loading

نورهان العطيات: فارسة وحيدة في فريق الانقاذ

هيئة التحرير


في الوقت الذي انحصرت فيه مهام الإطفاء والإنقاذ في جهاز الدفاع المدني على الرجال، وانحصر دور النساء بالخدمات المدنية، جاءت الشابة نورهان العطيات (23 عاماً) من مدينة بيت لحم، لتغيّر النهج كاسرة بذلك حاجز الخوف.  

نورهان العطيات برتبة مساعد في جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، خريجة جامعة الاستقلال تخصص العلوم الأمنية، وتكمل دراستها في العلاقات العامة والإعلان بجامعة القدس المفتوحة، وهي الشابة الوحيدة في الدفاع المدني تعمل في الميدان، وتتواجد مع زملائها في إطفاء الحرائق وعمليات الإنقاذ والأعمال الميدانية المختلفة التي يقوم بها الجهاز.

العطيات تقول في حديثها لـ “بالغراف” إنها اختارت قبل ثلاث أعوام أن تنتسب للدفاع المدني، بسبب الدور الإنساني الذي يقوم به في مساعدة الناس أوقات المحن.

وصفت حادث اختفاء الشاب عبد الله شناوي في منطقة البحر الميت، بأنها من أصعب المهام التي خاضتها، لما فيها من صعوبة جغرافية تطلبت مجهوداً بدنياً مضاعفاً لساعات طويلة، وما فيها من إرهاق نفسي، حيث البحث عن إنسان مجهول المصير، والذي أعلن عن وفاته في وقت لاحق.

كما تحدثت عن تجربة أخرى لا تقل صعوبة، وهي اقتحام قوات الاحتلال مدينة بيت لحم ومحاصرة أحد الشبان في مسجد الرباط، وما صاحبه من اعتداءات إسرائيلية، وما خلفه جنود الاحتلال من حرائق في الأراضي المحيطة جراء إطلاق القنابل الغازية في أراضي المواطنين، إضافة إلى خطورة الموقف، حيث استهدفهم الجنود أثناء قيامهم بإطفاء تلك الحرائق.

وعن النظرة المجتمعية لها، تقول “إن معظم المجتمع المحيط بها مؤيد لها ويشجعها وينظر لها نظرة تقدير، خاصة أن كثيراً من الحوادث تكون فيه النساء بحاجة للمساعدة، فوجودي إلى جانبهن في تلك المواقف يعطي طابعاً من الارتياح والسلاسة في التعامل”.

وتضيف العطيات أنها منذ اليوم الأول لالتحاقها بالدفاع المدني، كانت حريصة على التعرف على كل تفاصيل العمل ومهاراته، ولم تترك أي مهمة إلا وشاركت فيها لتطوير ذاتها والحصول على الخبرة الكافية للتعامل مع مختلف الحوادث، حتى أنها أصبحت قادرة على التعامل مع الأفاعي التي يتم الإبلاغ عن تواجدها في المنازل والمحلات وتشكل خطرا على الأفراد، ومع التدريب المتواصل تكونت لديها خبرة في عملية التعامل مع الأفاعي وكيفية اصطيادها ودرجة السم الموجودة فيها.

وتوضح أنها لا تفوت أي فرصة تدريبية إلا وتحاول المشاركة بها، كما أنها وصلت لمرحلة تقديم الدورات التدريبية للمدارس والمؤسسات في كيفية التعامل مع إطفاء الحرائق، وهي الشابة الوحيدة أيضاً التي تقدم هذا النوع من التدريبات.   

كما أنها على أبواب أن تصبح أول شابة تقود سيارة إطفاء، وهي الآن في طور الحصول على رخصة القيادة اللازمة لذلك.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة