هيئة التحرير
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض في حديثه لـ “بالغراف”، أن قيام اليمن بقيادة الحوثيين باحتجاز سفينة “غالاكسي ليدر”، بمثابة إعلان دخول الحرب، وبالتالي تكون اليمن أول دولة تعلن دخول الحرب بشكل حقيقي لصالح الفلسطينيين.
وأضاف أن احتجاز هذه السفينة بمثابة رسالة يمنية إلى العالم أجمع، مفادها بأن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب ستتعرض للمساءلة والفحص، موضحاً أن جماعة الحوثي حصرت أمر الاحتجاز بالسفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين. وهو ما يُفسر حتى الآن عدم وجود ضجيج إعلامي عالمي أو إدانات دولية، لأن الدول تريد أن تنأى بنفسها عن ذلك، وبالتالي فلتتحمل “إسرائيل” ما صنعت يداها.
وأكد عوض أن فحص السفن سيؤثر على سوق النفط العالمي والأمن الغذائي العالمي، وبالتالي من الممكن أن تقوم شركات كبرى وبعض الدول بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، ما يعني رفع الصراع إلى مستويات أعلى إقليمية وربما عالمية، بشكل لم يكن بحسبان أمريكا و”إسرائيل”.
وأوضح “على ما يبدو هناك تنسيق بين أركان محور المقاومة، الذي لا يريد التضحية بغزة وتركها وحدها، لأن ذلك يُفقد المحور مصداقيته”، مضيفاً أن الأمور تتعقد بشكل أعمق، ودخول اليمن على خط المواجهة بهذا الشكل يعني وجود قرار بالتدخل الفعلي لصالح غزة ورفع الصراع لمستوى أعلى.
وقال إن ما جرى مع سفينة “غالاكسي ليدر” تهديد حقيقي، وأن على “إسرائيل” أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على خطوات مجنونة أخرى.
وكانت جماعة الحوثي اليمنية طالبت جميع الدول بعدم العمل مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين.
جاء ذلك على لسان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، الذي قال إن قواتهم “تهيب بكل الدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين”.
وأشار الناطق العسكري باسم الحوثيين إلى أن “هذا يأتي انطلاقا من المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وما يتعرض له من حصار واستمرار المجازر المروعة والبشعة من قبل العدو الإسرائيلي”. مضيفاً “نتعامل مع طاقم السفينة وفقا لتعاليم وقيم ديننا الإسلامي”.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن تل أبيب تحقق في استيلاء الحوثيين على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، في وقت نقل فيه موقع “والا” العبري عن مسؤول إسرائيلي أن الحوثيين هاجموا سفينة شحن مملوكة جزئيا لشركة إسرائيلية، ولا يوجد فيها أي إسرائيلي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن الحوثيين استولوا على سفينة “غالاكسي ليدر” عبر إنزال من طائرة مروحية.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن اختطاف سفينة الشحن من قبل الحوثيين جنوب البحر الأحمر “حدث خطير للغاية عالميا”، موضحا أن “السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون إسرائيليين، كما أنها ليست إسرائيلية”.
ووصفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية اختطاف السفينة بـ”العمل الإرهابي الإيراني”، مشيرة إلى أن “اختطاف السفينة سيخلق تداعيات دولية تتعلق بأمن ممرات الملاحة العالمية”.
