هيئة التحرير
في كل مسابقة عربية كانت أو دولية يُرفع العلم الفلسطيني والاسم الفلسطيني في المراكز الأولى دومًا وفي أي مشاركة فلسطينية بهذه المسابقات، رغم كل العوائق والتحديات التي تواجه هذا الشعب، إلا أنه يصر دومًا على إبقاء اسم فلسطين عاليًا في كافة المحافل والمناسبات، وهذا ما فعلته المعلمة عبير القنيبي بفوزها بالمركز الأول لجائزة خليفة عن فئة المعلم المبدع التي أُقيمت في دولة الإمارات العربية
عبير القنيبي ابنة مدينة الخليل ومعلمة الرياضيات، حاصلة على البكالوريوس في الرياضيات من جامعة الخليل، وماجستير في الرياضيات من جامعة بوليتكنك فلسطين، وحاصلة على زمالة مبادرة الشرق الأوسط للتعليم المحترف من جامعة هارفارد، استطاعت الفوز بجائزة خليفة التربوية عن فئة المعلم المبدع، وذلك بعد تقدمها للمسابقة والتي تتكون من مرحلتين فاستطاعت تحقيق المطلوب والحصول على الجائزة
تقول القنيبي أن جائزة خليفة التربوية تأسست عام ٢٠٠٧، ويكمن الهدف الرئيسي للجائزة بالارتقاء بالعمل التربوي، وتقدير وتكريم المبدعين في مجالات تعليمية وتربوية مختلفة، إضافة لكونها تدعم التعليم التربوي وتحفز وتنمي الممارسات التربوية المبدعة، ولديها مجالات متنوعة، مبينة أنها قدمت طلبها للجائزة في مجال التعليم العام عن فئة “المعلم المبدع”، وتنقسم الجائزة إلى مرحلتين
وتابعت بأن المرحلة الأولى هي مرحلة تقديم الطلب الإلكتروني حيث يحتوي على مجموعة من الطلبات تتضمن المهارات والجوائز السابقة إضافة إلى المعلومات الشخصية، مبينة أن الحصول على جوائز سابقة يساهم في المفاضلة بين المعلمين المتقدمين للحصول على الجائزة، مضيفة أن الجائزة تركز في المفاضلة بين المعلمين على آخر ثلاثة سنوات من عمل المعلمين وأداءهم، إضافة إلى وجود معايير المفاضلة بين المعلمين والتي تتضمن تسعة مجالات منها ” القيادة، والكفايات الشخصية، تقييم التعلم، الدراسات والبحوث، التنمية المهنية المستدامة، التعلم عن بعد، التواصل والشراكات المجتمعية، الولاء والانتماء والمواطنة الإيجابية، التعلم المستدام”
ولفتت إلى أن المرحلة الثانية هي مرحلة المقابلات والتي تعتمد بشكل أساسي على أن يكون الطلب قد أثار اهتمام لجنة التحكيم، وتكون للمرشحين النهائيين، مؤكدة أن عدد الفائزين هذا العام كان ٤١ فائزًا في كافة المجالات، ومن ثم ١٢ فائزًا على مستوى الوطن العربي، ومن ثم ٥ فائزين عن فئة ” المعلم المبدع” على مستوى الوطن العربي وكانت من نصيب “فلسطين، الأردن، الجزائر، السعودية، الكويت”
وعن شعورها لحظة تلقيها خبر فوزها، تؤكد أنها كانت في لحظتها في المدرسة وخرجت للساحة تنتظر الإعلان عن الفائزين مبينة أنها كانت لحظات انتظار صعبة، إلى أن وصلها خبر فوزها باتصال هاتفي من القائمين على الجائزة، لتنخرط بعدها بموجة من البكاء الفَرِح، حيث شعرت بالفرحة الغامرة، ثم سارعت بإخبار زميلاتها وطلبتها الذين فرحوا جدًا بهذا الخبر، مؤكدة أن هذا الفوز هو وفاء لفلسطين، ومن الواجب والمسؤولية أن يتم الارتقاء بالوطن، وأن يبقى اسم فلسطين متواجدًا عربيًا ودوليًا
وبينت أن الداعم الأول لها هو عائلتها وزوجها وأولادها وشقيقاتها ووالدتها، فهم من يتحملون العبئ الأكبر مشيرة إلى فخرها بهم لوقوفهم بجانبها حيث يوفرون لها الدعم الكامل، إضافة إلى الدعم الذي تتلقاه من البيئة الحاضنة بمدرستها من الإدارة والزملاء وأيضاً الطلبة، فالبيئة الحاضنة التي تؤمن بالإبداع تساهم في تحقيق الإبداع بسلاسة
