loading

كيف تعيش الأسيرات في السجون الإسرائيلية؟

مها عويس

يمارس الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين شتى أنواع التعذيب والتضييق ويعيشون ظروفًا استثنائية من الناحية الصحية التي يتوسطها استخدامٌ للأساليب الممنهجة التي لا تخلو من محاولاتِ استهداف لمعنويات عزيمة الأسرى بشكلٍ عام، وللأسيرات بشكلٍ خاص في السجون الإسرائيلية وتجبر السجان الإسرائيليّ بهن

وقال مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر أنه بعد اعتقال السيدة منار الكعبي من نابلس وزوجة المحرر في صفقة وفاء الأحرار علام الكعبي عقب استدعائها للمقابلة الأربعاء الماضي، ارتفع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى (38) أسيرة فلسطينية بينهن أسيرة قاصر وهي نفوذ حماد من القدس وتبلغ من العمر 16 عامًا.

وأكد الأشقر لـ بالغراف أنه يوجد من بين الأسيرات 13 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة 8 منهن صدرت بحقهن أحكامًا بالسجن تزيد عن 10 سنوات  

وتعتبر الأسيرة ” ميسون موسى الجبالي ” من مدينة بيت لحم عميدة الأسيرات وأقدمهن وهي معتقلة منذ يونيو، 2015 ومحكومة بالسجن لمدة 15 عامًا بينما أعلى الأسيرات حكمًا هن الأسيرتين شروق دويات من القدس وشاتيلا أبوعياد من أراضي 48 ومحكومات بالسجن لمدة 16 عامًا

ووصف الأشقر ظروف اعتقال الأسيرات بأنها قاسية وصعبة، فالاحتلال ينفذ حملة قمع ممنهجة ومنظمة بحقهن بهدف التأثير على نفسياتهن والضغط عليهن، وقتل روح الإرادة في نفوسهن، وضرب مقومات الصمود وخلق ظروف اعتقال بائسة، وذلك لرفع تكلفة مشاركة الأسيرات في مقاومة الاحتلال كما ويمارس بحقهن كافة وسائل القمع والتنكيل، ويحرمهن من كل حقوقهن الأساسية التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية

ويردف بأن الاحتلال ينتهك خصوصية الأسيرات في سجن الدامون من خلال وضع كاميرات مراقبة على مدار الساعة في ممرات السجن وساحة الفورة، إضافة إلى الاقتحامات المتكررة لغرفهن، والعزل الانفرادي، إضافة لوضع الحمامات خارج الغرف والسماح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج إلى الفورة، كما تعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة حيث يتعمد الاحتلال إرهاقهن بعمليات التنقل التي تستمر لأكثر من 12 ساعة متواصلة، مما يسبب لهن التعب الجسدي والنفسي

وتمنع الأسيرات من الدراسة والتعلُّم، وممارسة الأنشطة الذهنية والترفيهية، إضافة إلى فرض عقوبات متنوعة لأتفه الأسباب مثل منع الكنتينة ومنع الزيارات، ومنع الاتصالات مع الأهل وحرمانهن من الزيارات، ومنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية 

وأشار الأشقر إلى أن الأسيرات يعانين من جريمة الإهمال الطبي مما يعرض حياتهن للخطر حيث يوجد حوالي 10 أسيرات مصابات بأمراض مختلفة، وأوضاعهن الصحية متردية دون تقديم أي علاج مناسب لهن ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوصات الطبية وتوفير الأدوية المناسبة للمريضات والجريحات، أبرزهن الأسيرة إسراء الجعابيص، وأزهار عساف، والجريحة “فاطمة شاهين” والتي تعاني من إعاقة نتيجة إصابتها بالرصاص في البطن والظهر حين الاعتقال وتعتمد على كرسي متحرك في التنقل

كما يلاحق الاحتلال الأسيرات بسياسة الاعتقال الإداري التعسفية حيث وصلت أعداد المعتقلات إداريًا إلى 4 أسيرات، وهن الأسيرة “فاطمة أبو شلال ” من نابلس والأسيرة حنان صالح البرغوثي من رام الله، والأسيرة سماح بلال حجاوي من قلقيلية، والأسيرة رغد الفني من طولكرم

أما فيما يخص الأسيرات كبيرات السن فيوضح الأشقر بأن هناك 6 أسيرات كبيرات أيّ فوق الـ 50 عاما، ولا يفرق الاحتلال في المعاملة بين أسيرة صغيرة أو كبيرة فالجميع سواسية في الظروف القاسية والمعاملة السيئة، بل على العكس هناك أسيرات كبيرات في السن تتم معاملتهن معاملة أقسى من باقي الأسيرات حيث نقلت الأسيرة عطاف جرادات (50 عامًا) إلى العزل في سجن “نفي ترتسيا” وتم حجزها بالقرب من السجينات الجنائيات، في أوضاع قاسية رغم حاجتها للرعاية الصحية، وهي معتقلة منذ عامين ولا تزال موقوفة، وهي أم لثلاثة أسرى وهم: “عمر، وغيث، ومنتصر بالله”، وتعاني من مرض ضغط الدم المرتفع وعدم انتظام دقات القلب وتتلقى 8 أنواع من الأدوية، كما وتعرضت مرتان لأعراض الإصابة بجلطة وتم نقلها عدة مرات للمستشفى

فيما تم تحويل الأسيرة المسّنة “حنان صالح البرغوثي ” (60 عاماً) من رام الله إلى الاعتقال الإداري في اليوم التالي لاعتقالها، رغم ما تعانيه من أمراض مزمنة كالضغط والسكري وتحتاج لرعاية صحية خاصة ومكثفة وهي والدة المعتقلين الإداريين (عناد ، وعبد الله، وإسلام)

بينما الأسيرة المقدسية سميرة حرباوي (51 عاماً) والتي اعتقلت بعد إطلاق النار عليها وأصيبت بجراح في القدمين، فإنها تعرضت لتحقيق قاسٍ ويمارس بحقها سياسة الإهمال الطبي المتعمد

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة