أماني شحادة
في هذا اليوم من كل عام يُحيي المسلمون في العالم أجمع ذكرى المولد النبّوي بطرقٍ مختلفة لكنها متشابهة روحانيًا، تملؤها السكينة والراحة في الأصوات العذبة والابتهالات من المادحين وآلة الدف التي تعطي رونقًا موسيقيًا جميلًا تلفت نظر الحاضرين
وإحياء هذه الذكرى في غزة يختلف عن باقي محافظات الوطن فتتزين بعض الشوارع والبيوت والمؤسسات التعليمية، وتبدأ تخرج منها روائح الحلويات والكعك مع أصوات الأناشيد الدينية التي تحاكي قصص النبي محمد عليه السلام أو الصلاة عليه، ويعبّر البعض منهم عن احتفاله عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تبدأ تضج بالصلاة عليه ونشر صور الاحتفالات
يعتبر المديح النبوي، أحد أهم الفعاليات التي يقوم بها الجميع احتفاءً بمولد النبي محمد، ويختص بهذه الفعالية فِرق إسلامية تكون عبر البيوت أو المؤسسات أو حتى في أماكن عامة أو رئيسية في مناطق مختلفة من القطاع، ويشارك بهذه الفعاليات الجميع
كما ويبتاع المواطنون في هذا اليوم الحلويات من المحلات التجارية المختصة بها، ليتم توزيعها على المارّة في الأسواق والساحات التي يُقام فيه مديحًا نبويًا أو على الأقارب وزوّار البيوت
وتُعد الذكرى فرحة ومحبة للأطفال فتعكس المدارس التعليمية هذا الأمر عبر التعليم والفعاليات داخل المدارس من توعية وقراءة في السيرة النبوية، إذ تقول المعلمة ريهام الخطيب، والتي تعمل في إحدى مدارس شمال قطاع غزة، إن هذا اليوم مميز جدًا وينعكس فرحًا وقدوة للأطفال والطلبة، حيث تُخصص دقائق أو أوقات أو حصة كاملة لبث الأناشيد التي تعبر عن سيرة الرسول والدين الإسلامي
وأضافت الخطيب أن الإذاعة المدرسية تُخَصص في هذه الأيام للحديث عن النبي محمد ومولده العظيم للأمة الإسلامية، ويتم أيضًا توزيع الحلويات والتمر والتوزيعات الورقية الملونة والمرسومة والمكتوب عليها صلي على النبي، فيقوم بتوزيعها الطلبة على بعضهم مرددين الصلاة على الرسول لنشر هذه الثقافة وزيادة المعرفة بهذا اليوم
أما عن المؤسسات المجتمعية فتقام فيها أيضًا الاحتفالات، فتقول الموظفة في إحدى مؤسسات التأهيل المجتمعي نعيمة عبد الفتاح، إن هذا يوم عظيم يعبر عن ديننا الإسلامي، وفي العام الماضي أقيم في ساحة المؤسسة مديحًا نبويًا اجتمع فيه جميع أعضاء وموظفي المؤسسة، وَوُزِعَ خلاله الحلويات والأوراق المكتوب عليها بعض من عظمة الرسول محمد
ومن المظاهر الاحتفالية الأخرى هو نشاط فِرَق الأناشيد الإسلامية والموسيقى الصوفية ذات الرداء المميز في هذا اليوم وما يليه أو ما يسبقه، ويقول أحد أعضاء فرقة أحباب النبي مهند أبو قمر بأن السبب الرئيسي لإنشاء هذه الفرقة هو تذكير الجميع بالرسول وسيرته والإسلام، مبينًا أن هذا اليوم مهم جدًا لجميع المسلمين، وينتظره الناس على أحر من الجمر ليستمتعوا بالمديح وطريقة إلقائنا له، مؤكداً على الإقبال الكبير من الجمهور لفعالية الفرقة في هذا اليوم حيث تنتقل الفرقة من مكانًا لآخر للاحتفال بالمولد النبوي
ولفت أبو قمر بأن هذا الأمر هو أجر للجميع وليس فقط مدخل رزق للفرقة، فهناك أشخاص يرفضون في أفراحهم وبيوتهم أن تقام الأغاني والموسيقى العادية، فيطلبون منهم إقامة مديح نبوي وأناشيد دينية داخل بيوتهم، والمساجد تطلب أن يكون بها مديحًا بين حين وآخر.
يُذكر أن الاحتفالات في ذكرى المولد النبوي لا زال يختلف عليها التاريخ وبعض المفسرين ما بين الحلال والبدعة، لكن المسلمين في العالم يبتهجون بهذا اليوم صانعين أجمل الحلويات والمأكولات