أماني شحادة
ليخرج الطعام بمذاقه اللذيذ ولِتكون الحلويات بمذاقها الشهي فإن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على صانعها وما يمتلكه من مهارة ونفس جميل، فإعدادهم ليس فقط مقادير تُوضَع إنما هي عبارة عن شغف وحب صانعها لتخرج بتلك اللذة وبمظهر يُبهِرُ العين
الشابة آيات مطير “40 عامًا” من قطاع غزة من ذوي الإعاقة السمعية، استطاعت أن تلمع في عالم المشاريع الصغيرة وتفتتح متجرًا ناجحًا، لبيع مختلف أنواع الحلويات في مدينة غزة، حيث فقدت مطير حاسة السمع بعد تعرضها لحادث منذ الصغر، بدأت بعدها تواجه الحياة بصعوباتها المتنوعة ومنها التعليم إلى أن انطلقت بتوظيف تعليمها بابتكار مختلف الفنون وتوظيفها بعمل الحلويات، بتشجيع من العائلة والأصدقاء
وحول فكرة مشروعها، تقول آيات مطير لـ “بالغراف” أنها بدأت بابتكار أصناف جديدة ونكهات مركبة بالحلويات، ومن ثم استطاعت عرض ما تفعله على صفحة على الإنترنت وكانت متميزة، مبينة أن حافزها للعمل والتطوير هو مدح الزبائن لطعم الحلويات التي تُعدها، مضيفة أن تطورها المستمر وإبداعها في المجال وإعداد أصناف عالمية لا يستطيع الوصول لها سكان قطاع غزة في الخارج، كانت فرصة لهم للاستمتاع بتذوقها داخل المتجر
ولفتت مطير بأن هدف مشروعها هو دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وألا يكونوا عالة على أحد، بل أن يكونوا مُنتجين ومبدعين يواجهون العجز بالدعم والتشجيع والحب ممن حولهم، مضيفة أن شغفها كان عبارة عن فن بأنواعه مارست فيه أشكال مختلفة مثل الحرق على الخشب والرسم والتشكيل اليدوي وتزيين الكيك، وأنها بدأتْ بالتفكير بدمجهم جميعًا لإعطاء قيمة للحلويات ودمجها بالأشكال الفنية وابتكار طرق ونكهات وأصناف جديدة
وأشارت إلى أنها مضت بإعداد الحلويات بشغف أكبر وأضحت تحلم بتوسيع ما بخاطرها دائمًا وباتت الأصناف تتزايد والأشكال تبدو أكثر إتقانًا، مضيفة أنها كانت تخشى مواجهة صعوبة وتخجل خلال تعاملها مع الزبائن عند افتتاح المتجر، لكن مع تقدمها في مشروعها ونجاحه جعلها تتغلب على خجلها وخوفها بل وأصبحت تُترجم مشاعرها لحُب يضاف على أصناف الحلويات، وتخطت بذلك الكثير من الصعوبات التي واجهتها.
تُصر مطير على ضرورة دمج ذوي الإعاقة السمعية بالمجتمع، كونه لا يوجد عائق سوى اللغة وهذا لا يقلل من شأنهم بل يعطي الجميع حقه بالتمتع بالحياة والقدرة للتغلب على الصعوبات، وهذا ما حصل معها حيث حظيت بالدعم والتفاعل الإيجابي حول متجرها ما جعلها تتخطى إعاقتها وكسر الحاجز الذي كانت تعتقد أنه سيواجهها في العالم
وأكدت مطير بأن الحياة كانت ثقيلة عليها سابقًا ومحطّمة للأشخاص ذوي الإعاقة، أما الآن فالمجتمع بدأ يتقبل اندماج هذه الفئة فيه وإعطاء مساحة واسعة لتطويرهم واستيعابهم.