وترى العمري أنه ورغم ما سبق ذكره لم تتمكن الشبيبة من الفوز بمقاعد مجلس الطلبة، بسبب الترهل السياسي في الضفة الغربية وعدم وجود رؤية وأفق سياسي واضح، وبسبب عدم انخراط السلطة في هموم وقضايا الشعب الفلسطيني، إضافة لتصريحات بعض المسؤولين التي تخلق جدلاً واسعاً وحالة من التندر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن قوة حركة فتح في الشارع الفلسطيني ستنعكس بكل تأكيد على نتائج انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات، وما يجري هو معاقبة فتح أكثر من كونه التفاف حول حركة حماس، دون إغفال أو التقليل من هذا الالتفاف. 



غياظة: حصول الشبيبة على 20 مقعداً يُعد إنجازاً
وفي تصريحات صحفية وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. عماد غياظة، تراجع الفرق بين كتلة الوفاء الإسلامية والشبيبة الفتحاوية من 10 مقاعد إلى 5 بالأمر البارز، مشيراً إلى أن التوقعات كان تتجه مسبقاً صوب عدم قدرة الشبيبة على كسر الفجوة كاملة بينها وبين كتلة الوفاء.
واعتبر حصول الشبيبة على هذا العدد من المقاعد يُعد إنجازاً لذراع طلابي لحركة سياسية تدير الشأن العام في فلسطين. كما أشار إلى أن النتائج تشير إلى عدم رضا الطلبة عن حركة حماس في الأحداث الأخيرة مقارنة بانتخابات عام 2022.
ويرى أن نتائج انتخابات مجلس الطبة في جامعة بيرزيت تتأثر بنسبة 70% بأسباب موضوعية عامة وطنية، و30% فقط لها علاقة بالشأن الطلابي داخل أسوار الجامعة، مضيفاً أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في هذه الانتخابات وما سبقها من تحشيد.
  وأوضح أنه ورغم أن المناظرة الانتخابية في جامعة بيرزيت لهذا العام أقل حدة من السنوات السابقة، إلا أنها أظهرت أن الثقافة والتنشأة السياسية لدى القوى الرئيسية الفلسطينية تقوم على ثقافة الإقصاء والتهميش.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة