loading

تهجير أهل غزة باتجاه سيناء، مجرد تخوف مصري أم أبعد من ذلك؟!

هيئة التحرير

تزايدت التحذيرات في الساعات الأخيرة، خاصة في الإعلام المصري من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، حيث صدرت المواقف المصرية الرسمية وشبه الرسمية التي أكدت أن «السيادة المصرية ليست مستباحة، وسلطة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لشعب غزة». وحذرت المصادر المصرية من أن دعوات النزوح كفيلة بتفريغ قطاع غزة من سكانه “وتصفية القضية الفلسطينية نفسها”.

هذه التحذيرات تزامنت مع تعطل العمليات في معبر رفح بين غزة وسيناء في أعقاب ضربة جوية إسرائيلية بالقرب منه، وما أعلنه لاحقاً المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، أن إدارة معبر رفح في الجانب المصري أبلغت طواقم المعبر في الجانب الفلسطيني بإخلائه بشكل فوري لوجود تهديدات بقصفه.

البرلماني والإعلامي المصري مصطفى بكري، والمعروف بقربه من النظام المصري، غرّد أكثر من مرة على منصة اكس “تويتر” سابقا بالقول: “‏إذا كان المخطط هو دفع الفلسطينيين للنزوح إلي سيناء وتفريغ غزة من سكانها، فمصر لن تسمح بذلك وأرضها ليست مستباحة”.
وأضاف: “الصهاينة يريدون من وراء ذلك تنفيذ مخطط الوطن البديل ليستولوا على فلسطين، كل فلسطين. أهل غزة أهلنا، ولكن مخطط العدو لا يخفى على أحد، فلسطين عربية والصهاينة يسعون إلى ‏مصر” .

بدوره، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج في تصريحات لقناة سكاي نيوز عربية، رفض مصر حكومة وشعباً لأي مخطط إسرائيلي يستهدف تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، منوها بموقف مصر الثابت الداعم لقضية الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه.


هذه التحذيرات وغيرها الكثير لم تأتِ من فراغ، فرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق في لقاء مع مسؤولين إسرائيليين يوم الاثنين الماضي: «سوف نغير وجه الشرق الأوسط». وما تلاه من دعوات المتحدثين باسم جيش الاحتلال أهالي غزة للرحيل باتجاه سيناء. حيث نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت وهو كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين للإعلام الأجنبي، في مؤتمر صحافي: “أنصح أي شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك”.

“بالغراف” حاورت الإعلامية والمحللة السياسية الفلسطينية نور عودة حول إمكانية حدوث هذا السيناريو الخطير، حيث أكدت أن شعور مصر بحاجتها إلى إصدار موقف رسمي يحذر من التهجير الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه سيناء، تطور تصادم، ما يعني أن هناك مخاوف مصرية مبنية على معلومات عن احتمالية أن يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأمر من هذا القبيل.

ولم تستبعد عودة أن تكون “إٍسرائيل” قد طلبت من مصر، ولو بشكل غير مباشر، فتح المجال لخروج الفلسطينيين من غزة باتجاه سيناء تحت ذريعة “ممر إنساني آمن”، خاصة مع إعلانها عن قطع الماء والكهرباء ومنع دخول البضائع إلى قطاع غزة، مضيفة أن كل المؤسسات الدولية الإنسانية رفضت هذا القطع والمنع ولم تجامل تل أبيب، رغم المجاملة والمحاباة الدولية التي تحظى بها هذه الأيام.

وأعربت عن اعتقادها أن مسألة نزوح الغزيين ودفع جيش الاحتلال لهم باتجاه سيناء، خط أحمر بالنسبة للدولة المصرية يمس أمنها القومي، والموقف المصري التاريخي واضح بالنسبة لهذا الملف، متوقعة أن يكون هناك جهود مصرية لتوفير ما يمكن توفيره من الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة.

وأكدت أنه من الصعب أن يلجأ الفلسطينيون إلى خيار النزوح، لكنها حذرت في الوقت ذاته من سيناريو العدوان البري الذي قد يشنه جيش الاحتلال وقيامه بدفع السكان المدنيين وإجبارهم على الذهاب باتجاه الحدود مع مصر، مضيفة أن هذا السيناريو من الممكن تخيله في ظل كل ما نراه من إجرام إسرائيلي، وشعور حكومة نتنياهو أن لديها الضوء الأخضر أن تفعل ما تشاء، موضحة أن هذا السيناريو ربما هو الذي دفع مصر لإصدار تحذير ملفت للنظر بهذا الخصوص.

وقالت إنه في حال حدوث ما سبق ذكره، فإن ذلك سيؤدي إلى أزمة سياسية ليس فقط بين القاهرة وتل أبيب، وإنما أزمة في المنطقة والعالم، رغم أن دول العالم التي تهرول لتزويد “إسرائيل” بالأسلحة والعتاد سيكون لها ما تقول في هذا الموضوع، فهذه موازين إقليمية من الصعب التلاعب بها، دون أن يكون هناك عواقب أبعد من الجغرافيا.

وأضافت عودة أنه من الصعب على الفلسطينيين أن يعيدوا التهجير بسبب ما عانوه وكابدوه منذ نكبة عام 1948 مستبعدة أن يفكر أي فلسطيني بهذا الاتجاه، بل على العكس فهناك المئات من أهالي غزة العالقين في الخارج مستمرون هذه الأيام في محاولاتهم للعودة، رغم ما يتعرض له القطاع من عدوان إسرائيلي غاشم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة