loading

طيور أبو السعدي: مشروع بين الحُب والحياة

هيئة التحرير

مريحة للنظر وممتعة لقضاء الوقت برفقتها بفضل زقزقتها الجميلة، وبرفقة هذا الصفات يقضي نضال الأحمد وقت فراغه برفقة عصافيره التي يهواها منذ أن كان بعمر صغير، لتتحول هوايته هذه لمشروع تجاري يُدِرُ عليه دخلًا إضافيًا 

“طيور أبو السعدي” ذلك هو الإسم المُتَعارَفِ عليه مشروع نضال الذي كان بمثابة هواية له وتطور عبر الزمن وكبُرَت الهواية وتحولت لتجارة، فأصبح يربي أنوعًا مختلفة من الطيور وهي طيور الزينة، فأتقن وأبدع في تربيتها حيث استطاع التأقلم معها ومع المَناخ الذي تعيش به، فأنتجت وقام بطرح هذا الإنتاج على السوق، ليلاحظ وجود مردود مادي يمكن من خلاله تطوير المشروع لِيُدِرُ عليه دخلًا وفق ما يقوله نضال الأحمد في حديث ل” بالغراف” 

يهوى الأحمد ابن الواحد والخمسين عامًا تربية الطيور منذ أن كان بعمرٍ صغير حتى طورها لتصبح مشروعه التجاري، ذلك المشروع الذي يعمل به ليملأ وقت فراغه فهو يعمل موظفًا حكوميًا يُنهي دوامه في الثالثة عصرًا، فطور مشروعه المنزلي هذا بداخل بيته وأصبح يُدِرُ عليه دخلًا إضافياً، يساعده على تحسين معيشته نظرًا لصعوبة العيش وعدم القدرة على تأمين كافة الاحتياجات بوظيفة حكومية 

يُرَبي الأحمد أنوعًا متعددة من الطيور منها طيور “الفِض، والكوكتيل، والكروان، والكنار، والفينچ”، إضافة لوجود طيور مستوردة مثل “الجرينشيك” بألوانه وأنواعه حيث لكل لون اسم معين مثل الفينچ بأنواعه الجديدة ” فكان يوجد فينچ الزيبرا وأصبح هناك فينچ الچولدن، والسوري” فهي أنواع مستوردة وأصبحوا ينتجون منها وأصبحت موجودة في السوق

للطيور هذه رعاية خاصة فهي بحاجة لتأمين أجواء معينة لها مشابهة للأجواء التي تعيش بها بالبر، سواء من ناحية الرطوبة أو درجة الحرارة أو الطعام الخاص بها، فلكل نوع من الطيور طعام معين خاص به فلا يوجد نوع طعام واحد لكافة الطيور إنما لكل نوع طعامه الخاص، إضافة إلى أنه يتطلب منك الحفاظ على هذا الطعام بطريقة صحية وذلك للحفاظ على صحة الطيور، بحسب ما يقوله الأحمد الذي يؤكد أنه في موسم الإنتاج تُعطى الطيور محفزات مثل ” فيتامينات متنوعة” وذلك لتحفيز هذه الطيور على الإنتاج لأنهم لا يستطيعون توفير كافة العناصر الغذائية لهم من خلال الطعام، فيجب إعطائها هذه الفيتامينات للإنتاج

يرعى الأحمد طيوره في بيته ببلدة رمانة بجنين من خلال تخصيص مكان خاص بها، فتربية الطيور التي بدأها منذ العام ٢٠٠٠، تطورت مكانها من مكان صغير وبأقفاص صغيرة في بيته لطابق كامل خاص بالطيور، مضيفاً أن لديه في الوقت الحالي ليس أقل من عشر أجواز من كل نوع وذلك بحسب احتياج السوق

