loading

رندة الجريحة.. أمٌ وجدّةٌ فقدت ابنها المهندس وابنتها الطبيبة وثلاثة من أحفادها

هيئة التحرير

إبراهيم أبو شعبان شاب فلسطيني طموح، مهندس مدني متميز في عمله، رفض السفر إلى الخارج رغم كثرة العروض، مفضلاً البقاء بجوار أمه وأبيه، ارتقى برفقة زوجته آية وابنتيهما رندة (4 سنوات) وسلمى ( 6 شهور).

استشهد إبراهيم وزوجته وابنتيهما، وشقيقته الطبيبة سمية وزوجها (ابن عمها) المهندس يوسف وابنهما جاد (عامان).

إبراهيم الذي مُسحت عائلته الصغيرة بأكملها من السجل المدني. بنى مع زوجته آية بالحب عائلة جميلة، وكانت ابنتيهما محور اهتمامهما في الدنيا، لكنّ قلب إبراهيم كان يتسع للكثير، فكان السند لأمه وأبيه، والمضياف المحب، لذا رفض السفر مفضلاً البقاء بجوار والديّه.

لم يكتفِ الاحتلال من حرمان الأم والجدة رندة عيدة  من ابنها إبراهيم وعائلته، بل امتد الحرمان ليشمل ابنتها سمية طبيبة الأسنان وزوجها المهندس يوسف وابنهما جاد، تاركين خلفهما زيد – الجريح – (7 سنوات) ، وتميم (6 سنوات). زيد الذي وُجد من قوة الصاروخ الذي أصاب المنزل معلقاً فوق شجرة، أُصيب بحروق وكسر في قدمه، بينما نجا أخيه تميم.

جاء زوج سمية -وابن عمها – مهندس الاتصالات يوسف في زيارة إلى أهله في قطاع غزة، قبل أيام من بدء العدوان الإسرائيلي، ليصطحب زوجته وأبنائه الثلاثة، بعد أن تمكن من إتمام إجراءات إقامتهم في ألمانيا.

في غيابه كانت سمية تُعلم أبناءها اللغة الألمانية ليتأقلموا على المعيشة هناك، وتستعد هي لإتمام الدراسات العليا. رحلت سمية ويوسف وابنهما جاد قبل يوم واحد من موعد السفر المفترض.

استشهد إبراهيم وزوجته وابنتيه وشقيقته الطبيبة سمية وزوجها وابنهما جاد، وعدد من أفراد العائلة في قصف إسرائيلي تعرض له منزل عمتهم في مخيم النصيرات في الـ24 من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، المنزل الذي اجتمعت فيه العائلة بعد أن تركوا منزلهم في حي النصر بمدينة غزة بحثاً عن مكان آمن.

رحلوا وتركوا خلفهم الأم والجدة المحتسبة الصابرة أم علي، والتي أصيبت بجروح وحروق في القصف ذاته. رندة ابنة قرية لفتا المهجرة قرب القدس المحتلة، والتي تقيم عائلتها في مدينة رام الله، شاء القدر أن تتزوج من المواطن باسم أبو شعبان في غزة قبل نحو 35 عاماً، إذ تأتي لزيارة أهلها مرة كل بضع سنوات بعد التمكن من استصدار تصريح بصعوبة، كانت زيارتها الأخيرة إلى مدينة رام الله في شهر تموز/ يوليو الماضي.

 تصفها إحدى قريباتها بالقول: “رندة، أم الدكتور والمهندس والطبيبة والصيدلانية، صاحبة الضحكة الحلوة والروح الطيبة، حبيبة أمها وإخوتها وأخواتها، رندة الضيفة الي ما بنصدق ويطلعلها تصريح نشوفها كم يوم. رندة الأبية القوية العنيدة الحنونة أم العيلة الحلوة الي صارت فجأة الأم المكلومة الثكلى وأم الشهداء. رندة الي روحها في ولادها دائما حوليها مخبيتهم تحت جناحها، الي لما تجي تزورنا على رام الله ما بتعرف تقعد، بدها تروح على غزة تشوف أحفادها الي حرمها منهم الاحتلال”.

قريبة أخرى تتحدث عن عائلة رندة: ” اعتدنا منذ صغرنا أن نشعر بالفخر تجاه أبناء عمتي رندة، فكنا العام الذي يتقدم أحد أبنائها لامتحان الثانوية العامة هو عام فخر، فقد كان جميع أبنائها من المتفوقين”.

انقلب حال أم علي بفقدان سبعة من عائلتها الصغيرة، عائلتها التي كانت تعيش بسعادة، والأمل والطموح يملأ جميع أفرادها رغم ما تعانيه غزة من حصار شديد ووضع اقتصادي كارثي. وانقلب أيضاً حال عائلة أبو شعبان رأساً على عقب بفعل العدوان الإسرائيلي الهمجي، تلك العائلة التي فقدت 28 فرداً من أبنائها في القصف ذاته.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة