loading

إغراق الأنفاق.. شبكة معقدة والمقاومة قادرة على المناورة

هيئة التحرير

800 نفق بنظام يمتد لـ 300 ميل تقريباً، تقديرات لشبكة الأنفاق التي تتحكم بها حركة حماس في قطاع غزة، وفق تقارير إسرائيلية وأمريكية، والتي أشارت إلى أن الشبكة أكبر من ذلك، ما يجعل تدمير الأنفاق كلياً أمر مستحيل.  

مؤخراً، كشف مسؤولون أمريكيون أنّ “إسرائيل” تقوم حالياً بتجميع نظام من المضخات الكبيرة التي يمكن استخدامها لإغراق الأنفاق تحت قطاع غزة بمياه البحر. وبحسب ما ورد، فقد انتهى جيش الاحتلال من تجميع مضخات كبيرة لمياه البحر على بُعد ميل تقريباً شمال مخيم الشاطئ للاجئين منتصف الشهر الماضي.

التقارير تتحدث عن أن كل مضخة يمكنها سحب المياه من البحر الأبيض المتوسط ونقل آلاف الأمتار المكعبة في الساعة الواحدة إلى الأنفاق، مما يؤدي إلى إغراقها في غضون أسابيع.

وكشف مسؤولون أنّ “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بهذا الخيار أوائل الشهر الماضي، مما أثار نقاشاً حول جدوى العملية وتأثيرها على البيئة مقابل القيمة العسكرية لتعطيل الأنفاق.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعرفون مدى قرب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ الخطة، مؤكدين أنّ “إسرائيل” لم تتخذ قراراً نهائياً بالمضي قدماً، وفي الوقت ذاته لم تستبعد الخطة.

الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، قال في حديث لـ “بالغراف” إن الأنفاق تشكل معضلة إسرائيلية كبيرة، ولذلك فهي تبحث عن حلول لها، باعتبار أن كل قيادة حركة حماس وبنيتها العسكرية ومقاتليها يتحركون من تحت الأرض ويوجهون لها الضربات ويطلقون الصواريخ، مضيفاً أن استمرارية المقاومة تعتمد بشكل كبير على هذه الأنفاق التي باتت سلاحاً استراتيجياً.

وأوضح أن خطة إغراق الأنفاق تبقى واحدة من الخيارات، والتلويح بها هو جزء من الضغط، دون أن يستبعد أن تلجاً “إسرائيل” لهذا الخيار، فلم يعد أي شيء مستغرب على هذا الاحتلال في ضوء ما يرتكبه من مجازر في غزة.

وقال إن قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة واحدة من المخاوف التي تثيرها هذه الخطة، حتى وإن لجأت استخبارات الاحتلال إلى التأكد من عدم وجود أسرى في هذا النفق أو ذاك، لكن تبقى احتمالية وجود أسرى واردة في أي نفق حتى وإن كانت احتمالية ضعيفة، وإن حصل وتواجد أسرى وتم تنفيذ خطة الإغراق، فسيترتب عليه نتائج صعبة داخل المجتمع الإسرائيلي، ربما تصل إلى المحاكم. مشيراً إلى أن الصحافة الغربية هي أول من نشرت عن هذه الخطة، بدليل محاولة حكومة نتنياهو التكتم على هذا الخيار لأنه سيثير جدلاً في الشارع الإسرائيلي، لذلك ربما كان المخطط عدم الإعلان إلا بعد التنفيذ.

وعن إمكانية نجاح تل أبيب في إقناع الولايات المتحدة والغرب بهذا الخيار، يرى منصور أن واشنطن والغرب يصادقون على كل ما تقره “إسرائيل” من خطط، ويمنحون لها هامشاً واسعاً من القتل على حساب دماء الأبرياء والأطفال، وعلى حساب البنية التحتية التي تدمر بشكل ممنهج، فلم يعد للموقف الغربي أي دور في كبح ولجم العدوان الإسرائيلي.

وعن الخيارات المتاحة أمام المقاومة في حال ذهب جيش الاحتلال نحو إغراق الأنفاق، قال إن هذه الخطة ستصعب الخيارات أمامها، لكن لن يجعلها معدومة، فالمقاومة قادرة على المناورة وإدارة حرب العصابات واستنزاف الاحتلال لفترة طويلة، مضيفاً أن إغراق كل الأنفاق غير ممكن، فهي شبكة معقدة، وفيها طبقات، ويحوم حولها كثير من الأسرار والغموض، بحيث لا يستطيع الاحتلال الوصول إليها أو إنهاءها كلياً. 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة