loading

عمليات قيصرية للنساء دون مخدر في غزة

هيئة التحرير

تنتظر النساء حول العالم بشغف يوم ولادتها لترى ابنها وتحتضنه، ولكن في غزة يختلف الحال كثيراً فالنساء الحوامل أصبحت الولادة للكثير منهن كالكابوس فبين ترقب موعد الولادة والخوف من هذا اليوم تمر أيامهن، خاصة مع انعدام المواد الصحية في غزة ووقف عمل الكثير من المستشفيات وغياب حتى أدوية المسكن. 

في غزة أُجريت الكثير من عمليات الولادة القيصرية للكثير من النساء دون وجود مخدر أو حتى دواء مسكن بعد الجراحة، أو حتى وجود خيط طبي لخياطة الجرح أو حتى مواد تعقيم تحمي جسد وجرح النساء من الالتهاب أو الآثار الجانبية لمثل هذه الجراحات.

يعد ألم الولادة أقوى ألم في العالم إذ لا يمكن تحمله في الحالات الطبيعية، كما أنه يكون أشد في حالات الجراحة بشكلها الطبيعي مع توفر كافة مواد الراحة، فكيف الحال بعدم توفر مخدر أو مسكن أو حتى خيط معقم.

الدكتورة سلسبيل أسعد أخصائية النساء والتوليد تقول في حديث ل” بالغراف” إنه لم يمر بالعصور الحديثة أن يتم عمل جراحة قيصرية دون مخدر، حيث من فسيولوجية الجسم وطبيعته نتيجة الألم المرتبط بهذه الجراحة والتي من الممكن أن تؤدي إلى الإغماء أو حتى قد تصل إلى الوفاة من شدة الألم المرافق لهذه الجراحة، وذلك بسبب وجود طبقات للجسم يتم فتحها وقد تصل لفتح الرحم، مضيفة أن الألم المرافق لهذه الجراحة هو من أشد أنواع الآلام التي من الممكن أن يشعر بها أي شخص 

وأكدت أسعد أن عدم التخدير والتعقيم قد يؤدي إلى حدوث الالتهابات التي قد تصل للدم والتي قد تسبب التسمم، إضافة إلى إمكانية حدوث تسارع في ضربات القلب لا يمكن السيطرة عليها ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة، مضيفة أن التئام الجرح الخارجي يحتاج إلى ما يقارب عشرة أيام، أما التئام الجروح الداخلية فهو بحاجة لأشهر طويلة، إضافة إلى حاجة السيدة لفترة النفاس بكاملها الأربعين يومًا حتى تستعيد قوتها وتستطيع ممارسة حياتها بالشكل الصحيح.

 وأشارت إلى أنه في الحالات الطبيعة فجسد السيدة بحاجة إلى مسكنات للألم خلال الأسبوع الأول من الولادة وذلك يعتمد على جسد السيدة وحاجتها للمسكنات، مضيفة أن بعض السيدات وبناء على الفحوصات الطبية اللازمة فإنهن يحتجن إلى مضادات حيوية حسب المريضة وسبب القيام بالقيصرية 

وأوضحت أسعد أن هناك حاجة لتناول السيدات مميعات الدم مثل ” الكاروتين” بسبب إمكانية ارتفاع عوامل التخثر بالدم، فتكون هناك نسبة لحدوث تجلطات عند السيدات في القدمين، فيُعطى للسيدات عقب الجراحة القيصرية 

وأفادت أن من المضاعفات المتوقعة في ظل افتقار الأدوية المطلوبة والمخدر والتعقيم فهناك إمكانية لحدوث الالتهابات في الجروح ومن الممكن وصولها للرحم والحوض، وعدم القدرة على إعطاء المضادات الحيوية ومعالجتها فمن الممكن أن تصل هذه الالتهابات للدم وتسبب التسمم ومن الممكن أن يؤدي للوفاة، مضيفة أن عدم إعطاء المميعات في الجرعات الوقائية من الممكن أن تؤدي لحدوث تجلطات في القدمين وأن تصل للرئة وما يتبعها من حالات وفاة، مؤكدة أنه طبيًا سواء دراسيًا أو ممارسة فإن إجراء جراحة قيصرية دون معقم فهو شيء ضمن الخيال، ففي القطاع الصحي لا يستطيعون تخيل ما تعانيه السيدة من ألم في مثل هذه الحالة 

ولفتت إلى أن استخدام خيوط حياكة عادية فإن نسبة حدوث الالتهابات بها تكون عالية جداً، فالخيوط المستخدمة بالعادة تكون خيوط يمتصها الجسم بحيث تتحلل تلقائيًا مع الجسم وتذهب، ولكن في حالة استخدام خيوط حياكة فإنها تبقى ووجودها ضمن الجسم وكيفية تعامل الجسم معها من ناحية التهابات وحرارة وجسم غريب، وهذا تأثيره لا يظهر خلال ستة أسابيع، وتأثيره يظهر من خلال قوة الجرح في الجراحات القادمة إن حملت هذه السيدة مرة أخرى فيؤثر التئام الجرح على السيدة، فمن الممكن أن يؤدي إلى انفجار الرحم الذي من الممكن أن يؤدي للوفاة، فإصلاح الجسم وكيفية خياطة الجسم بعد الجراحة هي خطوة مهمة جداً لحياة السيدات

وأكدت أسعد أن الأطباء يُجرون الجراحة القيصرية لعدة أسباب منها أن السيدة التي تلد بجراحة قيصرية لمرتين فإن باقي الولادات تكون قيصرية، إضافة إلى حالة الجنين المقعدي حيث يكون الجنين نازلًا من قدميه وليس من رأسه، إضافة إلى وضع المشيمة فعندما تسبق الجنين فيتم تحويلها لجراحة قيصرية، وأيضاً ارتفاع ضغط الدم المفاجئ أو عندما يكون حجم الجنين كبير أو رأسه عاليًا كلها أسباب تؤدي إلى إجراء الجراحة القيصرية

وتكون الجراحة القيصرية عن طريق شق البطن فهو عدة طبقات وصولاً للرحم، وعندما يتم إخراج البيبي يتم إصلاح الجرح عن طريق الخياطة فيتم خياطة كافة الطبقات وتكون السيدة تشعر به وهو ليس ألمًا لحظيًا إنما هو ألم مستمر

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة