loading

صفقة التبادل.. مشهدان متضادان ورسائل نجحت المقاومة في إيصالها

هيئة التحرير

مشهدان متضادان خلال الأيام السابقة في طريقة تسليم المقاومة للمحتجزين الإسرائيليين لديها، وطريقة الإفراج عن الأسيرات والأسرى الأشبال في معتقلات الاحتلال.

مشهد ظهر بكامل الإنسانية من ناحية، وبأتم الإتقان من جميع النواحي التي أرادت المقاومة إيصالها للعالم، في رسالة تحمل دلالات كثيرة، لعل أبرزها أن المقاومة لا زالت قوية ومسيطرة في غزة.

المشهد الآخر، على النقيض تماماً، تنكيل بالأسرى قبل الإفراج عنهم وأثناء خروجهم من الأسر، وفرض الشروط عليهم ومنعهم من الحديث للإعلام، واقتحام منازلهم وفرض القيود على عائلاتهم ومحاولة تنغيص فرحتهم، وقمع الجماهير المحتشدة لاستقبالهم.

المقاومة تفوقت على الدعاية الإسرائيلية

المختص بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس قال في حديثه لـ “بالغراف”، إن المجتمع الإسرائيلي تناول بشكل كبير جداً على وسائل التواصل الاجتماعي الصورة التي صدرتها المقاومة في طريقة الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، فكان الحديث يدور عن نجاح المقاومة في إظهار نفسها إنسانياً، وتفوقها من خلال مقطع فيديو واحد على كل الدعاية الإسرائيلية.

وأضاف أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المستوطنين كانوا في حالة من الغيظ والغضب، كون أن المقاومة استطاعت أن تصدر صورة متقنة. فانقسم الشارع الإسرائيلي بين من يقول إن هذه حرب نفسية ودعائية لا يجب الوقوع بها، وبين من ذهب إلى أن المقاومة تفوقت على الإسرائيليين في هذا الجانب.

وأوضح أبو العدس أن المقاومة أرادت أن توصل عدة رسائل، أبرزها أنها لا زالت تسيطر على الأرض، فظهور عناصر القسام بكامل زيهم العسكري بهدوء وتنظيم، كان بمثابة رد على الدعاية الإسرائيلية التي تقول بأن المقاومة فقدت السيطرة، ومنها ما تحدث به قبل الصفقة بأسبوع عضو حكومة الحرب وزير جيش الاحتلال السابق بيني غانتس، بأن المنظومة الإدارية لحركة حماس انهارت وأنه لا يوجد تواصل بين القيادة والأفراد، وأن المقاومين الذين يقاتلون هم عبارة عن مجموعات متفرقة. فجاءت المقاومة بصورة واحدة لتثبت أن ما تحدث به غانتس غير صحيح، وأن لديها منظومة إدارة عالية.

نجاح لغة الجسد

وقال إن هذه المشاهد التي بثتها المقاومة كان لها أثر كبير جداً في الأوساط العالمية أيضاً، حيث تناول صناع المحتوى في الغرب هذا الموضوع، وتطرقوا للغة الجسد بين المقاومين من جهة والمحتجزين الإسرائيليين من جهة أخرى. وعلى النقيض تماماً، فإن الصورة التي بثها الاحتلال في التعامل مع الأسرى المفرج عنهم كانت وحشية تنم عن الأزمة والتخبط التي لازالت “إسرائيل” تمر بها.

خشية الاحتلال من تكرار الفضيحة

وعن منع المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم من الحديث للإعلام، أكد أبو العدس أن سلطات الاحتلال لا تريد تكرار الفضيحة التي حدثت في مستشفى “سوروكا”، حين قامت إحدى المفرج عنهن بالحديث الإيجابي عن المقاومة، مدمرة بذلك الدعاية الإسرائيلية عن وحشيتها. وبالتالي يعلم الاحتلال تماماً بأن المقاومة أحسنت للأسرى الموجودين لديها وأنهم سيتحدثون بإيجابية عن ذلك، فأراد الاحتلال تجاوز هذا المأزق.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة