هيئة التحرير
مع بدء سريان الهدنة الإنسانية في غزة لأربعة أيام، بدأت تتكشف معالم مجازر الاحتلال والدمار الكبير في غزة وتحديداً في مدينة غزة وشمالها، في قصف تواصل لمدة 48 يوماً لم يتوقف ولو قليلاً، مخلفًا كارثة إنسانية حقيقية فيها
أبراج مدمرة وبيوت هُدِمَت على رؤوس ساكنيها، ومساجد لم تسلم من حمم طائرات الاحتلال، ومدارس إيواء تابعة للأونروا ارتكبت فيها مجازر عديدة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، ومستشفيات حوصرت وقطعت عنها المياه والكهرباء والأدوية وقصفت على رؤوس مرضاها والنازحين الذي لجأوا إليها، متجاوزين كافة المواثيق والأعراف الدولية
في بيت حانون نشر الأهالي فيديوهات أظهرت حجم الدمار الذي لحق بالمنازل وبكافة المباني فيها إثر قصف الاحتلال، عشرات الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل، فلم تستطع سيارات الإسعاف الاقتراب من هذه المنازل المدمرة ومحاولة انتشال جثامين الشهداء، فطائرات الاحتلال ودباباته لا تفرق بين أي شيء وتقصف كل شيء يتحرك، هذا الأمر لم يقتصر على القصف فقطعت المياه والكهرباء والغاز والانترنت عن كثير من هذه الأحياء فيها
ولم يختلف الحال كثيراً في بيت لاهيا حيث جثث الشهداء في الطرقات وأمام المباني المدمرة وتحت الأنقاض، حيث لم تفلح محاولات الإسعاف والدفاع المدني بأدواتهم البسيطة في انتشال هذه الجثث، وحتى الجثث على الطرقات لم يسمح لأحد بالاقتراب منها، وخاصة مع مرور أيام العدوان وانعدام أي سيارة إسعاف نتيجة منع دخول أي مساعدات إلى مناطق شمال القطاع، ومنع دخول حتى المواد الغذائية، ولم يمنع هذا الوضع الكارثي الأهالي من عودتهم لمنازلهم وتفقدها رغم كل شيء
وفي منطقة جباليا ومخيمها فأظهرت الڤيديوهات دمارًا هائلًا في المنازل، حيث مربعات سكنية دُمِرت بأكملها نتيجة القصف الذي تواصل على جباليا ومخيمها، مجازر كبيرة ارتكبت بحق الساكنين فيها حيث ارتقى مئات الشهداء والجرحى، وَمُسِحَت عائلات كاملة من السجلات المدنية، فيما ارتكب الاحتلال مجازر في مدارس الإيواء التابعة للأونروا حيث قصف الاحتلال مدرسة الفاخورة لأكثر من مرة حيث كانت تضم آلاف النازحين الذين اعتبروها مكانًا آمنًا لكن الاحتلال قصفها ما أدى لوقوع مئات الشهداء والجرحى
وعلى الطريق الساحلي أظهرت مشاهد للشهداء على الطريق الذي ارتقوا خلال نزوحهم من الشمال إلى الجنوب حيث قام الاحتلال بقصفهم ما أدى إلى استشهادهم جميعاً قبل أسابيع ولم يستطع أحد الاقتراب من المكان ونقلهم لدفنهم وذلك بسبب قصف الاحتلال ومنع أي أحد من الاقتراب، وكان ذات المشهد في منطقة البيدر في غزة حيث نقلت سيارات الإسعاف عددًا من الشهداء كانوا على قارعة الطريق بعد قصفهم من قبل قوات الاحتلال ولم تتمكن طواقم الإسعاف من نقلهم
لم يختلف الحال كثيراً في المستشفى الاندونيسي حيث أظهرت الفيديوهات الوضع الكارثي بداخل المستشفى، الذي تعرض لحصار من قبل قوات الاحتلال لفترة طويلة، إضافة لقطع الكهرباء وقصف لآبار المياه ومنع لدخول أي مواد غذائية، لم يتوقف الاحتلال عند هذا الاحتلال حيث قام بقصف المستشفى ودمر أحد أبنيته وقصف غرفة العناية المكثفة، قبل أن يقوم باقتحام المستشفى فجر اليوم ويقتل ثلاثة ويجرح عددًا آخر إضافة إلى اعتقال ثلاثة شبان
وتكدست جثامين عشرات الشهداء في المستشفى لم يستطع الأهالي وطواقم الأطباء دفنهم إثر حصار الاحتلال للمستشفى، إضافة إلى امتلاء المستشفى بالنفايات داخل وخارج المستشفى والتي تزيد من إمكانية ظهور الأمراض، ويقول باكيًا أحد الأطباء في المستشفى أنهم أتموا قسمهم بأن لا يتركوا المرضى وقاموا بتضميد جراحهم وإعطاءهم المسكنات وحتى الطعام، فيما ظهرت سيدة آخرى تبكي ابنها الذي قتله الاحتلال فجر اليوم خلال اقتحام المستشفى
وبدأت هدنة إنسانية في قطاع غزة منذ الساعة السابعة صباحاً على أن تمتد لأربعة أيام قابلة للتجديد، ومع بدء سريان الهدنة أوقف الاحتلال القصف على قطاع غزة والذي استمر 48 يوماً أدى لارتقاء ما يقرب من 15 ألف شهيد وأكثر من 32 ألف جريح إضافة إلى آلاف المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة
وبدأت شاحنات المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي بدخول القطاع منذ ساعات الصباح، فيما بدأ السكان بالعودة إلى منازلهم ورؤية ما تبقى منها، إضافة إلى محاولة عشرات العائلات العودة إلى بيوتهم في شمال القطاع والتي قابلها الاحتلال بإطلاق النار عليهم ما أدى لارتقاء شهيدين وإصابة عدد آخر، فيما قام الأهالي بنقل الجرحى من شمال القطاع إلى جنوبه مشيًا على الأقدام نظراً لعدم توفر سيارات الإسعاف ومنع دخولها للشمال