لا تعتمد القنيبي في تدريس مادة الرياضيات الأساليب التقليدية، إنما تعتمد على أساليب حديثة متنوعة لا تعتمد على التلقين، فتؤكد القنيبي أنها شغوفة بمادة الرياضيات ومن شغفها هذا تؤمن بضرورة تبني فكر تربوي أصيل وترجمته على أرض الواقع يكون مهم جدًا، فهي تسعى لنقل شغفها بالرياضيات لطلبتها الذين تعتبرهم شركائها، إضافة لجعلهم منتجين للمعرفة وباحثين، وتسعى لتنمية مهارات التفكير العليا لديهم، حيث تستخدم العصف الذهني وتحفزهم على الابتكار
وبينت أن الممارسات التعليمية التي تستخدمها هي لصناعة إنسان، فالأنسنة مهمة جدًا لبناء مواطن صالح، ومن المهم نقلهم من التعليم المجرد إلى التعلم الواقعي وذلك حتى يتعلم مدى الحياة وليس أن يكون مجرد تعلم لحظي يزول، ومن أهم هذه الأساليب التعلم المتمايز ويكمن بأن الاستراتيجية الواحدة لا تكفي للصف الواحد، بمعنى أن كل متعلم لديه احتياج فمهمتها تكمن بمحاولة أن ترتقي بكل متعلم حسب احتياجه، إضافة إلى استخدام أسلوب التحديات من خلال التعليم القائم على المشروع حيث تدخلهم في تحديات تثير تفكيرهم الناقد والإبداعي، فإثارة هذا التفكير تصنع منهم أشخاصًا، ويكون هذا مختلف عن التلقين ويساهم بتثبيت التعلم لديهم بشكل أكبر، إضافة إلى استخدامها التعلم العميق، وأيضاً تستخدم منحى ستيم الذي يدمج الرياضيات بالعلوم والتكنولوجيا من خلال سياقات حياتية متعددة، إضافة لتطويرها برنامجًا تدريبياً يمكين الطلبة من مهارات البحث العلمي، وأيضًا تركيزها على انخراط طلبتها في مشاريع عالمية منذ سنوات، مثل الحراك البيئي العالمي
وتلقى هذه الأساليب ردود فعل إيجابية لدى الطلبة الذين يعتبرون معلمتهم مختلفة، ويعتبرون أن حبهم للرياضيات يأتي من خلال أساليب معلمتهم، مبينة أن ترك الأثر وأن تكون قدوة حسنة هو شيء إيجابي
وشددت قنيبي أنه لا سقف لطموح الإنسان، فجائزة خليفة ليست لعبير بل هي جائزة لكل معلم فلسطيني وبإسمهم جميعاً، وذلك لأنهم يمثلون فلسطين، مبينة أنها بعد كل إنجاز تفكر بما بعده وتعمل بجد على مدار الأيام، وبعد الحصول على الإنجاز يذهب التعب وتبقى حلاوة تحقيق الإنجاز
وتؤكد قنيبي أنه يمكن للإنسان أن يخلق فرصه، وعلى الإنسان أن يؤمن بقدراته، فالإيمان بالقدرات هو أعظم حافز للنجاح، إضافة إلى أنه يقع على عاتق كل شخص النهوض بالوطن وبالأبناء والمجتمع كل من زاويته وحيثما يستطيع ولا شيء مستحيل، مبينة أن ما ساعدها كإمرأة فلسطينية هو الإصرار والتحدي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بطريقة مختلفة عن الآخرين، فتميز الشعب هو قضية وجود على الأرض وإثبات للهوية الفلسطينية، مبينة أن التعليم هو أفضل استثمار
ليست هذه الجائزة الأولى التي تحصل عليها القنيبي فقد سبق وحصلت على حوائز عديدة سابقًا منها “المركز الرابع على مستوى العالم في معرض العلوم والتكنولوجيا “إنتل آيسيف”، ووسام التميز والاستحقاق الفضي من الرئيس محمود عباس، وهي أول من حصل على جائزة أفضل معلم في فلسطين، وأيضاً حصلت على واحدة من أفضل ٥٠ معلم حول العالم من مؤسسة ڤاركي البريطانية، وأيضًا سفيرة للتعليم دولياً، وحاصلة على لقب معلمة العام ٢٠٢٠”