ولفت الأحمد إلى أن سوق الطيور بفلسطين مغلق لأننا نرزخ تحت الاحتلال، فالسوق ليس مفتوحًا على العالم فيكون الاضطرار لتسويق كافة الطيور بداخل السوق المحلي، مشيراً إلى أن طيوره تلقى إقبالًا لدى رواد هذه الأنواع من الطيور، خاصة وأنه مربي للطيور منذ سنوات طويلة ولديه خبرة كبيرة في هذا المجال، فأصبح الهواة ومن يريدون شراء الطيور يأتون إليه حتى يرشدهم في تربية هذه الطيور وليس كما الأسواق التي لا تُقدم لهم أي معلومات أو مساعدة حول كيفية التعامل معهم، مبينًا أنه يقدم لهم النصيحة والمساعدة في تربيتهم ليصبح لديهم مشروعًا منزليًا 

يترواح سعر الطيور لدى الأحمد من ٤٠ ل ٣٥٠ شيقلًا وذلك بحسب نوع الطير وهي طيور ملونة، فألوانها جاذبة للجلوس معها لوقت طويل وتفريغ طاقة برفقتها، إضافة إلى أن الكثير من الناس أصبحوا يقتنوها ويهتموا بها لوضعها كالزينة في منازلهم، مبينًا أن هذه الأمور ساعدتهم في التسويق لهذه الطيور، مشيراً إلى أنه مع الخبرة أصبح لديه زبائن من مختلف مناطق الضفة والداخل 

استطاع الأحمد التسويق لطيوره في البداية من مدينة رام الله حيث كان يأتي من حنين لعمله في وزارة الاقتصاد فلاحظ فرق الأسعار بين رام الله وجنين، فبدأ بجلب العصافير معه وبيعها في رام الله حيث السوق مفتوحة بشكل أكبر لمختلف المحافظات، ومع مرور الوقت واكتسابه للخبرة ذاع صيته في مختلف المناطق كمربي للطيور

شارك الأحمد في معارض مختلفة للطيور في أريحا وتحديداً في جامعة الاستقلال لثلاث سنوات متتالية، إضافة لمشاركته في معارض بطولكرم وبيت لحم ورام الله، فكان لهذه المعارض دورًا مهمًا في التسويق لطيوره وانتشارها، مضيفاً أنه حصل على شهادتين في هذا المجال الأولى شهادة مربي متميز وشهادة خاصة بالطيور النادرة بعد تهجينه لطير ليخرج طيرًا نادرًا 

يصف الأحمد مجالسته لهذه الطيور وتربيتها بأنه يجد نفسه معها ويقضي وقتًا مُمتِعَا برفقتها، حيث يتعلم كل شيء يخصها في حال مرضت فكيف يتعامل معها إضافة للأمور الأخرى الخاصة برعايتها، مشيرًا إلى أنه يشعر بالمتعة وهو يقوم بعمله رفقة الطيور حيث عثر على شغفه في هذا المجال 

يطمح الأحمد بالانفتاح على العالم وأن يستطيع الانتقال وعرض مواهبه والإظهار بأن الفلسطيني قادر على مجاراة الأشخاص بالانتاج سواء كانوا عربًا أو أجانب، مبينًا أنهم يملكون ما يملكه العالم ولكن لا يوجد انفتاح على السوق العالمي متمنيًا الاستقلال والتحرر حتى يتم الانفتاح على الأسواق العالمية 

ووجه الأحمد رسالته لمن لا يملك مشاريع منزلية صغيرة أن يحاول إيجاد مثل هذه المشاريع داخل البيوت، وذلك لأنها تساعد على الحياة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فمن الممكن أن يكون عن طريق تربية الطيور أو المواشي أو النحل أو ربما أشياء صناعية أخرى متنوعة، ففلسطين دولة غنية بالثروات ومن يستغلها يستطيع النجاح بمشروع ممكن أن يكون مصدر دخله الأساسي ويستطيع تأمين حياة كريمة لنفسه، فهي بمثابة ملئ وقت الفراغ بطريقة ممتعة ومصدر دخل بذات الوقت

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة