loading

مشهد كالحلم: ماذا بعد ؟!

هيئة التحرير

في مشهد كالحُلُمِ وعى الشعب الفلسطيني على مشاهد قادمة من غزة لم يُصدقها للوهلة الأولى، حيث سيطرة على مستوطنات غلاف غزة برًا وجوًا

ڤيديوهات وصور تتناقل وتتغير مع كل ثانية وآخرى تأتي من غلاف غزة، قبل أن يبدأ الاحتلال بنشر أخبار تفيد بأنهم أضحوا في حالة حرب، قتلى وجرحى وأسرى في كل مكان من مستوطنات الغلاف، فما دلالات هذا الحدث وما السيناريوهات المتوقعة؟

وحول ذلك يقول ويقول الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل ” بالغراف” إن ما حدث يدلل على فشل سياسي واستخباري وأمني وعسكري كبير، حيث تمكنت المقاومة في قطاع غزة من التلاعب في مستويات إسرائيل كافة وذلك عبر المواجهات التي حدثت على السياج والمساومات التي حدثت لتهدئة الوضع

وبين أن الهدوء الذي ساد لاحقًا خلق حالة استرخاء لدى المستويات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، ويبدو أن ذلك كان مدروسًا من قبل المقاومة، حيث قاموا باستغلال فترة الأعياد وعطلة السبت وقاموا بهذه العملية المباغتة

وأكد البرغوثي بأن التقديرات تشير بدخول المقاومين على دُفعات وبشكل مباغت، مستغلين فترة الهدوء والساعة المبكرة ويوم السبت حيث معظم الإسرائيليين كانوا يحتفلون ونائمين في هذه الساعات، مضيفاً أنه يبدو أن كافة الجيش الإسرائيلي بقياداته ومخابراته كان نائمًا، فجاءت هذه العملية المباغتة بحيث استغرق عدة ساعات لكي يُدركَ الإسرائيلييين وحتى على المستويات الأمنية ما حدث

وأضاف البرغوثي أن التقديرات تقول بأن العملية خُطِطَ لها منذ عام ونصف وكان الجيش الإسرائيلي قد أجرى سيناريوهات حول إمكانية حدوث عملية من هذا القبيل وربما تدرب للاستعداد لمواجهتها، ولكن التوقيت الذي وَقعت به العملية كان صادمًا وغير متوقعًا بتاتًا، مؤكدًا أن هذا مؤشر على قدرة قراءة المقاومة لما حدث وقراءة الوضع من جهة، واستغلالهم للحظات ضعف المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل والمبادرة في مباغتة الاحتلال بهذا الشكل

من جانبه يرى المختص بالإعلام العبري عصمت منصور في حديث ل ” بالغراف” إن “إسرائيل” تلقت ضربة موجعة عسكريًا وفشلت استخباراتيًا، مضيفاً أن صورة ردعها تدمرت وكذلك هيبة جيشها، ما يعنيه أنها ستحاول أن تستعيد المبادرة

وأكد أن هذا سيضع إسرائيل أمام خيارات صعبة، وذلك لأن المعركة اختارت توقيتها المقاومة وحققت صورة انتصار مدوية، مضيفاً أن المقاومة سجلت انتصارًا عسكريًا وإعلاميًا ومعنويًا تاريخيًا

السيناريوهات المتوقعة

وحول السيناريوهات المتوقعة أكد منصور أن كافة خيارات نتنياهو صعبة سواء باجتياح لغزة أو بارتكاب مجازر، مؤكداً أن كل خيار سيترتب عليه ثمن كبير

وبين منصور بأنه سيكون هناك تصعيد وجرائم، إضافة إلى محاولة الوصول إلى صيد ثمين وتعديل لحالة الردع، مشيرًا إلى أن هناك خشية من دخول الضفة لهذه المواجهة، وكذلك انضمام لبنان مما يعني أن هذا سيقيد نتنياهو، مضيفًا أن الصورة بِرُمتها معقدة

بدوره أكد البرغوثي أن هناك إعلان حرب على قطاع غزة وهناك قراءة للوضع العام حيث قراءة وضع الجبهة الشمالية ووضع غزة والضفة والقدس والداخل، فكافة هذه الأمور تُقرأ ونتنياهو قال في بيانه الصحفي ظهر اليوم أنه يقوم بتحصين الجبهات الأخرى كي يردعها من الدخول في المعركة، فهو يتوقع أن يؤدي رد الفعل الإسرائيلي في غزة ربما لتفجر الوضع في الضفة والقدس، حيث ملامح ذلك بدأت من خلال المواجهات المندلعة في الضفة والقدس وربما قد تمتد إلى الداخل، إضافة إلى أن نتنياهو قد أشار قبل أشهر لتدريب عشرة كتائب في الجيش للانضمام للشرطة إذا حدثت مواجهات في الداخل إذا ما وقع أي تصعيد عسكري

وبين البرغوثي أن كافة الخيارات واضحة وصعبة بالنسبة لإسرائيل، مضيفاً أن هناك ذهاب للمواجهة ولكن إلى أي مدى يمكن أن تذهب إسرائيل فهل يمكن أن تذهب لاجتياح بري في غزة مثلاً فهذا خيار صعب لأن نتائجه قد تكون أسوأ على إسرائيل من نتائج ما حدث اليوم، خاصة على مستوى الخسائر، مضيفاً أن المقاومة راكمت قدرات وخبرات في العشرة سنوات الأخيرة إذا ما قُورِنَت بحرب عام ٢٠١٤، حيث كانت محاولة الدخول البري والتي أدت لمقتل عدد كبير من الجنود ووقوع بعضهم أسرى لدى المقاومة وهذا السيناريو هو أسوأ كابوس يقلق منه الجيش الإسرائيلي

وأشار البرغوثي إلى أن هذا الخيار صعب رغم وجود ضغوط على نتنياهو للذهاب إليه، فهل سيذهب إليه أم هل سيتبع سياسة الأرض المحروقة وتدمير كل شيء قبل الدخول البري، بمعنى ارتكاب مجازر فظيعة في قطاع غزة، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى دخول جبهات أخرى على المواجهة

ولفت البرغوثي إلى أن الموازنة صعبة بالنسبة لنتنياهو فهناك موازنة سياسية وعسكرية أمنية، اضافة إلى وجود موازنة الوضع الإقليمي الذي قد يؤدي إلى مواجهة شاملة، فكل هذه الأمور هي التي تضع نتنياهو في وسط معادلة صعبة، والقرار فيها سيكون صعب بالنسبة له

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة