هيئة التحرير
وُقِعَت في مدينة رام الله اتفاقية مشتركة بين عدد من المؤسسات الثقافية في الوطن، وذلك بهدف رفع المستوى الثقافي والفني في المناطق الأقل حظًا في الوطن والمهمشة
وقال مدير سينماتيك القصبة سامر مخلوف في حديث ل ” بالغراف” إن هذه المذكرة أو الاتفاقية وُقِعَت بين سبع مؤسسات وجهات فاعلة في القطاع الثقافي وهي ” مسرح وسينماتيك القصبة، المسرح الوطني الفلسطيني “الحكواتي”، مسرح عناد، لمة صحافة، مؤسسة السيرك الصغير، مركز اسكدار للثقافة والفنون ، ومؤسسة دار الصباغ” مبينًا أنها تهدف لتعزيز العمل المشترك ما بين هذه المؤسسات، والوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور وتحديدًا إيصال العمل الثقافي والإنتاج لمناطق خارج مناطق المركز، وخاصة للمناطق الأقل حظًا التي فيها البنية التحتية الثقافية غير مؤهلة وغير موجودة
وبين أن هذه المؤسسات وعن طريق التعاون والتنسيق والعمل الجماعي سيكونون كجسم يأخذ الإنتاجات والفعل الثقافي ويحي المشهد الثقافي، ويوصِل لجمهور غير معتاد على أن تصله المنتجات والأعمال الثقافية، مضيفاً أن هذا جسم تمثيلي لهذه المؤسسات من أجل التأثير في المشهد الثقافي والتأثير بالسياسات وأن يقوم بتنسيق جماعي لهذه المؤسسات، لأن القطاع الثقافي في فلسطين قطاع غني ومتعدد ولكن هناك بعض المؤسسات أقل حظًا
ولفت مخلوف إلى إنه عندما يكون هناك تجمع لسبع مؤسسات يكون لهن حضور أكبر وفاعل في المشهد الثقافي، ويكون التعاون مع جهات ومؤسسات أخرى شبيهة بشكل أفضل وهذا يندرج تحت مظلة العمل الثقافي بشكل عام، سواء العمل الرسمي من خلال وزارة الثقافة الذين لديهم توجهات بأن يكون هناك تعددية في المشهد الثقافي، وأيضاً كمؤسسات ثقافية فهناك توجه أن يكون هناك تشبيك وتعاون وتحالف من أجل الارتقاء بالمشهد الثقافي بشكل عام
وأشار إلى أنه سيكون لهذه الاتفاقية مردود إيجابي على المؤسسات وعلى الجمهور والمشهد الثقافي بشكل عام، مضيفاً أن أحد نتائج الاتفاقية أن يكون هناك تعاون وتشبيك وتشارك بين المؤسسات في موضوع تنفيذ الأنشطة الثقافية وتبادلها، وسيكون هناك تبادل للخبرات والمهارات وتدريبات ورفع كفاءة للأفراد والمؤسسات، وتحديداً للريادين العاملين في القطاع الثقافي، مبينًا أنهم كمؤسسات قائمة ورائدة في العمل الثقافي يكمن دورهم في نقل المعرفة والتجارب للأجيال القادمة وللمؤسسات والمبادرات الأخرى
وأكد مخلوف أن أبوابهم ستكون مفتوحة للمؤسسات الأخرى والأفراد والمبادرات الفنية للإنضمام، خاصة لمن ليس لديهم تمثيل وقدرة للوصول لمصادر التمويل وليس لديهم القدرة ليكونوا فاعلين في العمل الثقافي، رغم جمالية إنتاجاتهم، ويعود ذلك لأن هناك العمل الثقافي في فلسطين هو حكر على بعض المؤسسات الكبيرة على حساب هؤلاء الناس الأقل حظًا
وشدد على أن رسالتهم كتحالف أن يتعاونوا مع الجميع ويفتحوا أبوابهم للجميع، وأن يعطوا فرصة للجميع بالتساوي دون استثناء وذلك لأجل فهم انتاجات الجمهور وعكسها في الأعمال والمنتجات الثقافية، وذلك حتى يكون المشهد الثقافي مستجيب لتوجهات الجمهور وتطلعاته، ويكون ذلك لإحياء وتفعيل المشهد الثقافي، مضيفاً أنه دون أن يكون هناك استجابة لتطلعات وتوجهات الجمهور ستبقى الأعمال الفنية تُراوح مكانها وتبقى إمكانية انتشارها محدودة بشكل كبير
وتابع بأن الفكرة لديهم هي المحاولة قدر الإمكان لأن تكون هذه الأرضية المشتركة كمؤسسات وبالتعاون مع مؤسسات ثقافية أخرى وتحديداً في المناطق الأقل حظًا، مبينًا أن الأهم من ذلك هو أن يعملوا باستجابة لتطلعات وتوجهات الجمهور لتكون المنتجات الفنية تعبر بشكل حقيقي عن التراث والقضية والوضع الفلسطيني بشكل عام، وأن لا تكون حسب توجهات معينة وممولة
وأضاف مخلوف أنه بدأ الحديث عن برنامج مشترك وأفكار للتعاون المشترك وتبادل الأعمال الفنية واستضافتها والعمل بشكل مشترك لإنتاج أعمال مشتركة، وعمل تدخلات في المشهد الثقافي بشكل مشترك، وذلك للتوجه لصناع القرار والممولين والتوجه للمؤسسات الوطنية والمحلية من أجل المشاركة في هذا المشهد، حيث ستشهد الفترة القادمة حراك ثقافي بشكل كبير للأعمال والأنشطة المشتركة تستهدف كافة المحافظات والقرى والمخيمات، بحيث لا يبقوا محدودين في القوقعة الخاصة بمناطق معينة، ويخرجوا للشارع والمناطق المعدومة والأقل حظًا
من جانبه يقول مدير المسرح الوطني الفلسطيني ” الحكواتي” عامر خليل أن أهمية هذه الاتفاقية تنبع من أهمية تشجيع ثقافة العمل الجماعي بين المؤسسات، وتعزيز ثقافة الشراكات حيث إنه أن الأوان للمؤسسات أن تضع طاقتها مع بعضها البعض، وذلك حتى يكون هناك خطة لكيفية الوصول للجمهور، وخطة ثقافية وفنية حول العمل الذي يمارسونه حتى لا يكون هناك تضارب بالأعمال، وأن لا يكون هناك زخم في النشاطات الثقافية في بلد ولا وجود لأي نشاط في بلد آخر
وبين أن هذه الاتفاقية هي للتنسيق والتوعية الثقافية العامة في المؤسسات والمجتمع، إضافة إلى أن العمل الجماعي والتحالفات تساعد وتسهل التمويل والاستمرارية، وأن يكون هناك شراكة بين المؤسسات تساعد على العمل رفقة بعضها البعض، إضافة إلى أهمية وجود رؤية ثقافية مشتركة، مشيراً إلى أن الفِرق المسرحية تحاول أن يكون لديها رؤية ثقافية تريد تنفيذها في المحافظات ومناطق عملها، مضيفاً أن أهمية هذه الاتفاقية هو تعزيز ثقافة العمل الجماعي
وشدد خليل على أن هذه الاتفاقية سيكون لها مردود إيجابي على المشهد الثقافي، لأنه إذا تم العمل بين هذه المؤسسات بالتنسيق فيما بينها وبوجود الطاقات الجماعية يستطيعون الوصول إلى جمهور أكبر، وبناء طاقات فنية ثقافية بشكل أسرع وأكثر