loading

الشهيد براء الزرد: تمناه والده عريسًا .. فاستشهد بِلُغم

أماني شحادة

يبدو أن إحساس الآباء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأبنائهم،  فقلوب الآباء لا تُخطئ حين تقول أن النجل عريس، في العالم العادي هو عريس بحلته وملابسه المرتبة الجديدة، لكن في فلسطين العريس يُعرف من دمائه التي سالت جرّاء اعتداء وغدر يقف خلفه الاحتلال

قدّرُ الشاب الصغير براء وائل الزرد أن تتوافق السماء مع كلمات والده الأخيرة صباحًا حين عبّر عنه بأنه عريس بطوله وبريق عينيه، حيث كان للسماء كلمتها بأن يُزف العريس فيها شهيدًا

الشهيد براء الزرد (18 عامًا) من حي التفاح في مدينة غزة، كان يحلم بالشهادة ويتحدث عنها كثيرًا مع أصدقائه الذين يبكوه الآن، ينضم لقافلة الشهداء الذين ارتقوا جراء إعتداءات الاحتلال على الشبّان المتظاهرين بمخيم ملكة شرق مدينة غزة المحاصرة على الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، هؤلاء الذين ينتفضون في كل مرة يُصعّد الاحتلال من وتيرة اعتداءاته وهمجيته ضد الفلسطينيين

 صديق الشهيد محمد صالح يقول في حديث لـ “بالغراف” أن  براء لم يكن صديقًا  فقط بل كان أخًا  ورفيق عمر وصديق منذ سبع سنوات،  وكان يتمنى الشهادة ونالها، مضيفاً أنه في كل جلسة كان  براء يتحدث عن الشهادة وحبه لها، وكان كلما فتح أغنية للشهداء تمنى أن يكون منهم، وكان دائم الصلاة في المسجد

 وصفحة الشهيد على موقع فيسبوك تحمل ما كان يتمنى،  فصورة غلاف بها كلمات تمثلت في: “شهيد رغب أن يكون فلماذا الحزن يا أمي؟”، وكأنه يريد أن تبقى ذكراه للجميع بأنه تمنى أن ينهي حياته شهيدًا للوطن ونالها

وبحزن بالغ يشير صالح إلى أن الشهيد براء كان محبوبًا لدى المعلمين في المدرسة، وأنهى الثانوية العامة هذا العام لكن الاحتلال سلبه أن يكمل حلمه في دراسة الأمن السيبراني والتكنولوجيا في إحدى الجامعات الفلسطينية داخل قطاع غزة

ويصف صالح صديقه الشهيد بأنه كان فكاهيًا ومحبوبًا ولم يقبل بأذية أحد من المحيطين به، ويلاطف الأطفال ويلعب معهم حين يراهم ويجبر بخاطرهم ويقدم لهم الهدايا، فالشهداء تعرف طريقها جيدًا، طريق مليء بالضحكات والذكريات التي لا تفارق أحبتهم

“براء من الناس يلي ممكن إنك تلمس عفويته مجرد ما تنظر لشكله”، بهذه الكلمات لخص يوسف مشتهى صديقه الشهيد الزرد

ويفيد مشتهى بأن ما جال في خاطره وقت سماع خبر استشهاد صديقه مواقفه الكثيرة معه وجلساته وطيبته، لكن أكثرها هو تنسيقهم للخروج معًا، فلم يسمح الوقت لأخذ صورة أو محادثة أخيرة تُحفر في ذاكرة الرفاق

“كان براء طيبًا مع أخوته وحنونًا جدًا، والديه كانا كل عالمه، ومطعم فهد للشاورما هو المطعم المفضل له، كان بسيطًا يعمل لآخرته”، وفق مشتهى

وائل الزرد، والد الشهيد براء، مدير مركز هاتين للأيام، كان صباحًا قد كتب في نجله الذي لم يتوقع أنه سيغادره باكرًا بعمر الزهور، عبر منشور بصفحته على موقع فيسبوك: “هذا العريس #البراء ما شاء الله، كبر وأنهى الثانوية العامة، ودخل الجامعة”

وتابع متمنيًا أن يكون نجله البكر عريسًا وله بيت مستقل ومتزوج، قائلًا: “كمان شويتين بيخلص، إلا وهو متزوج وصاير عندو أولاد وبنات، وهيك الدنيا، أسأل الله أن يوفقه، هو وجميع إخوانه وأخواته… دعواتكم له بالتوفيق

ولاقت كلمات والد الشهيد تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر الجميع عن حزنهم وألمهم لمغادرة براء هذا العالم بعد ساعاتٍ قليلة من كلمات والده التي كُتبت بحب وما باتت إلا أنها أصبحت رثاء

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر إحصائية لها حول الشهداء والجرحى شرق غزة بارتقاء 5 شهداء وإصابة 25 آخرين بجراح مختلفة بعضها بحالة حرجة

وأكدت الصحة أن طواقمها الطبية لا زالت تجري تدخلاتها الطبية مع الإصابات في مجمع الشفاء الطبّي

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة