هيئة التحرير
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسيرة المحررة والطالبة في جامعة بيرزيت عهـد التميمي، بعد اقتحام منزل عائلتها والعبث بمحتوياته وتخريبها، في قرية النبي صالح قرب رام الله، فجر اليوم الإثنين.
عهد باسم التميمي، والمولودة في الـ 31/1/2001، تدرس القانون في جامعة بيرزيت، تم اعتقالها قبل 6 سنوات وأمضت في الأسر 8 أشهر. وهي ناشطة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي من مواليد قرية النبي صالح، برزت إعلاميا منذ كانت طفلة، أثناء تصديها لجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قريتها في أغسطس عام 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية، يظهر فيه اعتداء جنود الاحتلال بوحشية على الأطفال الفلسطينيين وذويهم الذين كانوا يحاولون الدفاع عنهم.
والدة عهد، ناريمان التميمي، تحدثت لـ “بالغراف” عن اعتقال ابنتها واقتحام منزل العائلة بالقول: إنه تم اقتحام المنزل فجر اليوم بطريقة همجية، وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى اقتحموا الغرفة عليها أثناء نومها، فبدأت بالصراخ على الجنود في محاولة لإخراجهم لتتمكن من ارتداء حجابها”.
ناريمان أضافت أنه تم وضعها في غرفة مع والدتها المقعدة وإغلاق باب الغرفة عليهما، وبعد محاولات تمكنت من الحصول على “البخاخ” الخاص بها، حيث تعاني من أزمة تنفسية، فيما تم تكبيل عهد واقتيادها إلى سيارة الاعتقال العسكرية، قبل أن يتم تخريب المنزل والعبث بمحتوياته.
وتضيف ناريمان أنها تلقت تهديدات من قبل الضابط الإسرائيلي، وقال لها: “أنتم مجرمون إرهابيون قتلة”، وأنه سيتم اعتقالها واعتقال كل أفراد عائلتها.
وأوضحت أنه تم أيضاً اقتحام منزل نجلها وعد الذي تعرض لتهديد بالاعتقال، والعبث بمحتويات منزله وتمزيق صور الشهداء فيه.
موقع “واينت” العبري زعم أن التميمي التي اتهمت سابقا بمهاجمة ضابط وجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت اليوم بسبب منشور كتبته منذ نحو أسبوع، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “انستغرام” هددت فيه المستوطنين في الضفة الغربية.
الوزير الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن جفير نشر تغريدة عن اعتقال عهد التميمي، قال فيها:
“كل الاحترام لقوات الجيش الإسرائيلي الذين اعتقلوا الليلة المخربة، ناشطة حقوق الإنسان عهد التميمي من النبي صالح، والتي اتهمت في السابق بضرب جنود من الجيش الإسرائيلي، ومنذ اندلاع الحرب وهي تعلن تضامنها ودعمها للنازيين عبر شبكات التواصل، صفر صبر مع المخربين ومع مؤيدي الإرهاب، فقط هكذا”.
والدة عهد أكدت أن هذا المنشور لا يعود لعهد، إذ أن حسابها على “انستغرام” معطل منذ أشهر، وحسابها الآخر على الفيس بوك غير فعال، مؤكدة أنه يتم إغلاق و “تهكير” أي حساب تحاول عهد إنشاءه على كل وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن الحديث الإسرائيلي عن هذا المنشور، يأتي في إطار حملة التحريض الإسرائيلية التي تتعرض لها عهد، فالاحتلال لا يحتاج لأي ذريعة لاعتقالها، فمنذ الـ7 من أكتوبر تم اعتقال نحو ألفي مواطن من بينهم والد عهد دون أي تهمة، وتم تحويل معظم هؤلاء الأسرى إلى الاعتقال الإداري.
وأمام حملة التحريض التي تتعرض لها عهد أعربت ناريمان عن استهجانها مما قامت به بعض الصحف الأمريكية والإسرائيلية بإعادة نشر هذه التغريدة المزورة، ومن استغرابها من موقف بعض المؤسسات الدولية المناصرة للشعب الفلسطيني في فرنسا وإيطاليا التي تواصلت مع العائلة للاستفسار عن هذا المنشور، متسائلة أنه في حال كان هذا المنشور حقيقياً، فأين موقف تلك المؤسسات مما يجري في غزة من مجازر مروعة وفي الضفة من انتهاكات يومية، مؤكدة أن هذا المنشور لا يعود لابنتها.
يُشار إلى أن والد عهد، باسم التميمي، تم اعتقاله منذ 9 أيام، ولا تمتلك العائلة أي معلومة عن مكان تواجده وظروف اعتقاله.
