هيئة التحرير
في غزة يُنتَزع الفرح من قلب الألم، فرغم الفقد والحزن والخوف من القادم المجهول، إلا أن الأهالي يستغلون كل لحظة هدوء في هذه الهدنة من أجل أفراح رغم الوجع
هذا ما فعله العروسين ماجد وسارة الذين قررا تحدي ظروف الوجع والألم وإقامة عرسٍ لهم في مدرسة الإيواء التي نزحا إليها، عقب قصف الاحتلال خلال العدوان على غزة، مستغلين فترة الهدنة الإنسانية في المدينة بعد أيام طويلة من الحرب
كان ماجد وسارة يتجهزان لإقامة فرحهما والذي كان مقررًا إقامته في الثامن من الشهر الجاري، إلا أن الحرب أوقفت الفرح والحياة معًا، فالعروسين كانا قد جهزا منزلهما كما يريدانه، وحجزا صالة الأفراح وجهزا كل ملزمات الفرح، إلا أن عدوان الاحتلال على غزة أنهى أحلامهما بإقامة فرحة عمرهما كما كانا يحلُمان
قصف الاحتلال المنزل الذي كان سيجمع العروسين، ليذهب منزلهم بكل ما فيه من أثاث وملابس وذهب وحتى هوياتهم ومتعلقاتهم الشخصية، ولتذهب معه فرحتهم ويتحول منزلهم ومكان سكنهم إلى غرفة في مدرسة إيواء تابعة للأونروا شرق المغازي، خالية من أي شيء من مقومات الحياة الأساسية
في مدرسة الإيواء تلك زُفَ ماجد على أكتاف الساكنين في المدرسة، وَزُفَت سارة من قبل النساء المتواجدات، سارقين لحظات فرح من بين أنياب الألم والفقد والدمار المجاور، ليبدأ العروسين حياتهما متحدين ظروفًا فرضها عليهم الاحتلال بقصفه وحربه على غزة، لتدخل الفرحة على قلوب كافة الساكنين في المدرسة الذين قدموا التهاني للعروسين وزفوهم بالأهازيج والأغاني
يقول العريس ماجد بأنه كان قد دفع تكاليف عرسه بأكملها من ذهب وملابس وزفة وغداء، ولكن ذلك كله ذهب مع الحرب، والآن يجلس في غرفة صف لا يملك سواء فرشة وغطاء ومخدة وملابسها التي يرتديانها فقط
أما العروسة سارة والتي سرق الاحتلال منزلها التي كانت تحلم ببناء حياة مليئة بالسعادة به ولكنه قُصِفَ، أنها حتى الخاتم الذي تلبسه هو ذهب مزيف وحتى الملابس لا يوجد إلا فقط ما ترتديه، ولتذهب حتى فرحتها بارتداء فستان عرس كباقي العرائس اللواتي يحلمن بهذا اليوم وبالفستان الأبيض
لا يقصف الاحتلال المنازل في غزة فقط بل يقصف معها أحلام وأماني وطموحات هذا الشعب، ولكن هذا الشعب يتحدى هذا الصِعاب ويسعى جاهدًا للمضي قُدُمًا بالحياة، ويحاول انتزاع الفرح والأمل من كل اللحظات الصعب، فهذا شعب يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلاً