هيئة التحرير
“كنا طائرين من الفرحة ومش عايشين على الأرض كان هيك وضعنا، وبعد الساعة الحادية عشر نزلنا على سابع أرض”
بهذه الكلمات وصفت الحاجة أم محمد البكري انقلاب حال عائلتهم، ففي الثامن والعشرين من سبتمبر الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الخميس الأسبوع الماضي منزل عائلة البكري بالقدس المحتلة، كان الشاب محمد البكري “٢٧ عاماً” يتجهز ويستحم لأجل جلسة تصوير قبيل زفافه، وكانت الفرحة تعم منزل العائلة ولكن فجأة ودون سابق إنذار أو استئذان فُتح الباب، لتدخل مجموعة محققين من شرطة الاحتلال أبوا إلا أن يُنغصوا الفرح ويحولوا دون إكتمال المراسم.
اليوم الخميس كان من المفترض أن يكون موعد زفاف محمد، إلا أن أغلال الاحتلال جعلته عريساً مع وقف التنفيذ، فدعوة عرسه قد وُزِعَت ولكن أصبح تاريخ زفافه هو تاريخ محاكمته الذي حدده الاحتلال، والذي حوله فيه للاعتقال الإداري.
وتقول والدته أم محمد في حديث ل”بالغراف”: أنه عقب استجواب طفلتها الصغيرة أثناء لعبها خارجاً، فتحوا المحققين الباب ودخلوا دون أن يطرقوا، وسألوا عن محمد وكان في تلك الأثناء يستحم وخرج بعد ثواني وارتدى بنطاله سريعاً، وكان سيرتدي بلوزته البيضاء من أجل جلسة التصوير، وأخبره المحقق بأن لا يرتديها لأن هناك تحقيق، فدخل معه إلى غرفته وأخبره أن يرتدي شيئاً آخر، فلم تكن العائلة متوقعة أن يحدث أي شيء، وكانوا يعتقدون بأنه تحقيق لساعات فقط.
وتُكمل أم محمد بأن نجلها محمد أخبر المحقق بأن لديه جلسة تصوير فهل يقوم بإلغائها، ليخبِرَه بأن يؤجلها بمعنى أنه سيعود للمنزل بعد التحقيق، وكانت مظاهر الفرح تعم المنزل وأخبروهم بأن لا يخافوا وكان محمد بكامل برودة أعصابه، فذهب معهم على أساس تحقيق.
مرت ساعات طويلة ولا زال محمد في التحقيق، وأخبروهم أنه يوجد محكمة في اليوم التالي دون أي تهمة، وتأملت العائلة بأن يعود في اليوم المقبل، ولكنهم تفاجئوا بأنهم أخذوه للمحكمة دون علم العائلة وقاموا بتأجيلها.
“لطمت على وجهي وبكيت، لأنه عرس وتحضيرات، والتأجيل مش مبشر بالخير” تقول أم محمد، مضيفة أنهم أجلوه من يوم الجمعة حتى الإثنين، ولا يوجد أي تهمة واضحة، وفي يوم الإثنين الماضي كانت محكمة أخرى وتم تأجيلها مرة أخرى بحجة وجود مادة أخرى لم يجلبها المحقق، وهو أسلوب تنغيص للفرحة، فقاموا بتأجيل المحكمة في نفس اليوم المقرر زفافه.
“حرقوا لنا العرس وحرقوا لنا فرحتنا” فأصبح محمد عريس مع وقف التنفيذ.