loading

إكسبو نابلس: خطوة لهز الحصار

هيئة التحرير

منذ فترة طويلة تشهد مدينة نابلس ركودًا اقتصاديًا وتجاريًا كبيرًا بفعل تضييقات الاحتلال، عبر الحواجز المنصوبة في مختلف طرق نابلس أو عبر الاقتحامات المتكررة للمدينة في شيء شبيه بالحصار أثر على اقتصاد تُجارها 

وفي خطوة من شأنها النهوض وكسر الحصار عن المدينة أقامت غرفة تجارة وصناعة نابلس معرض ” إكسبو نابلس ٢٠٢٣”، في بيت إيبا على مسافة أكثر من ثلاثة آلاف متر وبمشاركة ١٢٠ شركة ومصنع وريادي من المدينة 

الناطق الإعلامي في غرفة وتجارة نابلس ياسين دويكات قال في حديث ل” بالغراف” أن المعرض هو بمثابة عرس أقيم بتنظيم كامل من غرفة تجارة وصناعة نابلس، وهذا هو اليوم الرابع من المعرض حيث افتتح بتاريخ السابع والعشرين من الشهر الجاري ويستمر حتى الأول من شهر أكتوبر

 وبين أن المعرض أقيم لعدة أهداف أهمها كسر الحصار المفروض على هذه المحافظة منذ عدة أشهر، وذلك ضمن سياسة العِقاب الجماعي ضد المدينة من خلال التضييق على الداخلين والخارجين من وإلى المحافظة، الأمر الذي أثر على اقتصادها كونها عاصمة اقتصادية نظرًا لموقعها المتميز 

وأكد دويكات أنهم في غرفة تجارة وصناعة نابلس فكروا في عمل حدث نوعي مميز من شأنه تخفيف الأثر الناتج عن هذا الحصار، مضيفاً أنه ولله الحمد تحقق هذا الهدف وذلك بعدد الزوار المَهيب الذي قَدِمَ لهذا المعرض في أيامه التي مضت والذي تجاوز ال١٣٠ ألفًا في أيامه الثلاثة الأولى، متوقعًا أن يتجاوز عدد القادمين مع انتهاء المعرض ال٤٠٠ ألف زائر، مبينًا أن هدف كسر حاجز الخوف تحقق، ودخل الزائرين المعرض المميز بعدما سمعوا عنه 

ولفت إلى أن الهدف الآخر هو عدد المشاركين والذي وصل ل١٢٠ مشارك من أنشطة اقتصادية مختلفة سواء تجارية أو خدماتية أو صناعية، إضافة إلى التركيز على الجانب الصناعي وخاصة بالصناعات المشهورة بها المدينة من” حلويات، تمور، عسل، مفروشات وغيرها من المواد”، إضافة إلى مشاركة الشركات مثل شركات العقارات وشركات تأمين وشركات لوجستية وشركات شحن وغيرها من الشركات المتعددة والمتنوعة بمختلف المجالات

 وبين دويكات أن هناك ركن خاص للسيدات الرياديات اللواتي يعملن في بيوتهن أو أماكن صغيرة ويصنعن منتجات مميزة، فبين أنهم افتتحوا لهن هذا الركن من أجل التعريف بأعمالهن ولزيادة الطلب على منتجاتهن وذلك بهدف تشجيعهن للمواصلة والاعتماد على أنفسهن دون الحاجة للرجوع لأحد، مضيفاً أن هناك قسم خاص للخدمات والمطاعم والكافيهات والحلويات والمشروبات

ولفت أيضًا لوجود مسرح متميز بفعاليات ترفيهية ثقافية فنية للكبار والصِغار بتواجد فِرق الدبكة والفلكلور الشعبي والحكواتي والمهرجين، مضيفاً أن اليوم شهد وجود يوم توظيف في المعرض بالتعاون مع نقابة المهندسين، حيث تم فتح المجال لعدة شركات ومصانع بحاجة لموظفين أو متدربين، وتم جمعهم مع الخريجين و الخريجات وسُمِحَ لهم بالالتقاء معهم في فرصة للحصول على فرصة عمل أو تدريب 

