هيئة التحرير
للجمعة الثامنة على التوالي تواصل قوات الاحتلال إجراءاتها المشددة والقمعية في المسجد الأقصى والقدس بأكملها، لتتحول المدينة لشيء يُشبه مدينة الأشباح، ليختلط عليك الأمر فالواجدة ظهرًا تشبه الواحدة ليلًا في البلدة القديمة التي تكاد تخلو في كثير من الأيام حتى من المارة بين أزقتها العتيقة
إجراءات مشددة اتخذتها قوات الاحتلال في شيء يشبه الحصار على سكان المدينة منذ السابع من أكتوبر المنصرم، منع للتنقل من منطقة لأخرى وحواجز وتنكيل بالمواطنين حتى في أماكن عملهم أو حتى أمام منازلهم، تفتيش شخصي وتفتيش بالهواتف الشخصية، واعتقالات كثيرة وحبس منزلي أكثر
وبين ليلة وضحاها أصبح المسجد الأقصى فارغًا إلا من بضعة من الأهالي وتحديدًا من كبار السن الذي يصرون ويحاولون الدخول لتأدية الصلوات فيه حتى لا يصبح المسجد خالياً بشكل كامل، فيؤدون الصلوات ويقرأون القرآن في ساحاته ليبقى عامرًا ولو بشكل قليل، إجراءات الاحتلال تمنع حتى الفتيات من دخول المسجد ليصبح الدخول إليه شيء أشبه بالمستحيل مع مرور الأيام
صلاة الجمعة لم يستطع سوى 3900 مصلٍ تأديتها في الجمعة الثامنة من هذه الإجراءات والعِقاب الجماعي لأهل هذه المدينة، ثلاثة آلاف هو عدد لا يكاد يُذكر فأضعاف هذا العدد كانوا يصلون صلاة الفجر فيه قبل أشهر قليلة رغم إجراءات الاحتلال، ولكن الاحتلال زاد من تعقيدات هذه الإجراءات ليمنع الشبان ومن هم دون الخمسين من عمرهم من دخوله، وحتى من هم أكبر من هذا العمر فيمرون بصعوبات كثيرة في سبيل الوصول للمسجد الأقصى
عكف الشبان على الوصول لأقرب نقطة للمسجد الأقصى وإقامة صلاة الجمعة على الأسفلت ولكن وفي كل مرة يقابلهم جنود الاحتلال بالقمع وإلقاء قنابل الغاز تجاههم وربما الرصاص، إضافة إلى استخدام المياه العادمة ورشها على المصلين، ففي هذه الجمعة قام الاحتلال بقمع الأهالي في وادي الجوز حيث قرر الأهالي تأدية صلاة الجمعة هناك في أقرب مكان لباب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المُغلق في وجه المقدسيين، وسط انتشار لجنود وشرطة الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى مجتمعة وأيضاً في البلدة القديمة للقدس منذ أكثر من 60 يومًا
إجراءات الاحتلال العقابية والقمعية تجلت خلال إطلاق سراح الأسرى الأشبال والأسيرات المقدسيات، حيث قام الاحتلال بعدة إجراءات منها استدعاء أهالي الأسرى لمراكز التحقيق لعدة ساعات وإخبارهم بمنع أي مظاهر احتفالية ومنع حتى من توزيع الحلوى، الإجراءات لم تتوقف عند هذا الاحتلال، فاقتحم الاحتلال منازل الكثير من أهالي الأسرى قبيل الإفراج عنهم، وكان منها منزل الأسيرة المحررة مرح باكير وإسراء الجعابيص وغيرهن الكثير، حيث اقتحم الاحتلال منازلهم وطرد المتواجدين بداخله وحتى الطواقم الصُحفية لم تسلم من هذه الاعتداءات فتم منعهم وطردهم من التغطية في كثير من بيوت الأسرى المحررين
ويعاني الأهالي في القدس من قبل اندلاع الحرب من إجراءات مشددة وقمعية طوال الوقت ولكن زادت بشكل كبير مع اندلاع الحرب، حيث أصبحت شرطة الاحتلال تحرر مخالفات كبيرة للأهالي بشكل أكبر وأصبحت تعتدي بالضرب المبرح على الأهالي وعلى معتقلين القدس، إضافة لحملة اعتقالات واسعة شهدتها المدينة وكان أكثرها بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أظهرت الصور لأجساد المعتقلين عقب الإفراج عنهم وتحويلهم للحبس المنزلي آثار اعتداء قوات الاحتلال على أجسادهم بطريقة تُظهر أنهم يصبون جام غضبهم على المقدسيين