يستعد وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا لزيارة الأراضي الفلسطينية في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل على رأس وفد رجال أعمال يابانيين للقاء نظرائهم الفلسطينيين لاستكشاف الفرص الاستثمارية
الزيارة المرتقبة للوزير الياباني وفقا لمعطيات “بالغراف” تأتي ضمن مساعي الحكومة اليابانية لإنجاح مبادرة “ممر السلام والازدهار” التي أطلقها رئيس الوزراء الياباني السابق كويزومي عام 2006 لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستقلالية اقتصاد فلسطين
وتكتسب زيارة الوزير، أهمية في ظل انحصار الدعم الدولي للسلطة الوطنية الفلسطينية وقرصنة إسرائيل لأموال المستحقات الضريبية، وهي بمثابة فرصة في اطلاع الوزير الياباني على أعمال مشروع منطقة أريحا الصناعية الزراعية الذي يعد المشروع الرئيسي للمبادرة اليابانية
وذكرت الممثلية اليابانية لدى دولة فلسطين أن قيمة المساعدات اليابانية منذ العام 1993 تجاوزت حاجز 2.3 مليار دولار تمركزت في مجالات البنية التحتية، التعليم، والصحة، والزراعة، وبناء المؤسسات، المياه والصرف الصحي، ودعم القطاع الخاص وحقوق الإنسان ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين
ووصف وزير الاقتصاد الفلسطيني، زيارة نظيره الياباني المرتقبة “بالمهمة” في تنمية وتطوير علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري، وإقامة شراكات بين القطاع الخاص الفلسطيني ونظيره الياباني
وتؤكد تصريحات المسؤولين اليابانيين على موقف بلادهم في إنجاح مشروع منطقة أريحا الصناعية الزراعية بهدف تنمية الاقتصاد الفلسطيني، وحسب الممثلية اليابانية لدى فلسطين بلغ دعم اليابان لتطوير البنية التحتية للمنطقة الصناعية أكثر من 23 مليون دولار أمريكي
وتضم المنطقة الصناعية شرق مدينة أريحا 16 مصنعًا على مساحة 140 دونمًا في المرحلة الأولى من مجمل مساحة كلية بلغت 615 دونمًا واحتضنت مؤخرًا مشروع خدمات استدامة الأعمال المتكاملة “بالبرو” الجديد، في مركز ازدهار الأعمال الفلسطيني بدعم من الحكومة اليابانية
سيحاول الجانب الفلسطيني مع الجانب الياباني تبعا لمعطيات “بالغراف” إلى توسيع مجالات الشراكة الاقتصادية مع الحكومة اليابانية، ودعم تنفيذ مشاريع استراتيجية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والصناعة ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين
أظهرت إحصائيات الجهاز الإحصاء الفلسطيني أن حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 27 مليون دولار، وتستحوذ السيارات والأدوات الطبية، على الواردات الفلسطينية في حين تصدر فلسطين إلى اليابان زيت الزيتون، وهذا يحتم على الجانب الفلسطيني أن يضع آليات لجذب استثمارات يابانية إلى فلسطين والحصول على وكالات تجارية وغيرها
وبين الممثل العام لمكتب جايكا في فلسطين هوشي متسوتاك البدء بالتمويل الاستثماري الجديد للقطاع الخاص، في فبراير 2023، من خلال تقديم أداة فريدة تشبه الأسهم تسمى “قرض ثانوي دائم مع تحويل”(استثمار في الشريحة الأولى الإضافية) تحت “مشروع دعم المشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة”، والذي يعتبر الأول من نوعه لجايكا على مستوى العالم
وتعزز الحكومة اليابانية فرص نجاح مبادرتها في إطلاقها لمبادرة مؤتمر دول شرق آسيا لدعم التنمية في دولة فلسطين (سيباد) الذي استضافته فلسطين لأول مرة، في تموز 2019 وتهدف اليابان من المؤتمر إلى نقل التجارب الناجحة والمعرفة من دول شرق آسيا إلى دولة فلسطين، ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية الفلسطينية وبناء الشراكات التجارية لخلق تنمية مستدامة وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ضمن صريحات صحفية مشتركة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في أعقاب مباحثات ثنائية وموسعة تصدرتها القضية الفلسطينية في العاصمة اليابانية طوكيو أبريل 2023 “أن اليابان ستقوم بتعزيز مبادراتها التي تتضمن مبادرة” ممر السلام والازدهار “للمساهمة في بناء الثقة بين الطرفين
الحراك الياباني الوزاري في المنطقة يأتي قبيل انعقاد الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني المقرر عقده بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في سبتمبر المقبل، وتحظى تطورات القضية الفلسطينية، بأهمية في أأجندة الاجتماع سياسياً واقتصادياً