وأشار دويكات إلى أن الأهداف التي وُضِعَت نُصبَ أعينهم عندما تم التفكير بهذا الحدث النوعي، وذلك بجلب الناس التي حُرِمَت نابلس من مجيئهم طيلة الفترة السابقة بسبب إجراءات الاحتلال بأن يتم إعادتهم وأن يأتوا لنابلس، إضافة لتسليط الضوء على المنتجات المصنعة محلياً وذلك لتشجيع المُستهلك الفلسطيني على استهلاك هذه المنتجات لزيادة الطلب عليها، وبالتالي زيادة العرض عند أصحابها مما يخلق فرص عمل، إضافة إلى أنها أيام ترفيهية من خلال الفعاليات المتواجدة فهو بمثابة مُتَنَفس كبير جدًا للعوائل الفلسطينية بعد الاختناق الذي سببته إجراءات الاحتلال على المواطنين في نابلس

من جانبها تقول إحدى المشاركات في هذا المعرض وصاحبة معمل سمسمية وحلقوم هيا الشيخ ياسين أنهم يستخدمون مُحلي أليستيريا في التصنيع بدلاً من السكر الأبيض، وذلك بسبب توجه الناس لتخفيف السكر في ظل زيادة عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري أو مقاومة الأنسولين

وبينت أنهم عملوا على تصنيع أصناف صحية غير موجودة بين الناس، مبينة أن مشاركتهم في هذا المعرض له الأثر الكبير عليهم وذلك لعدة أسباب منها أنهم بهذه المشاركة يكونون على تواصل مباشر مع الزبون ويحصلون على التغذية الراجعة بشكل مباشر منه، إضافة إلى أنهم يستطيعون الوصول لشرائح مجتمعية جديدة لم يكونوا ليصلوا إليها من خلال التوزيع أو بالإعلانات، لذلك تكون هذه المشاركة بمثابة الوصول لأشخاص لم يسمعوا عن منتجاتهم من قبل، إضافة إلى التشبيك مع وسائل الإعلام أو الموردين أو الزبائن

وأشارت الشيخ ياسين أن مدينة نابلس سباقة في نشاطاتها، وهذا المعرض يزيد من النشاط داخل مدينة نابلس، فهي المدينة الاقتصادية وكانت العاصمة الاقتصادية فيساعد هذا المعرض في تعزيز مكانة مدينة نابلس، وإقامة المزيد من المعارض من خلال غرفة تجارة وصناعة نابلس والعديد من الشركاء يساعد على تزايد التوافد للمدينة

بدوره يقول الممثل عن شركة بن ازحيمان المشاركة في المعرض محمود إسكندر أن ما يميز هذا المعرض هو وجود شركات وطنية متنوعة داخل المعرض، إضافة لتنوع المشاركين من كافة المحافظات

معبراً عن فخرهم كشركة فلسطينية متواجدة في هذا المعرض وغيره من المعارض، مبينًا أنهم يحبون أن يكونون قريبين من الناس خاصة وأنهم يقدمون القهوة العربية في زوايتهم الخاصة، مشيراً أن هناك إقبال كبير على هذا المعارض بمختلف الأوقات

فيما تقول شيف الحلويات نجود النابلسي المشاركة في المعرض بحلويات أوروبية وبيتزا بطريقة صحية وبدون استخدام للمواد الحافظة أن هذه ليست مشاركتها الأولى في المعارض ولكن معرض إكسبو هو من أنجح المعارض التي أقيمت في مدينة نابلس لأنه ضم شركات ومؤسسات وسيدات لديهم مشاريعهم المحلية والوطنية، والذي سيؤدي إلى مساعدة اقتصاد نابلس 

وبينت أن اقتصاد نابلس تراجع فهذه المعارض ستساعد الاقتصاد وخاصة لأن الوافدين للمعرض يأتون من كافة المحافظات لرؤية المدينة، وبأنها ليست فقط مدينة بها حداد وإضراب إنما يوجد العديد من الشبان والفتيات الذين يحاولون النهوض بنابلس كما كانت في السابق، متمنية من غرفة تجارة وصناعة نابلس تكرار مثل هذا المعرض

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة